أخذت المغنية المجهولة تردد :
المطربة : أصل انت غاوى شك
الكورس : شك شك شك شك
المطربة : دانا كلى يا روحى لك
الكورس : لك لك لك لك
المطربة : وانا قلبى تك تك
الكورس : تك تك تك تك
و بينما الأغنية ( السنتمنتالية ) تتصاعد فى أفق الميكروباظ ، صعد صوت أحد الركاب من خلفى مباشرة:
- الله ينور يا اسطى
أخيرا وصلت الى الحى الذى أسكنه .و هبطت أو قل فررت من المستطيل الحديدى المسمى ميكروباس و قبل أن أدلف الى البيت .. مررت على حانوت ( حلوة حانوت دى ) عم صالح البقال لشراء بعض حاجيات البيت .. و بينما ألقى عليه تحية الاسلام كان منشغلا عنى تماما و محدقا فى التلفاز مما أضفى على ملامحه بلاهة مضاعفة ..
أخذت أهزه من كتفه و كأنما أتأكد أنه ما زال على قيد الحياة
- عم صالح .. ياااا عم صالح
لم يدر وجهه عن الشاشة الفضية قائلا باستهانة:
- أهلا يا أستاذ
استمحت للحاج صالح كل الأعذار حين التفتت الى الشاشة الفضية .. بينما كانت ( المزة ) صاروخ الغناء و سمهرية الطرب تتمايل و تتغنج بكلمات لم أعيها للتو ..
وقفت مشدوها بدورى بمحاذاة عم صالح متأملا فى الساقين اللتين كادتا - حلوة كادتا - أن تنكشفا تماما لولا ستر ربنا
صباح مزعج آخر من صباحات اختراق الأذن ..أزيز وطنين و قرقعة وصليل .. وهبد و رزع يوقظ الموتى فى قبورهم ..
دفست رأسى بين وسادتين محاولا اقتناص ساعة نوم أخرى من عمر الزمن وخاصة أن اليوم اجازة رسمية..غير أن كاتم الصوت المزدوج ( الوسادتين ) فشل فشلا ذريعا فى حجب ( كوكتيل ) الازعاج الذى انضم اليه صوت نحيب يقطع القلب لمغن ( يعوص ) و يستغيث ، كأنما يسحبونه جرامن رقبته الى السلخانة
خنتينى خلاص .. بعد الاخلاص ..
من بعدك قلبى العاشق لاص .. لازم أنسى .. أنا مش بلاص
طار النوم و استبد بى الغضب ، فجلست مقرفصا على السرير.. و جعرت جعرة أوبرالية من طبقة ( التينور )
:انت يا زفت ياللى برة .. وطى الكاسيت يا حيوان ! ..
كنت بالطبع أقصد بالحيوان الواد احمد ابنى الذى اتضح فيما بعد أنه برىء من جريمة التحرش بأذنى .
أيقنت أن طبقة ( التينور ) لن تنفع فى اختراق دوشة السوق التى اقتحمت شقتنا دون أن أجد لها تفسيرا .
أخذ نحيب المطرب المخنث يتصاعد فى آفاق أعصابى مرددا بخنوثة مقززة