.....................................
.....................................
.....................................

  بضع خطوات ، و وجدت نفسى فى  حضرة  الحاج و حاشيته المهيبة ، و بمجرد أن طالعنى بوجهه المتجهم وعيونه الجاحظ التى توشك على الانقذاف من محجريهما ، حتى بادرنى بصوت عميق أجش كأنما يخرج من كهف مظلم فى صدره :

انت مين ؟! ..
تجمدت فى مكانى مثل تلميذ بليد ينتظر عقابا ما.. لكن الأستاذ على السمبوخسى تدخل قائلا بصوت مرح :

- ما تخافشى يا ابو احمد .. دا هوا اللى شكله كدا .. لكن قلبه أبيض زى اللبن الحليب !!

و توجه الى الحاج متسائلا فى شك :

-  مش كده يا حاج ؟!

     لم يعره الحاج التفاتا ، و ظل مبحلقا فى وجهى بعيونه الضفدعية ، فأسقط فى يدى و استشعرتُ شرا واقعا بى لا محالة ، و تذكرت موقف علية السمبوخسى ، فاعتقدت أن خبر  التحرش  المزعوم قد انتشر كالنار فى الهشيم ، و وصل الى مسامع الحاج عُصْمان !! و كدت أبادره بطلب العفو و السماح ، و ان الأمر لا يعدو سوء ظن من الست علية التى لم تقّّيّم الموقف تقييما موضوعيا ،  و قبل أن أنبس ببنت شفة ، كان الحاج عُصْمان قدرفع عصاته الغليظة تجاهى مباشرة ، فانصعقت لتوى ، وتمتمت بالشهادة متوقعا أن ينزل بها على أم رأسى ، لكنه تحنجل فجأة ، رافعا احدى ساقيه ، و بدأ يرقص على ايقاع المزمار بتؤدة و كبرياء !!

   انفرجت أساريرى و كدت أطير فرحا بنجاتى من  الشومة  التى يحملها ، و تصايح ( المتجلببون ) و بدأت حلقة من الرقص البلدى شارك فيها الجميع ، بما فيهم  الأفندية  من ذوى  الكرافتات  .. و تعالت الزغاريد ، و لعلع المزمار ، و تحلق الشباب حاملين أحدهم ، و الذى أخذ يهتف بصيحات فلكلورية متصاعدة ، فيردها عليه المتحلقون حوله بحناجر ذكورية متحمسة :

يا بنت دوسى على الحشيش ....
احنا رجالة ما تخافيش ....
حط اللمبة ف وسط الدار ...
قلب البنت مولع نار

جينا من آخر المديرية ...
باللباس و الجلابية .........

وعريسنا طالع م الحمام .....
حاطط ريحة و كله تمام .....

تحت السرير ....
ليصة ....

فوق السرير ...
ليصة

و ع الكورنيش
ع الكورنيش

انزل بشويش
ع الكورنيش

و اطلع بشويش
ع الكورنيش

الثانية عشر