.....................................
.....................................
.....................................
خنتينى خلااااس .. أنا مش بلاااااس)

    ارتفع الدم فى رأسى .. فاندفعت من غرفة النوم كقذيفة ( باتريوت ) هوجاء غير محددة الهدف .. مزمعا قتل أول آدمى ألاقيه دون رحمة .

    ألجمتنى المفاجأة .. اذ وجدت الصالة قد تعرت من الكراسى و الكنب و السجاجيد.. و لمحت زوجتى و معها بعض النسوة و قد شرعن فى سحب كراسى الصالون  التى أصدرت أزيزا ذا ذبذبة يمكن قياسها بمقياس ( ريختر ) ، بينما باب الشقة مفتوحا على مصراعيه .

     أما النحيب المخنث و الصوت الذليل  فكان صادرا من الشقة المقابلة .. شقة على أفندى السمبوخسى ذى الجسم البدين الأبيض  المرهرط  و النظارة كعب الكباية ..

     وقفت مدهوشا و ( لائصا ) و قد استحال على ادراكى تفسير ما يحدث من انقلاب استراتيجى فى بيتنا ..الى أن لمحتنى واحدة من  الخناشير المصاحبات لزوجتى  فقالت بصوت عفوى
- الأستاذ صحا !

    تحولت كل الرؤوس تجاهى .. و لحظتها فقط تذكرت أننى واقف بفانلتى الداخلية ( الكط ) ذات الثقب الواسع شمال شرق  بطنى..و بنطلون ( التريننج ) الذى استحال  لونه من الكحلى الى الرمادى بفعل طول العشرة .. يادى الفضايح - .. قلتها فى نفسى و اندفعت الى أقرب ملجأ يسترنى مواريا عورتى  خرم الفانلة  بكلتا يدى..

     مرقت الى المطبخ مختبئا من العيون الغريبة المتفحصة .. لكنى فوجئت بجثة ضخمة بيضاء  مرهرطة  لامرأة فى العقد الخامس من عمرها عرفت فيما بعد أنها  علية السمبوخسى الأخت التوأم لجارنا على أفندى السمبوخسى ..


و فى معمعة المفاجآت المتتالية استطعت تمييز عدد لا بأس به من الحلل ( الطناجر ) الضخمة ، و أكوام متنوعة من الخضار و بضعة صناديق من المياه الغازية تحتل المطبخ. ، و قد وقفت بينهم السيدة علية بقامتها المفتخرة .. و حين لمحتنى عبر نظارتها كعب الكباية.. ابتسمت ابتسامة  واسعة  تحول معها وجهها الى وجه بلياتشو أبيض مرهرط و قالت بصوت مسرسع كأنما يصدر عن معزة .. و لا يتناسب مع ضخامتها المفرطة :

- عقبال ولادك يابو احمد ..

وأطلقت ( زغروطة ) حادة خارقة من النوع ( أم ديل ) .. أى التى تستمر فيها ياء ال ( لولولولولى ) الى ما لا نهاية .

إستطعت رغم ( الحولان ) الذى سيطر على رأسى .. و رغم الفانلة الكط  ذات الخرم الواسع أعلى البطن أن أرد
: شكرا ..شكرا!!
لم يعد لى من مهرب سوى العودة الى غرفة النوم و الاختباء تحتالسرير الى أن يبرر لى أحدهم سر هذا الهجوم المباغت و الزغروطة أم ديل .. و لم يكن  أحدهم  سوى زوجتى  التى اندفعت ورائى قبل أن أختفى تحت السرير ..

هى : صباح الخير أنوسة بنت الأستاذ على السمبوخسى يوم الخميس .. عقبال ماتفرح ب احمد كده يا رب ..

و كادت  تفقع  زغروطة هى الأخرى لولا كتمى لأنفاسها قبيل وقوع المكروه ،  سحبت كفى عن فمها قبل أن تفطس  و أقضى اجازة عيد العمال لمحاولة فى ( العنبوكة ) ،  و عاجلتها بصوت كظيم لا يدع لها مجالا  الزغرطة مرة أخرى ...

الثالثة