أنا : خير ! حاييجى منين الخير ؟ .. ايه اللى بيحصل ده ؟
هى : ايه اللى انا شايفة ده ( قالتها و هى تهز رأسها يمنة ويسرة على طريقة حكيم )...
أنا : و كمان بتهرجى .. تكونيش ناوية تبيعى عفش البيت ؟ و مين الست اللى شبه شوال القطن المنفوش دى .. و بتعمل ايه فى المطبخ ؟!
هى : وطى صوتك .. ماتفضحناش
أنا : ما تفضحناش ؟! دانا اللى اتفضحت .. أصحى من النوم ألاقى أربع نسوان بيتفرجوا عليا وأنا لابس فانلة طالع منها شعر صدرى !
هى : هو فين شعر صدرك ده .. و النبى مانا شايفة حاجة
قالتها بدلال و ميوعة لا تتناسب و الموقف المكركب الغامض ، مما أثار حنقى .. فاستشط زاعقا :
أنا : فهمينى يا هانم .. هو بيتنا بقى جمعية من جمعيات حقوق المرأة .. ولا عملتيه ملجأ للمطلقات ؟!
هى : انت نسيت يا بوحمد ؟ مانا قايلة لك من كام يوم ان كتب كتاب
أنا : طب ما تكتب كتابها ولا حتى تروح فى داهية هى وأبوها على افندى السمبوخسى ف يوم واحد .. احنا مالنا ؟!
هى : مالنا ازاى ؟ .. الجماعة طلبوا الشقتين يتفتحوا على بعض مش فيه معازيم و رجالة وستات و عيال وأكل و شرب و....
( قاطعتها مغتاظا ) ..
أنا : هى شقتنا بقت نادى لاحياء الحفلات و الأفراح ؟!
هى : دا واجب علينا برضو ... انت ناسى فى سبوع احمد عملوا معانا ايه .. ( و بدأت فى سرد تفاصيل طويلة عن مواقف لآل السمبوخسى لم أع منها شيئا ..
اذ انشفطت طاقتى السمعية بفعل أغنية تلت وصلة النواح العاطفى للمطرب حمادة بلال .. تزلزل المكان بصوت ( كمبورى ) بغيض و عدوانى
( شخرمونى و شخرموه .. الحقونا يا ناس ياهوووووووه )..
يبدو أن ( الشخرمة ) كانت قاسية و فوق الاحتمال
كانت زوجتى ما تزال تستدعى مواقف آل السمبوخسى الوطنية تجاهنا ( طيب فاكر يوم ما شالوك هيلا بيلا و خدوك المستشفى
- لولاهم كان زمان الزايدة انفجرت و عيالك اتيتموا من بدرى ...)
بدأ غضبى ( ينفثىء ) و تلاشت عندى الرغبة فى دحض - حلوة دى - كل ما سردته المدام .. فلم أرغب فى تذكيرها بنصفخزين البيت الذى ينتقل الى شقة السمبوخسية بفعل السحر .. حتى الحلل والطاسات وأطقم الصينى والكبة و الخلاط المولونيكس أبو روحين .. كلها تنتهك بفعلالسلف اليومى .. و الأنكى ابنتهم البيضاء السمينة المرهرطة و التى تشبه جبلا من العجين المخمر .. لا يمر يوم دون أن تحل علينا بطلعتها الهلامية و صوتها المسرسع قائلة
- بعد اذنك يا عمو .. ممكن أقعد ع النت شوية
- اتفضلى اقعدى
( دا أنا اللى باقول ) متيقنا أنها السبب المباشر لضعف بث النت فى أرجاء مصر المحروسة بقعدتها عليه و تستمر قعدتها بالساعات بحجة آل ايه بتعمل دراسات عن طريق النت .. بينما لا يمر يومان أو ثلاثة الا و يتفيرس الجهاز بفعل مواقع لا يعلم كنهها الا الآنسة بولا ..
و بينما يتسارع فى ذهنى مآسى جيران الهنا .. استوقفنى شعر زوجتى الذى ارتفع كبرج عشوائى و قد اندس فيه عدد هائل من الأسلاك اللولبية .. فقاطعتها (بينما كانت تعدد مآثر آل السمبوخسى )
: و ايه المفاعل النووى اللى انتى حطاه فوق دماغك ده ؟!
هى : موظامبليه .. لزوم الأنتكة و الألاجة .. مانا لازم أشرفك قدام الناس .. و انت كمان لازم تتأنتك و تتمنجه.. أنا كاوية لك البدلة الرصاصى و معاها الكرافتة النبيتى و.....