.....................................
.....................................
.....................................

   كنت بمثابة شاهد عيان على تلك اللحظات المشبوبة ، من ركنى المظلم فى الشرفة الملاصقة ، حين يحلو الاستماع فى هدأة الليل الى ما طاب لى من شدو أساطين الغناء ، فأرى من حيث  لا ترانى أنوسة طقوس الحب و الغرام التى تنتهى  بغنيمة  يتلقفها فلانتينو ، و يمضى مرتاح الضمير !.

     أما التفاصيل الأخرى ، فكنت أطلع عليها باسهاب ، كلما ارتفعت صرخات أنوسة الأوبرالية المستنجدة ، بينما الأستاذ على ( يعجنها ) ضربا ، و قد أغراه ضخامة الهدف و عجزه عن الفرار ..و كالعادة ، تهرع الست جليلة نحو شقتنا و تطرق بكلتا يديها على الباب مستغيثة : الحقونا يا ناس .. الظالم المفترى هايموتها .

     وباعتبارى المنقذ المنشود أنا و أم احمد ، فقد كنت أهرع الى موقع الحدث من باب الفرجة و التسلية و الاطلاع على آخر فضائح أنوسة البلكونية ، و غالبا ما أجد أنوسة قد ارتمت على  السرير(مسخسة ) ، بينما الأستاذ على يجلس قبالها (مفرهدا) و محمرا ، و قد غمرت و جهه سيول من العرق اللامع ، فيجأر بالشكوى بمجرد أن يرانى قائلا :

- الدبة بنت الدبة عاملة لى حبيبة .. مش كفاية انها ماسحة التلاجة أول بأول .. تلاتة كيلو جوافة ( سكرى ) درجة أولى ، تحدفهم بكيسهم للواد الصايع ابن عم صالح البقال .. و دكى النهار   تسحب من ورايا أربع تفاحات أمريكانى من الصنف المخرفش اللى قلبك يحبهم ، و ترميهم م البلكونة للواد أوصة الفلاتى  اللى مسيح برطمان فزلين على شعره -  لم تصله بعد ثقافة الجل - ، ولا يوم البطيخة الحجازى .. حد فى الدنيا يفرط فى بطيخة حجازى .

     قالها و هم بالهجوم على الجثة المتأوهة الملقاة مثل قنطار قطن بعرض السرير  ، ارتميت فى حضنه الوسيع محاولا ردعه ، و أسهب متباكيا :

-  أنا اتهزأت فى الحتة بسبب الملعونة دى ، عارف يا بو احمد
( قالها و قد هدأت أنفاسه المتسارعة ) ،
- من كام يوم لقيت شوية مانجة فونس ريحتهم ترد الروح ، رحت شارى عداية على ابوها ( قفص بأكمله ) .. تصدق باللى خلقك .
( قالها وقد اقترب من وجهى كأنما سيفشى لى بسر عظيم ) :
-  ما نابنى منهم غير تلات منجايات !! تانى يوم رايح أحلق عند عمك أبو أشرف ، يقوم يقوللى :
-  انت جبت المانجة الحلوة دى منين ؟! ..
  - جيت لاعن سلسفين جدوده هو وابنه أشرف اللى عامل لى روميو ، طب جولييت كانت رفيعة
( قالها و هو يقفز غاضبا تجاه أنوسة ، بادئا فى وصلة أخرى من العجن )
-  لكن أنا عمال أعلف فى سيد قشطة !!و الهانم اللى تسد عين الشمس ( يقصد جلاجل ) سايباها على حل شعرها ، آل ايه خايفة ليفوتها قطر الجواز !! قطر لما يفرمك انتى و هى ف ساعة واحدة
    وتدارك رافعا طبقة السرسعة :
-  دا انا طاحن نفسى فى الدروس الخصوصية عشان ألاحق عليكم أكل لما خسيت النص ،
ثم أردف متحسرا و مهزوما
-  فونس تصدير أصلى من بتاع مزارع أبو دياب ..
ثم قال متفاخرا:
- أصل محسوبك خبير فى المانجة !!

التاسعة