.....................................
.....................................
.....................................
و تقدم موكب العروسين تجاه الكوشة ، أنوسة بوجهها المفرطح المختفى تحت طبقة عازلة من الجبس ، و العريس الذى جحظ كل مافيه ،حتى البدلة !.
بينما تقدم الأستاذ على خلف الموكب و وجهه متألق بالعرق الذى غلف ملامحه بطبقة زجاجية لامعة ، والذى دنا منّى قائلا
: شفت بولا ؟! يا بنت الأبالسة .. طالعة موهوبة فى الرقص .
ثم زغدنى بكوعه و قال
: ابن الوز عوّام .. طالعة لامها !!
و بعد أيها الأخوة فى ( سماعى ).. لم يتبق غير الحفل الساهر فى شارع أغا ، و الذى شاع خبره فى المناطق المجاورة ، فتداعى اليه الناس من سوق الليمون و الكوبانية ، و السيالة ، و حلقة السمك ، و البيّاصة ، بل ومينا البصل !! و لم يكن ليخطر على بال الشيطان نفسه ، أن حفل عقد قران أنّوسة السمبوخسى سيحظى بهذا الحضور الجماهيرى الغير المسبوق ، و أن كافة أصناف المزاج ، سوف تتواجد ( ماءا و دخانا ) على موائد الأسطى عبده الطنيخى . و الذى اضطُر لأول مرة فى تاريخه المديد مع الفِراشة ، الى تأجير كراسى و موائد و مفارش و عِدة صيوان من الباطن ، فالكراسى وحدها وصل عددها اللى خمسمائة دستة ، و العمال الذين اضطر لاستدعائهم من مقهى السيد بانجو و حودة الشامورت ، َربا عددهم على الأربعين ، و ما كان لتلك الجماهير الغفيرة أن تحضر الفرَح ، لولا الأسماء اللامعة البراقة لنجوم الطرب و الغناء و الرقص الذين سيحيون الليلة ، و على رأسهم مطرب الأنابيب ، و الذى اقتحم عالم الفيديو كليب ( كراكيبو ) ، فضلا عن سيدة الغناء الشعبى المعاصر ( عديلة ) ، و التى لا يجرؤ واحد من أفراد فرقتها على نطق اسمها مجردا من الألقاب ، فهى ( ست الكل ) التى غزت عالم الكاسيت ، فاخترقت الآذان ، ، و انتشى بتغريدها الركاب فى كافة مواصلات النقل الجماعى , وامتدت شهرتها الى محلات عصير القصب ، و عربات الكشرى ، و مطاعم السمين فى الناصرية و السيدة ، و اعترف لها النقاد بأنها الامتداد الطبيبعى للأسطورة التى يوشك نجمها على الأفول ، الست شفيقة محمود !!
و ما كان للجماهير العريضة من قوى الشعب العاطل و العامل و المؤقت على السواء ، أن يسعى الى شارع أغا ، حاملا ماتيسر من زجاجات البيرة و الكينا و الزبيب و كافة منتجات جناكليس ، الا لخاطر عيون ( المُرعِشة ) ، والتى يحلو للبعض بتسميتها ( المُعْجنة ) ، الراقصة كوكى شُقَق ..
-------