ان العلاقة بين الموسيقى والشعر علاقة قديمة ، فالموسيقى لغة لها ابجدية صوتية ، والصوت له ابجدية لغوية ، ويلتقى كل منهما كألفاظ موسيقية وشعرية فى القوة والرقة . فقد تكون الألفاظ الموسيقية ذات دوى او ذات رقة وكذلك الالفاظ الشعرية فى أنواعها ، فمنها التهديد والوعيد والفخر ، وبإضافة الموسيقى بعناصرها اعلى الشعر تتضح الامور وتظهر المعانى التى يحملها المضمون الدرامى للكلام فتزيده جمالا على جمال معنيه خاصة إذا تلائم الميزان الموسيقى مع تفعيلات الميزان الشعرى ومع الضرب المصاحب الذى يمثل اطاراُ محكما للعمل الغنائى . فاللحن تزاوج ايقاع الكلمه وايقاع اللحن ، والعلاقة بين النغم والايقاع والكلمة والصوت الجيد تمثل لوحة فنية جميلة ذات نسيج متماسك البناء يشغر بها السامع وويتفاغل مع طابعها النغمى والإيقاعى .والموسيقى العربية تميزت بالطابع الصوتى النغمى ، حيث يلعب الغناء والصوت دورا اساسيا فى مكوناتها وأشكالها ، أما الآلات الموسيقية .فتلعب دوراً ثانوياً يستكمل به الغناء العربى رونقه وجماله

ويعتبر الغناء العربى فن شديد الحساسية والشفافية ، وكل هذه الطقوس ساعدت الإنسان العربى على استقبال غنائه القومى بطرق متنوعة وتذوقه بأساليب .كثيرة لأنه غناء حى ذو مرونة تجعله يتسع لكل جديد وكل تطور وإن اكتسب ثباتاً على مر الزمان

لذا فإن التعبير الموسيقى عن معانى النص امر غاية فى الأهمية ، وعلى الملحن مراعاة المعانى التى يشتمل عليها النص اللغوى وجعل اللحن موافقاً فيجب عليه اولاً تفهم معانى النص اللغوى قبل البدء فى تلحينه وان يعيش فى جو كلماته حتى تعبر الموسيقى بوضوح عن كل معنى وغرض فيه ، بحيث اذا عزف اللحن صامت دون مصاحبة الغناء له أدرك السامع فهم المعانى والتصورات التى يشتمل عليها دون اللجوء الى تفسيرها بالغناء

:اهمية البحث

يتناول بع اعمال رواد التلحين فى هذه الفترة بالدارسة والتحليل يمكن التوصل الى معرفة الأساليب والاتجاهات اللحنية المختلفة المستخدمة وعلاقاتها بالنص اللغوى فى الأغنية المصرية فى النصف الثانى من القرن العشرين كما يمكن الاستفادة منها فى مجال التاليف والغناء العربى مما يساعد على ازدهار الأغنية المصرية والوصول بها الى مستوى جيد فى الاداء

وقد تعددت العناصر الموسيقية التى استخدمها الملحنون فى تجسيد مضمون النص اللغوى فى الأغنية المصرية فى النصف الثانى من القرن العشرين ، وهذه العناصر هى

اللحن: استخدم الملحنون المسارات اللحنية والانتقالات المقامية والتكرارات اللحنية الى جانب الاتجاهات اللحنية الصاعدة والهابطة والمسافات اللحنية وكذلك المد فى التعبير عن مضمون النص اللغوى

الايقاع: استخدم الملحنون الضروب والتحويلات الايقاغية لتتناسب مع الميزان

توظيف الآلات الموسيقية المستخدمة: استخدم الملحنون الآلات الموسيقية المختلفة ( سواء آلات منفردة او فى مجموعات ) مع توظيفها للتعبير عن مضمون النص اللغوى

اسلوب الأداء: لعب اسلوب الأداء دورا كبيرا فى ابراز مضمون النص اللغوى سواء بإستخدام الزخارف اللحنية أو بإستخدام أساليب التظليل المختلفة مثل Diminuendo ومن الشدة الى اللين Cresendpo او التدرج من اللين الى الشدة (f.p mf)

المصاحبة: ساعدت المصاحبة الآلية والنسيج اللحنى المستخدم فى إبراز معانى النص اللغوى