للتحفجيه في مصر لغة خاصة بهم وحدهم
وهي لغة غريبة بعض الشئ وتجدهم يتحدثون مع بعضهم البعض بكلمات عجيبة فيقولون (حمشه) بكسر الحاء وهي تعني خمسة وبالرجوع للغة العبرية ستجد كلمة (حمشاه) تعني خمسه ولا تفسير عندي لذلك .. وأيضا كلمة (خربوش) وهو الجنيه وكبشه وهي الخمسة أيضا وعمود (الـ 100 جنيه) - صباع (10 جنيهات)

وإذا قال تاجر لآخر :

- بكام الحتة دي (يقصد قطعة من التحف)

فيجيبه آخر :
- رخيصة يا دوب بـ 2000 بس ..

فيقول له الأول :
- خلاص نشرب شاي بألف وتلتميت جنيه .

ولمن لا يفهم لغتهم يعتقد أن التاجر يعرض 1300 جنيه ثمنا للتحفة وهذا خطأ

فهو يعرض 700 جنيه فقط والـ 1300 جنيه سيشرب بها شاي الضيافة ..
وأظن أنني ولو استطردت في ذلك فسأكتب مجلدات ..
المهم أن هذه هي لغة أولاد البلد التحفجية وهم أصل التحف في

مصر وليس أصحاب البازارات و المحال الذين يرتدون ملابس فاخرة ويتحدثون بتعبيرات انجليزية وفرنسية وبلغة (شيك) فأثمن التحف الموجودة لديهم وفي محالهم التي تقع في ارقي أحياء القاهرة أتي بها إليهم أولاد البلد التحفجية الذين يطوفون طوال النهار وينقبون في حواري وسرايات مصر ليكتشفوا هم وحدهم في رحلاتهم النشطة للبحث عن كنوز التاريخ في القصور المهجور وأطلال المباني، والهدف الأول من ذلك ليس البحث عن عبق التاريخ فقط وإنما حلم التحفجيه اليومي الذي لا يتبدد أبدا في تحقيق الثراء والثروة بلا شهادات ولا وظائف (ولا وجع قلب) ولكن بالخبرة فقط التي اكتسبها البعض من آبائهم الذين كانوا يعملون في الأصل في (الروبابيكيا) أو كانوا زبائن بسطاء وانزلقوا في وحل التحف الساحر ..

والعجيب انك ستري احدهم يحقق ثروة كبيرة مفاجئة في (خبطة) تحف وبعد بضع شهور يعود إلي الفقر والشقاء مرة أخري في صفقة أخري خاسرة، وهم لا يعرفون اليأس ولا القنوط فالمفاجئات السعيدة دائما تنتظرهم خلف جدار خيالهم الخصب لترتمي بين أحضانهم في الوقت المناسب لتتحول إلي ثروة طائلة .. وعندما تتحدث مع أحدهم سيقول لك بملامح بريئة :

- ايييييييييه كل واحد بياخد نصيبه يا أستاذ .

وستثير هذه الكلمات مشاعر تاجر آخر فيقول بخشوع وهو يذبح (زبون) :
- لا حيلة في الرزق .. ولا شفاعة في الموت .

وستندهش فيما بعد وأنت تحاول أن تفسر كيف استخدمت هذه الكلمات الرائعة والجليلة نفسها كحيلة ماكرة للنصب والاحتيال..

في مختلف الأسواق معروف بأن لكل تاجر حيلة ولكل بضاعة غلالة من الكذب تزيدها إغراءا ورونقا في أعين الزبائن هذا صحيح لكن تجار التحف امكر مما تتخيل ويخيل لي انك لو درست الإستراتيجية الحربية مثلا للسيد (سنطازو) فلن تغلب مكرهم وحيلهم أبدا التي لو علم بها الشيطان فسيصاب فورا بجلطة مميتة في كبرياءه .

(يااااه ده أنت متغاظ منهم جدا)

علي العكس تماما لكن تبهرني حيلهم بل وأكاد اصفق لهم في إعجاب كبير ..

وسأضرب لكم مثلا واحدا بسيطا يعطيكم ولو فكرة من بعيد عن الاعيبهم المبتكرة ..
-( يا عم أنت نسيت موضوعنا الأساسي.. ده أنت باين عليك فعلا مجنون بجد ).

- اللي هوه إيه ؟
- يووه .. لقيت إيه في الخازنة غير جنيه إدريس أفندي .

- تقصدوا إدريس بك .
- بك ولا أفندي .. المهم خلصنا وقصر .

- حاضر .. لقيت في الخزنة حبة حجات ..
- ياااااااااااااااا صبر أيوب .. حجات زى إيه ؟

- زي الصورة دي !
صفحات
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
صفحات
في الموضوع
الصفحة السادسة
الصفحة الأولى
الصفحة الثانية
الصفحة الثالثة
الصفحة الرابعة
الصفحة الخامسة
الصفحة السابعة
الصفحة الثامنة
الصفحة التاسعة
الصفحة العاشرة
الصفحة الحادية عشر
الصفحة الثانية عشر
الصفحة الأخيرة