رد: على الرياحي-- 30 مارس 1912 - 27 مارس 1970
طابت اوقاتكم ،يشرفني أن أكتب بعض الكلمات بخصوص رائعة الرياحي اسقي هالورد :
في هذه الأغنية حافظ الرياحي على ريادته في الإبداع والابتكار لافقط في التعامل مع الإيقاعات وترويضها لخدمة اللحن ولكن أيضا في ما يتعلق بالأجناس التي وظفها:
الأغنية أساسا في مقام البياتي لكن الرياحي وشحه بجنس الحجاز "في جملة "من العاشق للغايب عنو" مسبوقة بصولو كمنجة على غاية من الروعة ...كما استعمل ارياحي أجناس الراست والسيكاه والجهاركاه في البيتين الاول والثاني ثم استعمل الصبا والكردي العجم في البيت الثالث .
لكن ما يهمنا اكثر في هذه الاغنية هو الإيقاع :
الرياحي افتتح الأغنية بإيقاع الوحدة ثم إيقاع المقسوم سريع مع صولو ناي ثم المصمودي صغير هذا في المقدمة ثم دخل "في صلب الموضوع"ليقدم الأغنية بإيقاع الأقصاق وقد قصد أن يحدث فيه تنويعة ولم أسمع الصورة المتعارف عليها للإيقاع سوى في بداية الغناء ...ثم مر مع جملة "يا فلاح اسق هالورد الورد الورد" لإيقاع الدويك ثم عاد مرة اخرى للأقصاق .
ثم تواصل تعامله مع الأقصاق في البيتين الأول والثاني .
في البيت الثالث "من يوم عشقت وتكويت "استمعل إيقاع الدويك الراقص في كامل البيت ثم عاد إلى الأقصاق وقفل الاغنية بنبر على الأوتار بالأصابع "بيتزيكاتو" .
روعة الاغنية- التي وللأسف لم تلق رواجا يليق بها - تتمثل في المهارة الفائقة التي يتحلى بها الرياحي في التعامل مع الإيقاع وتنويعه وتطويعه في الأغنية الواحدة وفي البيت الواحد من الأغنية وكذا في قدرته الكبيرة على "التلاعب" بالمقامات -والطبوع التونسية- والمزج بينها بكل يسر وسلاسة دون إخلال بالذوق أو جودة اللحن بحيث يشكل لوحة فسيفسائية من النغمات والإيقاعات دون تعسف أو افتعال.لله درك يا علي الرياحي
|
العرض الشجري