* : مساهمات اختيارية من الأعضاء لسماعي لعام 2025 (الكاتـب : سماعي 2 - آخر مشاركة : MOMOSAL - - الوقت: 11h03 - التاريخ: 11/09/2025)           »          حفل غنائى من إذاعة الأغانى (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 10h54 - التاريخ: 11/09/2025)           »          نجاة الصغيرة- 11 أغسطس 1938 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 09h29 - التاريخ: 11/09/2025)           »          المجموعة (الكاتـب : السيد المشاعلى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 21h25 - التاريخ: 10/09/2025)           »          عبد اللطيف حويل (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 20h43 - التاريخ: 10/09/2025)           »          نوادر ليبية متفرقة (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h26 - التاريخ: 10/09/2025)           »          بنات شمامة فرقة تونسية قديمة (الكاتـب : Ossama Elkaffash - آخر مشاركة : سماعي - - الوقت: 19h09 - التاريخ: 10/09/2025)           »          مليكة مداح (الكاتـب : عطية لزهر - آخر مشاركة : علي دياب - - الوقت: 17h53 - التاريخ: 10/09/2025)           »          صالح عبد الحيّ- 16 أغسطس 1896 - 3 مايو 1962 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : هادي العمارتلي - - الوقت: 14h40 - التاريخ: 10/09/2025)           »          وردة الجزائرية- 22 يوليو 1939 - 17 مايو 2012 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 09h54 - التاريخ: 10/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29/09/2010, 18h13
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي بدون عنوان ... قصه قصيره

بدون عنوان

لم يصدق الناس أعينهم وهم يطالعون فى الصفحة الأولى من صحف الصباح خبر التحقيق مع سكرتير المحامى الشهير فى تهمة التلاعب فى أوراق المتقاضين وتعمد إتلاف محتوياتها
،لم يكن الخبر ذاته مبعث الدهشة ، ما أدهشهم أنها كانت مشكلتهم جميعا التى فاجأتهم صباح ذلك اليوم العجيب , وكل منهم يظن أنها مشكلته وحده , لم يقع فى خلد أحد ولا تصور أن المصيبة عمت أرجاء البلاد وأن البلوى طالتهم جميعا ،فى دور الكتب والمكتبات والمطابع وبيوت المال ودار المحفوظات ،وبدأ كل واحد يبوح بما كان يخشى أن يتفوه به تجنبا لمواضع التهم االتى يمكن أن تلقى عليه جزافا وإيثارا للسلامه ...

البداية كانت فى مكتب المحامى الشهير عندما طلب من سكرتيره أن يأتيه بملف القضية الكبيرة التى شغلت الرأى العام على مدار العام , فتح الملف ليراجعه قبل أن يتوجه للمحكمه ،وقعت عيناه على أول صفحة فيه , لم يصدق ما يراه, ما هذا ؟؟؟ وضع نظارته وتناول أخرى من على مكتبه ،أخذت يمناه تقلب الأوراق بينما اليسرى فى شغل بالبايب فى فمه , كان بصره يتقلب بين الأوراق تارة وسكرتيره أخرى ,ألقى البايب فى حدة وعلامات الغضب والدهشة تملأ وجهه .........

....
إيه اللى انا شايفه ده يا أستاذ ؟!! دى كارثه ...
... خير يا افندم ،فيه إيه ...
.... شوف بنفسك ...

قالها محتدا وهو يقذف بالملف فى وجهه
تمالك نفسه وبدأ يقلب صفحاته وهو فى ذهول لا يكاد يصدق ما يراه ،كانت تلك أول مرة يفتحه بعد أن راجعه قبل يومين كلمة كلمه ،واطمأن لسلامة الأوراق وتمامه ثم وضعه فى مكانه فى أرشيف قضايا النقض ...

رأى الكلمات متداخله فى بعض السطور
, وشاهد بعض الحروف وقد اختفت تماما من كل الكلمات , منها حرفا الألف واللام فى أوائل الكلمات وحرف الواو وجميع حروف العطف ونون الجماعه وكل أفعال الماضى وظرف الزمان والمكان وحروف الهمزة الإستفهامية وبعض من حروف الياء والسين والنون ..

كل من قرأ الخبر إكتشف أنه لم يكن وحده صاحب المشكله ،منهم من رآها فى أوراق العملة ومنهم من اكتشفها فى بطاقة هويته أو بطاقة الإئتمان أو الكارنيهات ومنهم من لاحظها فى ملفات الأرشيف وأضابيره ،عمت البلوى البلاد والعباد
,حتى أن الصحف التى صدرت فى ذلك اليوم لم تخل من تلك الأعاجيب والغرائب, صدرت بعض صفحاتها وفيها مساحات بيضاء ،كانت تزداد يوما بعد يوم ،مع اختفاء حروف وأفعال أخرى منها أفعال المضارع ،حتى أنه لم يتبق من حروف الهجاء إلا أقل من ثلثها بقليل ...

لم تعد للعملات الورقية والمعدنية أية قيمة مع اختفاء أرقامها رقما بعد الآخر بعد اختفاء حروفها ولم يبق فى النهاية منها إلا الأصفار
التلاميذ هجروا مدارسهم بعد أن صارت كتبهم مجرد صفحات بيضاء , كان أكثرها وأولها إصابة بتلك البلوى كتب التاريخ والجغرافيا والأحياء والطبيعه واللغه .....

لم يعد الناس يحملون بطاقات هويتهم بعد أن صارت لا تحمل أية بيانات سوى الصورة وبصمة اليد وخاتم النسر
,حتى الصور صارت باهتة وزال لمعانها وبدأت الظلمة تأخذ طريقها إليها شيئا فشيئا ....

أغلقت البنوك أبوابها وأعلنت إفلاسها وعاد الناس يتعاملون فيما بينهم بنظام المقايضة كما كان يفعل أجدادهم الأقدمين ..
كان المشهد الأخير فى تلك المأساه فى حجرة عم أيوب صالح وهو متكئ على أريكته وحده واضعا المذياع الصغير تحت أذنه يتابع آخر الأخبار التى لم يكن فيها إلا الأحداث المتلاحقة التى كانت تحمل فى كل خبر اختفاء حرف آخر ومعها بلاغات الناس وأحاديثهم وتعليقاتهم , كانت أذنه على المذياع بينما يراقب حفيده بعينيه وأثر ابتسامة على وجهه ،كان نائما على كراسته يواصل فى دأب كتابة الواجب الذى كلفه به ..........

....
شوف يا جدى انا كتبت إيه ، أسمع لك أليف باء تاء.. فين بأه باكو الشوكلاته ......

إتسعت ابتسامته وهو يمد يديه محتضنا حفيده بعد أن أطفأ المذياع قبل أن يلقى به جانبا
.....


__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 11/06/2011 الساعة 06h11
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 11h45.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd