* : نجاة الصغيرة- 11 أغسطس 1938 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 01h51 - التاريخ: 11/09/2025)           »          المجموعة (الكاتـب : السيد المشاعلى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 21h25 - التاريخ: 10/09/2025)           »          حفل غنائى من إذاعة الأغانى (الكاتـب : د.حسن - - الوقت: 21h17 - التاريخ: 10/09/2025)           »          عبد اللطيف حويل (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 20h43 - التاريخ: 10/09/2025)           »          نوادر ليبية متفرقة (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 20h26 - التاريخ: 10/09/2025)           »          بنات شمامة فرقة تونسية قديمة (الكاتـب : Ossama Elkaffash - آخر مشاركة : سماعي - - الوقت: 19h09 - التاريخ: 10/09/2025)           »          مليكة مداح (الكاتـب : عطية لزهر - آخر مشاركة : علي دياب - - الوقت: 17h53 - التاريخ: 10/09/2025)           »          صالح عبد الحيّ- 16 أغسطس 1896 - 3 مايو 1962 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : هادي العمارتلي - - الوقت: 14h40 - التاريخ: 10/09/2025)           »          وردة الجزائرية- 22 يوليو 1939 - 17 مايو 2012 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 09h54 - التاريخ: 10/09/2025)           »          45 عاما في كواليس ماسبيرو (الكاتـب : الكرملي - آخر مشاركة : توفيق العقابي - - الوقت: 09h01 - التاريخ: 10/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 30/07/2009, 22h16
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي الجسر ... قصة قصيره .... على هامش مرثية للأخ محمد العقاد

أعترف أنى تأثرت كثيرا كما تأثر الأحباب جميعا بمرثية أخينا العزيز محمد العقاد ... ومن هنا كانت تلك الخاطره التى خطرت لى كومضة بارق خاطف .............



بسم الله الرحمن الرحيم

الجسر


من نعم الله تعالى على قرية "الخالديه" ,تلك القرية الصغيره التى تقع على البر الشرقى من النهر , وجود هذا الإنسان بينهم , "آدم" أو "أبو أحمد" كما كان يناديه أهل القريه بالنداء المحبب له بعد أن رزقه الله ب "أحمد" بعد سنوات انتظار وترقب لقدومه تزيد على خمس , وآدم ذو أصول سودانيه كما تروى حكاوى القريه , حفيد الحاج أحمد السنى الذى وفد على القرية فى أوائل القرن الماضى فرارا من حكم غيابى صدر عليه , كان أحمد السنى يعمل ضمن سلاح الهجانه فى حرس الحدود ,عرف عنه الإستقامه فى كل أموره ومعاملاته , وفى يوم طلب منه أحد زملائه أن يغمض عينه عن عملية تهريب تجرى عبر الحدود فأبى ولما ألح عليه وزاد هدده برفع أمره إلى رؤسائه , تظاهر زميله أنه تراجع وهو يضمر فى نفسه مكيدة رتب لها بليل وأحكم حلقاتها التى وضعت أحمد السنى موضع الإتهام ظلما وحكم عليه بالجلد مائة جلده , أبت كرامة السنى التى تأبى الظلم والإفتراء إلا أن تثأر لنفسها من هذا الدعى الكاذب فلم يتركه إلا وهو يلفظ أنفاسه الأخيره , فر هاربا حيث ساقته قدماه إلى تلك القرية البعيده المنعزلة عن العمران , عاش وسط أهلها يداويهم من أمراضهم ويخفف من آلامهم بوسائله التى كان يتقنها من علوم الكى والحجامه والرقى التى ورثها عن آبائه وأجداده , تزوج من إحدى بنات القريه التى أنجبت منه ولده الوحيد "على" , أحبه أهل القريه ولم يحاولوا أن يفتشوا حول ماضيه لكنه فى مرض الموت فى النزع الأخير أفضى بالسر إلى واحد من أقرب أصدقائه وهو يوصيه بولده على ...
شب "على" واستمر يعمل فى نفس الصناعة التى ورث أسرارها وعلومها عن أبيه وتزوج هو الآخر من إحدى بنات القريه وأنجب "آدم" , نشأ آدم وشب على ما كان عليه أبوه وجده وزاد عليهما تحصيل العلوم بعد أن أدخله أبوه الكتاب فحفظ القرآن وأتم حفظه ثم التحق بالتعليم الأزهرى وحصل على شهادة من دار العلوم أهلته للتدريس إلى جانب الدعوة والوعظ , أحبه أهل القرية حبهم لأبيه وجده وزاد حبهم له لقيامه بمداواتهم وتلبية حاجاتهم وتطوعه لفض منازاعاتهم رافضا أى مقابل مادى .....
حتى كان اليوم الحزين , لم يأت على القرية يوما أكثر حزنا أو سوادا منه , فقد آدم وحيده أحمد , وتبدل حال الرجل الذى كان مضرب الأمثال فى العقل والحكمة والسكينه , أصبح يهيم فى الطرقات كمن فقد عقله , ينادى على ولده , ينظم المراثى فيه شعرا وزجلا , يقطع سكون الله بصرخاته العاليه وآهاته التى تقطع الأكباد وتذيب الصخر , لا يرى إلا والدموع تسيل على خديه ,
"بكفياك بكا يا أستاذ آدم ,إرحم نفسك"
يرد من فوره : "وليس الذي يهمي من العين دمعها
ولكنها نفسي تذوب كما القطر"
لم يفلح أهل القرية فى التخفيف عنه ومواساته ورده إلى ما كان عليه من وقار وسكينه حتى وهم يحاولوا تذكرته بما كان يواسيهم به ليخفف أحزانهم .....
إلى أن كان يوم صحا أهل القرية على أصوات عالية أمام دوار عمدتهم , ذهبوا يستطلعون الأمر فإذا بهم يسمعون عجبا , الشيخ عوض "البهلول" كما كانوا ينادونه وهو من المجاذيب الذين لا يلتفتون لأمور الدنيا ومطامعها ومتاعها , ينام حيث يغلبه النوم ويأكل حيث تستقر قدماه , يرتدى جلبابا من فوق جلباب ,جلابيب لا جيوب لها واضعا على رأسه عمامة حمراء , ماذا فعل البهلول ...
فوجئ به أهل القريه يفترش الجسر الوحيد الذى يربط ما بين قريتهم والضفة الأخرى من النهر حيث الطريق الطويل إلى المدينة والعمران , كان يقوم ببناء سكن له وسط الجسر بعد أن قام بحراثة الجزء الآخر وغمره بالمياه بعد أن نثر بعض بذور النبات فيه , ماذا دهاه هو الآخر حتى يقوم بهذه الأفعال الغريبة العبثيه , كان الناس فى عجب وهم يتساءلون فيما بينهم ...
"يعنى لو كان عاوز يبنى دار والا مطرح يتاويه , ما الدنيا قدامه واسعه , ملقاش غير الجسر" ,
ومن قائل "دى أفعال مجانين والله" , وآخر "يا رب سلم ,لطفك يا رب ,دى القيامه باين قربت تقوم"
أخذوا يتداولون فيما بينهم وهم فى حيرة من أمرهم لعلمهم أن الكلام والنصح لن يجدى معه ,وكذلك القوة غير مستحبة مع أمثاله لخوفهم من كراماته التى كانوا يعتقدون فيها أنها تصيب من يتصدى له بمكروه ....
ولما أعيتهم الحيل إنبرى واحد منهم صارخا ...
"مفيش غير حل واحد , نروح للأستاذ آدم"
"إنت بتخرف بتقول إيه ,هو فى إيه والا إيه"
"صبركم يا جماعه ,أى نعم أحواله مش ولابد بعد موت ابنه ,لكن الله غالب ماقدمناش غيره فى الورطه دى"
ذهبوا إليه على استحياء وهو جالس وحده فى داره يجتر أحزانه التى لم يأن لها أن تفارقه ,قصوا عليه حكاية البهلول وهم فى حرج منه ,وبعد أن انتهوا من كلامهم فوجئوا بما لم يكن يخطر لهم على بال أبدا , شبح ابتسامة رضى بدأت ترسم خطوطها على وجهه , زادت شيئا فشيئا وهو يهز رأسه , وبعد طول صمت قال لهم ...
"آه ... فهمت, وصلت الرساله"
"أى رسالة يا أستاذ ؟!...."
"رسالة الشيخ عوض البهلول , الجسر ... الممر ..... الطريق ..... الحمد لله إنكشفت الغمه ونزلت السكينه ,هيا ارجعوا إليه وستجدون كل شئ على ما يرام , والجسر على حاله الذى كان عليه ...........
وقبل أن يقوموا تناهى إلى سمعهم صوت البهلول من خارج الدار منشدا :
طـويت صفحـة وجاء زمان
تعبت مـن جنـونه الأوصافُ

لست فيكـم بناصح أو نذيـر

أنا يا قــوم عابـر طــوافُ

تمت .......................
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30/07/2009, 23h25
علاء قدرى علاء قدرى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:416240
 
تاريخ التسجيل: April 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 209
افتراضي رد: الجسر ... قصة قصيره .... على هامش مرثية للأخ محمد العقاد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د أنس البن مشاهدة المشاركة
أعترف أنى تأثرت كثيرا كما تأثر الأحباب جميعا بمرثية أخينا العزيز محمد العقاد ... ومن هنا كانت تلك الخاطره التى خطرت لى كومضة بارق خاطف .............



بسم الله الرحمن الرحيم



الجسر



ماذا فعل البهلول ...
فوجئ به أهل القريه يفترش الجسر الوحيد الذى يربط ما بين قريتهم والضفة الأخرى من النهر حيث الطريق الطويل إلى المدينة والعمران , كان يقوم ببناء سكن له وسط الجسر بعد أن قام بحراثة الجزء الآخر وغمره بالمياه بعد أن نثر بعض بذور النبات فيه , ماذا دهاه هو الآخر حتى يقوم بهذه الأفعال الغريبة العبثيه , كان الناس فى عجب وهم يتساءلون فيما بينهم ...
"آه ... فهمت, وصلت الرساله"
"أى رسالة يا أستاذ ؟!...."
"رسالة الشيخ عوض البهلول , الجسر ... الممر ..... الطريق ..... الحمد لله إنكشفت الغمه ونزلت السكينه ,هيا ارجعوا إليه وستجدون كل شئ على ما يرام , والجسر على حاله الذى كان عليه ...........
وقبل أن يقوموا تناهى إلى سمعهم صوت البهلول من خارج الدار منشدا :

طـويت صفحـة وجاء زمان

تعبت مـن جنـونه الأوصافُ

لست فيكـم بناصح أو نذيـر

أنا يا قــوم عابـر طــوافُ

تمت .......................
الجسر
نزداد يقينا يوما بعد يوم اننا امام قصاص بارع يملك زمام قلمه؛ كما يمتلك فارس مغوارلجام فرسة ؛ تطاوعه كلماته كما تطاوعه افكارة ؛ لغة خاصة جدا نستطيع بمجرد قراتها بدون ان نعلم اسم صاحبها ان تدلك على الاديب د انس البن
اجادة فى مزج الواقع بالخيال فى مهارة شديدة و حرفية متقنة بروح صوفية هى بصمة اديبنا المميزة فى جل اعماله
غالبا ما يستعين بشخوص هى من عالم ندر ان توجد الان بصفائها و نقاء سريرتها ؛ جاعلا الحكمة ملازمة لها ؛ وكان العالم الذى نراة خاليا من الحكمة ؛ او على اقل تقدير لا يعبا بها كثيرا فكان (البهلول) هو الناطق بالحكمة ؛ يخشى الناس كراماته؛ لكنهم لا يفهمونه؛ بل لم يحاولوا ان يفهموهاو يفهموا رسائلة ؛ تلك التى اخرجت الاستاذ المكلوم من حالتة
شيئا فشيئا ؛ حتى صاح فهمت ...وصلت الرساله؛ فكانما اراد هذا البهلول دون ان يفصح ان الدنيا جسر او ممر نعبر منه الى عالم الحق ؛ وفى الجانب الاخر من الجسر ينمو نبات وكانها الجنة التى عمل لها الاستاذ؛ ونالها من حب اهل القرية
فكانت الرسالة بردا و سلاما على الاستاذ ؛ وكان عبث ما يراهم الناس من مجاذيب يحتاج الى متعلم مثقف نبيه كى يعى رسائل الناطقون بالحكمة ؛ نعم اديبنا ذلك المتبحر فى انوار الصوفية الحقة لايريد الا ان يجعل من اعماله نصيبا من ميتافيزيقا الخيال
العمل فى شكله الدرامى رائع ؛ يمر النص بالقارئ مرور هين لين الى ان تصل الرسالة الى المتلقى دون ملل او تشويش
نعم مرثيه من قلم ذو حس عالى تليق بشاعر مكلوم ( الشاعر محمد العقاد)
رسالة من عالم صوفى الى شاعر رقيق
شكرا لاديبنا د انس
وصبرا شاعرنا ا محمد العقاد
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 31/07/2009, 09h49
علاء طه ياسين علاء طه ياسين غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:308298
 
تاريخ التسجيل: October 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 464
افتراضي رد: الجسر ... قصة قصيره .... على هامش مرثية للأخ محمد العقاد

الأب الحنون الغالي
د. أنس

قال الله تعالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
"كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة
فمن زحزح عن النار وأُدْخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"
صدق الله العظيم
........
والشاعر يقول مخاطبا نفسه حين هابت الحرب :
فإنك لو سألتِ بقاء يومٍ
علي الأجل الذي لكِ لم تطاعي
وأن الموت غاية كل حي
وداعيه لأهل الأرض داعي
.......
كنت مرة قريت حكاية عن سيدنا ابن عباس
حين دخل علي معاوية في مرض موته
فقام معاوية وجلس مع ابن عباس فلما
خرج ابن عباس سألوا معاوية لماذا أرهقت نفسك بالجلوس
وأنت مريض
فقال : كما يقول الشاعر :
وتجلدي للشامتين أريهمُ
أني اريب الدهر لا أتضعضعُ
وكان أصحاب ابن عباس ينتظرونه بالخارج
فسألوه : كيف وجدت معاوية ؟
فقال : كما يقول الشاعر :
وإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيتَ كل تميمةٍ لا تنفعُ
صدق الشاعر
إذا حضر الموت لا تنفع الأدوية والأطباء والتمائم والسحره
الكل في لحظة الموت باطل
والموت هو الحقيقة الواحدة
.....
الأب الغالي
د. أنس
لابد لكل منا أن يعبر قنطرة الموت
هذا الجسر الفاصل بين الحياة الدنيا والحياة الأخرة
كل منا سوف يعبر هذه القنطرة
سيعبرها
وحيدا
ليس معه صاحب
إلا عمله
....
نسأل الله تعالي لنا ولكم وجميع المسلمين
في هذه الأيام المباركات
أن يجعلنا من الصالحة أعمالهم
والذين ترافقهم في موكب موتهم رحمة الله
وغفرانه ..
وأن يجعلنا جميعا في الفردوس الأعلي
مع النبيين والصديق والشهداء
وحسن أولئك رفيقا
.....
دمتم بخير
وأتم الله عافيته ونعمته علينا وعليكم
..............
إبنكم
علاء

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01/08/2009, 07h27
الصورة الرمزية Tarek Elemary
Tarek Elemary Tarek Elemary غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:260181
 
تاريخ التسجيل: July 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 59
المشاركات: 1,294
افتراضي رد: الجسر ... قصة قصيره .... على هامش مرثية للأخ محمد العقاد

سيدى الوالد الدكتور الحكــــــــــــــــــــــــــيم
لست بقاصد أن أكرر كلام صديقى و حبيبى علاء قدرى و لكن هذا هو المنظور الذى تطل علينا منه و نراك فيه ... الحكــــــــــيم
الصوت المقنع الهادئ عندما يعلو صخب الجدل و الغوغائية .... الرسالة الواعية التى تحوى فصل الخطاب ... (حلوة دى .... وجدتها ..... أنت فعلاً بيننا فصل الخطاب و هذا لقبك عندى منذ الآن)
نعم القصة رائعة و ما شد إنتباهى و أعجبنى أن الأستاذ آدم سليل العلم و الطب النبوى و الدين و الحكمة معاً ما كان ليخرج مثله من مصيبته و بلواه و إستسلامه لحزنه سوى رسالة قوية و صارخة و عميقة و إشارة خاصة لشخص خاص على يد حكيم مثل البهلول يحتاج لمتلقى على قدره مثل آدم
الإشارة و التلميح و الرسائل و إستدعاء المعانى من سمات حكيمنا فصل الخطاب تم إستخدامهم بحرفيةٍ شديدةٍ و تمكنٍ بادٍ دون تأثيرٍ بالسلب على السرد و متن القصة
تقبل تحياتى سيدى ......
__________________
دى فضفضة من قلم رغم الألم ... حسَّاس
مهموم بِهَمْ الناس
يمكن تضيئ كلمته ... العقل جوة الراس
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01/08/2009, 23h17
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: الجسر ... قصة قصيره .... على هامش مرثية للأخ محمد العقاد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د أنس البن مشاهدة المشاركة
أعترف أنى تأثرت كثيرا كما تأثر الأحباب جميعا بمرثية أخينا العزيز محمد العقاد ... ومن هنا كانت تلك الخاطره التى خطرت لى كومضة بارق خاطف .............



بسم الله الرحمن الرحيم



الجسر



من نعم الله تعالى على قرية "الخالديه" ,تلك القرية الصغيره التى تقع على البر الشرقى من النهر , وجود هذا الإنسان بينهم , "آدم" أو "أبو أحمد" كما كان يناديه أهل القريه بالنداء المحبب له بعد أن رزقه الله ب "أحمد" بعد سنوات انتظار وترقب لقدومه تزيد على خمس , وآدم ذو أصول سودانيه كما تروى حكاوى القريه , حفيد الحاج أحمد السنى الذى وفد على القرية فى أوائل القرن الماضى فرارا من حكم غيابى صدر عليه , كان أحمد السنى يعمل ضمن سلاح الهجانه فى حرس الحدود ,عرف عنه الإستقامه فى كل أموره ومعاملاته , وفى يوم طلب منه أحد زملائه أن يغمض عينه عن عملية تهريب تجرى عبر الحدود فأبى ولما ألح عليه وزاد هدده برفع أمره إلى رؤسائه , تظاهر زميله أنه تراجع وهو يضمر فى نفسه مكيدة رتب لها بليل وأحكم حلقاتها التى وضعت أحمد السنى موضع الإتهام ظلما وحكم عليه بالجلد مائة جلده , أبت كرامة السنى التى تأبى الظلم والإفتراء إلا أن تثأر لنفسها من هذا الدعى الكاذب فلم يتركه إلا وهو يلفظ أنفاسه الأخيره , فر هاربا حيث ساقته قدماه إلى تلك القرية البعيده المنعزلة عن العمران , عاش وسط أهلها يداويهم من أمراضهم ويخفف من آلامهم بوسائله التى كان يتقنها من علوم الكى والحجامه والرقى التى ورثها عن آبائه وأجداده , تزوج من إحدى بنات القريه التى أنجبت منه ولده الوحيد "على" , أحبه أهل القريه ولم يحاولوا أن يفتشوا حول ماضيه لكنه فى مرض الموت فى النزع الأخير أفضى بالسر إلى واحد من أقرب أصدقائه وهو يوصيه بولده على ...
شب "على" واستمر يعمل فى نفس الصناعة التى ورث أسرارها وعلومها عن أبيه وتزوج هو الآخر من إحدى بنات القريه وأنجب "آدم" , نشأ آدم وشب على ما كان عليه أبوه وجده وزاد عليهما تحصيل العلوم بعد أن أدخله أبوه الكتاب فحفظ القرآن وأتم حفظه ثم التحق بالتعليم الأزهرى وحصل على شهادة من دار العلوم أهلته للتدريس إلى جانب الدعوة والوعظ , أحبه أهل القرية حبهم لأبيه وجده وزاد حبهم له لقيامه بمداواتهم وتلبية حاجاتهم وتطوعه لفض منازاعاتهم رافضا أى مقابل مادى .....
حتى كان اليوم الحزين , لم يأت على القرية يوما أكثر حزنا أو سوادا منه , فقد آدم وحيده أحمد , وتبدل حال الرجل الذى كان مضرب الأمثال فى العقل والحكمة والسكينه , أصبح يهيم فى الطرقات كمن فقد عقله , ينادى على ولده , ينظم المراثى فيه شعرا وزجلا , يقطع سكون الليل بصرخاته العاليه وآهاته التى تقطع الأكباد وتذيب الصخر , لا يرى إلا والدموع تسيل على خديه ,
"بكفياك بكا يا أستاذ آدم ,إرحم نفسك"
يرد من فوره : "وليس الذي يهمي من العين دمعها
ولكنها نفسي تذوب كما القطر"
لم يفلح أهل القرية فى التخفيف عنه ومواساته ورده إلى ما كان عليه من وقار وسكينه حتى وهم يحاولوا تذكرته بما كان يواسيهم به ليخفف أحزانهم .....
إلى أن كان يوم صحا أهل القرية على أصوات عالية أمام دوار عمدتهم , ذهبوا يستطلعون الأمر فإذا بهم يسمعون عجبا , الشيخ عوض "البهلول" كما كانوا ينادونه وهو من المجاذيب الذين لا يلتفتون لأمور الدنيا ومطامعها ومتاعها , ينام حيث يغلبه النوم ويأكل حيث تستقر قدماه , يرتدى جلبابا من فوق جلباب ,جلابيب لا جيوب لها واضعا على رأسه عمامة حمراء , ماذا فعل البهلول ...
فوجئ به أهل القريه يفترش الجسر الوحيد الذى يربط ما بين قريتهم والضفة الأخرى من النهر حيث الطريق الطويل إلى المدينة والعمران , كان يقوم ببناء سكن له وسط الجسر بعد أن قام بحراثة الجزء الآخر وغمره بالمياه بعد أن نثر بعض بذور النبات فيه , ماذا دهاه هو الآخر حتى يقوم بهذه الأفعال الغريبة العبثيه , كان الناس فى عجب وهم يتساءلون فيما بينهم ...
"يعنى لو كان عاوز يبنى دار والا مطرح يتاويه , ما الدنيا قدامه واسعه , ملقاش غير الجسر" ,
ومن قائل "دى أفعال مجانين والله" , وآخر "يا رب سلم ,لطفك يا رب ,دى القيامه باين قربت تقوم"
أخذوا يتداولون فيما بينهم وهم فى حيرة من أمرهم لعلمهم أن الكلام والنصح لن يجدى معه ,وكذلك القوة غير مستحبة مع أمثاله لخوفهم من كراماته التى كانوا يعتقدون فيها أنها تصيب من يتصدى له بمكروه ....
ولما أعيتهم الحيل إنبرى واحد منهم صارخا ...
"مفيش غير حل واحد , نروح للأستاذ آدم"
"إنت بتخرف بتقول إيه ,هو فى إيه والا إيه"
"صبركم يا جماعه ,أى نعم أحواله مش ولابد بعد موت ابنه ,لكن الله غالب ماقدمناش غيره فى الورطه دى"
ذهبوا إليه على استحياء وهو جالس وحده فى داره يجتر أحزانه التى لم يأن لها أن تفارقه ,قصوا عليه حكاية البهلول وهم فى حرج منه ,وبعد أن انتهوا من كلامهم فوجئوا بما لم يكن يخطر لهم على بال أبدا , شبح ابتسامة رضى بدأت ترسم خطوطها على وجهه , زادت شيئا فشيئا وهو يهز رأسه , وبعد طول صمت قال لهم ...
"آه ... فهمت, وصلت الرساله"
"أى رسالة يا أستاذ ؟!...."
"رسالة الشيخ عوض البهلول , الجسر ... الممر ..... الطريق ..... الحمد لله إنكشفت الغمه ونزلت السكينه ,هيا ارجعوا إليه وستجدون كل شئ على ما يرام , والجسر على حاله الذى كان عليه ...........
وقبل أن يقوموا تناهى إلى سمعهم صوت البهلول من خارج الدار منشدا :

طـويت صفحـة وجاء زمان

تعبت مـن جنـونه الأوصافُ

لست فيكـم بناصح أو نذيـر

أنا يا قــوم عابـر طــوافُ

تمت .......................
سيّدي الأديب
الوالد الدكتور أنس البن

أعلمُ أن قلبك الوسيع يتسع لقبول الأعذارِ ، اتساعهُ لتلقي الشكاوى

فالمعذرة سيّدي لثلاثةِ أيامٍ خلت ، حال فيها انشغالي دون قراءَتي ، أقصوصتك .
كما أني - للأسف - لم أعلم برثاءِ الأستاذ محمد العقاد ، إبنه ، فليقبل خالص عزائي مشفوعاً بدعاءٍ إلى الله تبارك و تعالى أن يبَرَّد قلبه بالسلوانِ ، و أن يمدّهُ بمدد الصبر الجميل.

****
الجسر

قبل أي كلام ، تحق لأستاذي علاء قدري ، إنحناءة لا مجاملة فيها .
و تحيّة من القلب إلى صديقيَّ الجميلين : علاء ياسين و طارق العمري

الجسر

هل تصل الإشارتُ إلى أهلها ؟
هل يفهم الإشارات ، إلا من تصلهم ؟

سؤالان يبدوان بغاية السذاجة ، إذ أن إجابتهما : نعم

فما الفرق بين آدم و بهلول ؟

أهل الإشارات ، لا يجدون فرقاً بين حامل الإشارة و متلقيها ، حيثُ : كلهم في ذاتِ الفلكِ يسبحون

فالمجذوب الذي يسخر منه أهل الغفلة ، يجد مَن يقبّل يده مِن المُستنيرين بالإشارات

هم يعرفون أن المجذوب يقوم بتنفيذِ حكمٍ ، لا يصدر إلا على السالكين

آدم ، ينفذ حكم الفقدِ توطئة ً لاجتياز المفازة الكبرى: الصبر على الإبتلاء. و هذا مانراه

أمّا بهلول ، فلم نعلم سياق أقداره ، لكننا رأينا بهاليلاً كـُثرَ .
و بالمكتبةِ العربيّة كتباً من عيون ِ تراث القوم ِ ، كتبها أسيادنا الأوتاد ، بعد الإجتياز ِ . فمنهم من حـُكِم عليه بالصمتِ فظنـَّهُ الغافلون أخرسا . و منهم من ثبت جنونه - بينهم - بالنهار ، فإذا جن الليل ناموا هـُم ليختلي مجنونهم بالدواةِ و الريشة ليسطر لنا من العباراتِ الحكميّة ما يحيّر فهوم البشر

* * * *

أنعم بكَ و أكرم من أديبٍ لا يدّعي

و

آهـ لو علم الأدعياءُ أن الأدبَ فعلٌ لا كتابة !
و أنه لا أديب لم يتأدب
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01/08/2009, 23h31
علاء قدرى علاء قدرى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:416240
 
تاريخ التسجيل: April 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 209
افتراضي رد: الجسر ... قصة قصيره .... على هامش مرثية للأخ محمد العقاد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abuzahda مشاهدة المشاركة
آهـ لو علم الأدعياءُ أن الأدبَ فعلٌ لا كتابة !

و أنه لا أديب لم يتأدب
وهل هذا قليل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02/08/2009, 23h02
الصورة الرمزية M O H A M E D
M O H A M E D M O H A M E D غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:13458
 
تاريخ التسجيل: January 2007
الجنسية: مصــري
الإقامة: مصــر
المشاركات: 810
Smile رد: الجسر ... قصة قصيره .... على هامش مرثية للأخ محمد العقاد

الله الله الله ..
أستاذنا الحبيب د.أنس قرأت القصة الآن فقط و مع أنها تحتاج أكثر من قراءة حتى يتثنى لي التعليق
لكن على الأقل لأعبر عن إعجابي الشديد بها و بفكرتها
الجسر هو الوحيد الذي يربط القرية بالعمران .. و حياتنا واحدة لا نملك غيرها
فلا ندع شيئاً يعترض هذا الجسر مهما كان .. الحياة لا بد أن تستمر
فقط نحتاج بعض الصبر .. و الإيمان .. و الأمل ..
تلك هي البذور التي يجب أن ننثرها على جانبي الجسر حتى نمر بخير و سلام
و لك مني أحلى سلام

__________________

()


التعديل الأخير تم بواسطة : M O H A M E D بتاريخ 02/08/2009 الساعة 23h53
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04/08/2009, 08h35
الصورة الرمزية عفاف سليمان
عفاف سليمان عفاف سليمان غير متصل  
اخـتـكـم
رقم العضوية:384752
 
تاريخ التسجيل: February 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 1,424
Smile رد: الجسر ... قصة قصيره .... على هامش مرثية للأخ محمد العقاد

دكتورنا وأديبا وأستاذنا
د أنس
بعد صباح الخير على حضرتك وعلى اهل سماعى الكرام
قرات القصه وسعدت بها لجمال اسلوبك
وسهولتها وعذوبتها
وكم كنت اتمنى الا تخلص وان تكون اطول واطول لجمالها الا انها معبره
عن الحياه والموت والامل والمستقبل
وانه لابد من استمرار الحياه على حلوها ومرها
وهذه هى الرساله
الصبر على مصائب الحياه وتحمل الالم
مهما كان ....والم الموت والفراق وهذا اصعب الالام
تحياتى لشخصكم الكريم
وللجميع ارق واسعد الاوقات
اختكم عفاف
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26/09/2010, 10h16
الباشاقمرزمان
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: الجسر ... قصة قصيره .... على هامش مرثية للأخ محمد العقاد

تسلس رائع وسلس ومباشر والعنصر الذي تم الاعتماد عليه هو شد انتباه القارئ وجعله شغوف بالاستمرارية حتى آخر كلمة مع الايقاع سريع ..... سلمت يداك د. أنس
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 09h03.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd