اخى سمعجى انت واخى العصفور الطاير
لماذا كل هذا الطلاء الرمادى والذى حولتوه الى اسود
لماذا رايتم كل هذه الكابه والحزن فى كلمات جميله
ليس فيها حزن اطلاقا غاب القمر يابن عمى يلا روحنى
دى النسمه اخر الليل بتفوت وتجرحنى
والصوت دبل فى الخلا والليل ماعادله دليل
نعس الفضا واتملى قلبى بنجوم الليل
طار النسيم بالشوق لما كلمتك
لمس النسيم توبى بهمس غنيوتك
غاب القمر يابن عمى يالاروحنى
الليل ووحدى ووحدك سايبين هوانا وحيد
فين الحواديت وفين سهراتنا تحت الضى
خوفى من الضلمه تتوهنى وانت بعيد
بعد القمر ياحبيبى ماغاب ماقلنا جاى
طار النسيم ...........
لمس النسيم ..........
ضحك الهوا حواليك واتمايلت النجمات
سلم على شعرى ورماه عليك حكايات
مشوارنا همسه وضحكه شارده فى الفضا
مشوارنا خطوه وعمرها ما بتنقضى
بعت القمر مرسال
بعت النجوم موال
وخطوتك وانت جنبى شوق يفرحنى
غاب القمر يابن عمى يالا روحنى
اتين احبه وولاد عم وكانو بيتفسحوا وطبعا كأى اتنين عاشقين نسوا الدنيا والزمن لغاية الوقت ما اتاخر عليهم
والدنيا بردت والحبيبه كانت رقيقه جدا لدرجة ان النسمه بتجرحها والدنيا ليلت والناس نامت وخلاص بقى الجو سكون نعس الفضا
يعنى الكل نام على مرمى البصر واتملا قلبها بنجوم الليل يعنى القلب اللى مفروض يخاف مليان نجوم مضيئة مطمئنة
وشوفتوا الرقه - طار النسيم بالشوق لما كلمتك لمس الهوى توبى بهمس غنيوتك - يعنى الجدع كان ماشى يغنى لها - وبتقوله انها بتخاف من الضلمه لما تكون لوحدها
وشوفوا السعاده والرقه لما بتقوله ضحك الهوا حوليك واتمايلت النسمات - سلم على شعرى ورماه عليك حكايات - ايه الجو الجميل الشاعرى الحلو ده والسعادة دى - يارب اوعدنا -
مشوارانا همسه - فيها حاجه دى - وضحكه شارده فى الفضا - يعنى مش دمعه ولا بكاء - ضجكه يا اخوانا مشوارنا خطوه وعمره ما بتنقضى ومين عاوز مشوار زى ده يخلص
وعشان مايقلقوش بعت لهم القمر مرسال وهى النجوم كما الموال فى الغناء
كل هذا الجمال والشاعرية والسعادة والحب والضحك
وماعرفش قلبتوها حزن ليه يا اخوانا
ودهنتوها مش رمادى لا اسود والعياذ بالله
الحزن كتجارب ذاتية والخوف الخفي من المجهول بالتأكيد حاضرين ، ولكنهما ليسا وحدهما يا صاحبي. الصورة ربما تكون أكثر اكتمالا في وجود موروثنا المجتمعي الذي دائما ما ينزع إلى الحزن الغامض ، ثم تلك النزعة الرومانسية التي دائما ما تشدنا وتعمل عملها كلما اعترانا منها قبس.
طار النسيم بالشوق لما كلمتك
لمس النسيم توبي بهمس غنيوتك
أظن على ما أذكر أن هذا مجدي نجيب ، كلما مر بخاطري هذا المقطع احترت .. ترى في أي فضاء كانت روحه تحلق حين كتب هذا وفوق أي بحار كانت تطفو!!!!!
أتراها كانت قريبة من بحار ناجي وهو يبوح
كأن قلوبنا خلقت لأمر .. فمذ أبصرن من نهوى نسينا
شغلن عن الحياة ونمن عنها .. وبتن بمن نحب موكلينا
فإن ملئت عروق من دماء .. فإنا قد ملأناها حنينا
مع تحياتي
محمود
__________________ علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار
كان نهار الدنيا مطلعش وهنا عز النهار
....
نعم .. هو موروثنا التراثي الضارب بجذوره فى التاريخ .. ربما منذ الفراعنة ..
، و لا تستطيع خارطة مشاعرنا منه فكاكا ، موروثنا الذى لا يزال يتجلى فى صعيد مصر ..
نعم هو مجدى نجيب .. الذى طوع ( النسيم ) لشاعريته الفذة فى المقطع ( طار النسيم ) .. و ما النسيم هنا سوى حالة التجلى التى اعترت الحبيبة ،
لامسها النسيم ( اشراقة الروح ) بأنامله الحنونة ، احتواها فى حالة ونس و طمأنينة فى ليل ( ما عاد له دليل ) و فضاء ( ناعس ) ، تاركا ً إياها كعصفور صغير و حده فى غابة بأكملها ، فهى صورة ( كونية ) توحى بالوحدة و الوحشة ، و الافتقاد الى رفيق ( وَنـَس ..)
و الحبيب ( الرمز )هنا ، بمثابة حُضن الطمأنينة ، والملجأ من الوحدة و الافتقاد و الخوف ..
و تلك الأغنية العميقة ليست مجرد رجل و امرأة .. بقدر ما هى إنسانٌ ( ذات ) مقابل الوجود ..
الذات الضئيلة المستضعفة المتسائِلة .. مقابل تجليات كونية و قدرية غامضة و رائعة و طاغية فى آن .. وحده الحبيب ( الرمز ) أو الوَنـَس هو الذى يعيد صياغة رؤية الأشياء !
أما الجملة ( غاب القمر يا بن عمى يللا روحنى ) فهى جملة شعرية فلكلورية ضاربة فى عمق التراث ، كانت تغنيها جداتنا
فمجدى إمتحى تلك النفحة القديمة ، و شكل من إيحاءاتها تلك الأغنية التى لا تدرى أنت ولا عصفورطاير و لا أنا فى أى فضاء كانت تحلق ..
فقط نجتهد فى تفسير أبعاد هذا الفضاء ، و فقط نستمتع بهذا التحليق الغامض و نحيا على تجلياته ..
هذا عمل عبقرى شعرا و موسيقى و اداءا ً .. إنه الموجى يا سيدى ،
لامس أطراف هذا الفضاء .. فقط لامسه .. فأبدع ..
و مجدى نجيب جدير بالتأمل .. فهو ( حدوتة كبيرة ) ، حالة فنية خالصة ، حين يفرغ من الكتابة ، يرسم ..، نعم .. فهو فنان تشكيلى ، لا تقل تجلياته فى الرسم عن الإبداع الشعرى ..
هوَ هوَ مجدى نجيب .. منذ ديوانه الأول ( صهد الشتا ) مرورا بالوصايا ، و مقاطع من أغنية الرصاص ..
تأمله مثلا فى ( باعتب عليكى ) أصدق أغنية ( وطنية ) فى واقع مصر المعاصر ! .. لا طبل و لا زمر .. صدق ناضح من الكلمات ، و توصيف مذهل للحالة ( المصرية ) الراهنة ..
و أذكر له مقطع ، بمثابة إطلالة على خياله المتفرد :
عنقود كلام زى الجرس فوق الطريق
دندن بصوته البرتقانى للقمر
صهلل بروح مليون فرس
سواح بيلضم فى الغنا
طاير فى قلب الريح بيقطف م الندى
و يحش قلب الخوف و يرمى ع الجبين
ضِلي أنا
ضِلي اللى فارش مسطبة
و عيال بتنده للنسيم
هل كل البشر مرتبطين بتراثهم إلى حد الشجن.. أم أن تلك المسألة خصوصية مصرية.. أم هي خصوصية لنا نحن عشاق هذا التراث والفن الأصيل؟
لا اعرف الإجابة على وجه التحديد.
أما مجدي نجيب فهو من الشعراء الذين استشعروا هذا الشجن في التراث، واستطاعوا أن يتعاملوا معه بالأخذ والإضافة.. فليست أغنية "غاب القمر" فقط التي استنبط فيها التراث، واستطاع أن يتعامل معه بكل تلك الرقة والعذوبة.. ولكن فعلها أيضا في العديد من الأغاني والأشعار الأخرى.. ومن أبرزها أيضا "يا عزيز عيني" و"قولوا لعين الشمس" والإثنين لشادية، الأولى لحنها محمد الموجي، والاخيرة هي بالطبع للرائع بليغ حمدي.. وقد استقاها أيضا مجدي نجيب من التراث الشعبي.. ولهذه الأغنية قصة وطنية رائعة.. حيث غناها الناس حزنا على البطل والمناضل الوطني إبراهيم ناصف الورداني الذي خلص مصر من رئيس وزرائها الخائن بطرس غالي باشا في 20 فبراير عام 1910، والذي عرف بعمالته للإنجليز والخديوى.. وبطرس كان رئيس محكمة دنشواي الشهيرة.. وقد اغتاله الورداني كأول اغتيال سياسي في تاريخ مصر الحديثة.. وهو بالمناسبة جد آل بطرس غالي الموجودين حاليا (يوسف وبطرس).. وعندما حكم على الورداني بالإعدام، غنى له الناس تلك الأغنية يوم تنفيذ الحكم في صباح يوم صيفي حار كان يوافق 28 يونيو من نفس العام، وقد فوجئ الإنجليز وأعوانهم بأن المصريين يغنون في صباح هذا اليوم تلك الأغنية الحزينة.. (قولوا لعين الشمس ما تحماشي.. لاحسن غزال البر صابح ماشي.. قولوا لعين الشمس).. وكان الورداني آنذاك شابا لم يتجاوز عمره 24 سنة، وهو خريج كلية الصيدلة من سويسرا، ودرس الكيمياء في بريطانيا، وكان عضوا في الحزب الوطني الذي أسسه مصطفى كامل.
ويبقى ايضا أن نشير إلى بعض عيون ما كتب مجدي نجيب من أغاني رائعة منها "العيون الكواحل" "ياهلالا غاب عنا واحتجب" لفايزة أحمد.. وهي أيضا لم تبعد كثيرا عن التراث لأنه أراد لها أن ترتدي ثوب الموشحات.
أهلا بيك يا أستاذ صلاح
المنتدى منوّر بأعضاءه وأهله وناسه
وبستان المنتدى دائما زاهي ومضيء
بأزهاره ووروده
وماءه الذي يروي هذه الأزهار
وشمسه التي تُبعث فيه الحياة
...
إيه الكلام الجامد اللي أنا باقوله ده
! ! !
فينك يا سمعجي ويا عصفور
تيجوا تشوفوني وأنا باقول وباقول
كلامنا في سماعي كلام من نور
وصُحبتنا حلوة ومن غير عزول
...
لا .. لا .. لا
دا فيه حاجة غريبة النهاردة
أنا سِكرت ولا إيه ؟؟
أشعِلوا القناديل
و أقيموا الولائم
و مُروا بالجواري ليرقصن في حضرته
و ليوزع الفـَلـَوذج و اللـَّوزِنج على السابلةِ في التكايا
إحتفاءا ً بعودة القائد المُظفـَّر
غازي