نعم يجب على الموزع أن لا يطغى بالتوزيع على اللحن الأصلي، إلا لو كان مخصصا للعزف أمام جمهور غربي ففي هذه الحالة يجب على الموزع أو المؤلف الموسيقي أن يكتب لهذا الجمهور لكي يثبت بأن هناك في عالمنا العربي أناسا تعرف كيف تكتب للأوركسترا.
بالنسبة للتوزيع، طبعا هناك أغاني كثيرة ممكن أن توزع، وهناك أغاني فعلا تحتاج إلى توزيع، وهناك أغاني لو وزعت توزيعا سميكا لتم تدميرها بالكامل.
لو استمعت لأغنية سماح والتي عزفتها، للاحظت أنني لم أكتب أي هارموني، كان بإمكاني أن أكتب بعض الهارموني لكنني لم أفعل. بينما في أغنية ستي ويا ستي وضعت توزيعا خفيفا جدا لآلة البيانو علما بأن السلم هو أيضا فيه ربع تون إذ أنه بيات.
وهناك أعمال تحتاج لأن توزع ربما توزيع فيه نوع من السماكة أو توزيعا فيه نوع من الأناقة أو بعض الحداثة.
أضع هنا أربع فيديوات لي لأربع أنواع، الأول سماح والثاني ستي ويا ستي والثالث موسيقى مبنية على لحن كردي، والرابع أحد أعمالي الخاصة وهو نشيد العراق، لكي ترى الفارق بين أشكال التوزيع.
الصديق العزيز والفنان الجميل احمد الجوادى صباح الفل
اشكرك اخى الكريم على هذا الشرح العملى المكثف لتبيان الفارق بين اشكال التوزيع,واود ان احييك لهذ العزف الممتع لأغنية سماح وقد نقلت لنا الجو العام للأغنيه بروعه وجمال ويرجع هذا فى اعتقادى لتمكنك من اللهجه المصريه واحساسك بكلمات الأغنيه.
استاذى الكبير اسمح لى ان اختلف معك فى مسألة اجازة طغيان التوزيع على اللحن الأصلى فى حالة كون المتلقى من ثقافه اخرى غير شرقيه,دعنا نتفق اولا ان الهدف هو ايصال النغمه الشرقيه التى لم يتعودها ولم يستمع اليها من قبل الى ادنيه وهنا استطيع ان اتقبل اضافة بعض الهارمونى للتأكيد على مواضع الجمال فى العمل مع الأستعانه باللألآت الموسيقىه التى يألفها كالبيانو مثلا على الا يمس اللحن الأصلى فهو يمثل الثقافه الشرقيه الموسيقيه التى نعمل على ان يتذوقوها ..هذه وحهة نظرى التى اقتنع بها وقد تحتمل الصواب والخطأ.
وتقبل منى كل التقدير والأحترام
احمد(ارمندو)
الصديق العزيز والفنان الجميل احمد الجوادى صباح الفل
اشكرك اخى الكريم على هذا الشرح العملى المكثف لتبيان الفارق بين اشكال التوزيع,واود ان احييك لهذ العزف الممتع لأغنية سماح وقد نقلت لنا الجو العام للأغنيه بروعه وجمال ويرجع هذا فى اعتقادى لتمكنك من اللهجه المصريه واحساسك بكلمات الأغنيه.
استاذى الكبير اسمح لى ان اختلف معك فى مسألة اجازة طغيان التوزيع على اللحن الأصلى فى حالة كون المتلقى من ثقافه اخرى غير شرقيه,دعنا نتفق اولا ان الهدف هو ايصال النغمه الشرقيه التى لم يتعودها ولم يستمع اليها من قبل الى ادنيه وهنا استطيع ان اتقبل اضافة بعض الهارمونى للتأكيد على مواضع الجمال فى العمل مع الأستعانه باللألآت الموسيقىه التى يألفها كالبيانو مثلا على الا يمس اللحن الأصلى فهو يمثل الثقافه الشرقيه الموسيقيه التى نعمل على ان يتذوقوها ..هذه وحهة نظرى التى اقتنع بها وقد تحتمل الصواب والخطأ.
وتقبل منى كل التقدير والأحترام
احمد(ارمندو)
صديقي الحبيب أستاذ أحمد "ارمندو" المحترم
شكرا جزيلا لك على تعليقك وعلى كلامك الجميل.
عزفي المصري ليس فقط بسبب تمكني من اللهجة المصرية بل بسبب حبي للموسيقى المصرية والتي تربيت عليها منذ نعومة أظافري، الموسيقى العربية وتحديدا المصرية والموسيقى التركية والموسيقى الكلاسيك.
بالنسبة للهارموني المكثف، ربما لم أحسن التعبير. طبعا لم أقصد بأن يطغى الهارموني على الميلودي، يجب أن يبرز الميلودي على أي حال، لكن ما أقصد هو التمكن من الكتابة لآلات الأوركسترا والاستخدام الهارموني بشكل صحيح، لكي يثبت المرء بأننا نحن العرب لسنا أقل من الغرب كما يتصورون، لأن الكثيرين منهم يتصوروننا نحن العرب نمتطي الجمال في شوارعنا. ولي قصة حول هذا الموضوع وسوف أرويها إنشاء الله.
صديقى العزيز الفنان احمد الجوادى
اعتذر منك استاذى فقد اخطأت فى صياغة السؤال, ما كنت اقصده هو كيفية تبسيط الجمله الموسيقيه المدونه بصوره مغقدة وصعبة القراءه كالجمل السريعه والطويله والتى تتكون من الكروشات والدوبل كروش فهى عادة ما تكون صعبه فى العزف فهل هناك امكانيه لأعادة تدوين مثل هذة الجمل بصوره ابسط؟
ولك منى كل الأحترام والتقدير
احمد(ارمندو)
صديقى العزيز الفنان احمد الجوادى
اعتذر منك استاذى فقد اخطأت فى صياغة السؤال, ما كنت اقصده هو كيفية تبسيط الجمله الموسيقيه المدونه بصوره مغقدة وصعبة القراءه كالجمل السريعه والطويله والتى تتكون من الكروشات والدوبل كروش فهى عادة ما تكون صعبه فى العزف فهل هناك امكانيه لأعادة تدوين مثل هذة الجمل بصوره ابسط؟
ولك منى كل الأحترام والتقدير
احمد(ارمندو)
صديقي الحبيب أستاذ احمد "ارمندو" المحترم
عميق شكري لك على سؤالك الهام جدا.
بالنسبة للتدوين الموسيقي، سأتكلم عن تجربتي الخاصة والتي عمرها حوالي سبعة وأربعون عاما، أي قبل أن أدرس الموسيقى دراسة تخصصية.
بدون كتابة مقدمات وأين عملت، لقد كان جزءا هاما من عملي هو تدوين نوتات الأغاني، إما لكي نعزفها أو لكي أقوم بتوزيعها. ما يعني بأنني معتاداً أن أدون للمحترفين. لكن هذا لا يعني أنني أتجاهل المبتدئين أو الهواة، حيث أعرف تماما ماذا يحس به العازف الهاوي لو أعطي نوتة معقدة وطلب منه أن يعزفها، فهو بالتأكيد سيحبط.
بالنسبة لكتابة الأغنية للمحترفين فقد كان ذلك على شكلين: إما أن أكتب النوتة من الملحن مباشرة، أي أجلس مع الملحن ويغني لي وأدون. أو أننا نعزف عملا أو أعمالا وأغاني لمطربين كبار أمثال موسيقار الأجيال أو السنباطي أو بليغ أو غيرهم، في هذه الحالة كنت أدون من الشريط الكاسيت. أما الآن فأنا أدون من الكومبيوتر مباشرة.
المعروف عني ومن خلال نصائحي بأنني دائما أحث الأساتذة الذين يقومون بالتدوين أن لا يفرطوا باستخدام المرجعات ومرجع البار أو البارين لأنها غالبا ما تستخدم بشكل خاطئ، وسوف أتناول ذلك حينما أنشر موضوعي عن الأخطاء التي ترتكب في تدوين الموسيقى العربية. أنا أيضا كنت أستخدم الدوبل سينيو وغيره، لكنني في الفترة الأخيرة، وهي آخر فترة بقائي في الأردن، أي في نهاية تسعينات القرن المنصرم، قمت بثورة على نفسي، حيث حينما كنت أدون لموزع قبل التسجيل أو للفرقة كنت أكتب لنفسي دوبل سينيو ودوبل كودا وإلى أخره من هذه الأشكال العجيبة، وكنت أذهب وأقوم بتصوير نسخة على ما كتبت، وكنت أقوم بلصقها لكي أتفادى هذه العلامات العجيبة والتي ليست لها وجود في عالم النظريات. كل ذلك من أجل راحة الموسيقي الذي سوف يعزف العمل. فالموسيقي يأتي للاستوديو وهو لا يعرف ماذا سيعزف، أي أنه يقرأ النوتة في الاستوديو ويقوم بالتسجيل. عملية المرجع العادي والمرجع الكبير والسينيو والدوبل سينيو، تربك العازف أثناء التسجيل.
حينما يكون لدي أغنية لمغني أو ملحن شهير مثل عبد الحليم حافظ أو شادية وعلي أن أدونها للمحترفين في الفرقة الشرقية، كنت أراعي أن أبسط للعازف وأن لا أدون الحليات أو ما نسميها نحن بالعُرَبْ ما أمكن. العازف بنفسه سوف يعرف أن عليه أن يضيف العرب ويعزفها ويقلد المغني أو المغنية التي ستغني، التي غالبا ما كانت تجيد الغناء بحرفية عالية.
لكن أحيانا أدون أعمالا من أجل التوثيق، فأكتب كل شيء "تقريبا" ومثل هذه النسخ غالبا لا تكون للعزف من اللحظة الأولى، أي ما يسمى Prima Vista أو Sight reading، وكلا التعبيرين يعنيان القراءة من اللحظة الأولى والتي هي واجبة لكل عازف محترف.
مثال لهذه النوتة هي النوتة التي وضعتها هنا والتي كنت قد دونتها وأهديتها كهدية للأستاذ الكبير والذي أعتبره أستاذي الأستاذ عبود عبد العال رحمه الله، وكان ذلك في بداية صداقي معه.
أما لو أنني قمت بالتدوين للهواة أو المبتدئين، فالأمر مختلف، أحاول أن أبسط ما أمكن، وأحاول أن أخفي أو ألغي أغلب الحليات "العُرَبْ" من النوتة وأجعلها نوتة سهلة ما أمكن.
في بعض الأحيان أقوم بمضاعفة الإيقاع، ما يعني لو كان الإيقاع هو 2\4 فأكتبه على ميزان 2\2 أو الحرف C الذي عليه خط، والذي كنت قد شرحت عنه في موضوع النظريات.
مثال لذلك هو حينما قمت بتدوين سماعي راست القصبجي، قمت بتدوينه بأكثر من طريقة، الأولى بدون السينيو لأنه اليوم وبواسطة الكومبيوتر من السهل جدا عمل ذلك بواسطة النسخ واللصق، والثانية هي الطريقة الشرقية التقليدية، أي باستخدام السينيو والكودا، وهذا الطريقة لا أحبذها لأنني أتطلع دائما أن تكون نوتاتنا ممكن أن تعرض يوما ما لعازفين محترفين أوروبيين.
أما الطريقة الثالثة فكانت طريقة التسهيل، حيث أنني قمت بكتابة العمل على ميزان 10\4 وليس 10\8. وذلك من أجل تسهيل القراءة لأنني أعرف بأن الهاوي يصعب عليه قراءة إيقاع 10\8 بوجود الكثير من التريبل كروشات، بينما سوف يقرأها بسهولة حينما تصبح التريبل كروشات دوبل كروشات.
هذا هو سماعي راست القصبجي، كنت قد وضعته في مكان مستقل ثم نقلته لهذا الموضوع:
النسخ هي: التي كتبت عليها Easy هي النسخ السهلة، و Trad أعني التقليدية، و Long وأعني فيها التي بدون سينيوات.
بالمناسبة فأنا حينما أكتب سماعي للأوركسترا فأكتبه مضاعفا لكنني لا أكتبه 10\4، بل أقسم الطاقم الواحد إلى ثلاث بارات، وهي: 3\4 و 4\4 و 3\4، ويتكرر هذا. وفعلا في أحد أعمالي أدخلت جملة من تأليفي على هذا الإيقاع وكتبتها بهذه الطريقة، ما ضمن عندي عدم حصول أي ارتباك لدى العازفين السويديين، وتم عزف هذا المكان من المرة الأولى.
لقد تعمدت أن أضع نوتة جديدة قبل ردي هذا وهي نوتة "يا غريب الدار" وقد وضعت فيها أيضا أربع نسخ، النسختين الأولى والثانية للمحترفين، والنسختين الثالثة والرابعة للهواة، وهي نسخ مبسطة.
بالاطلاع على هذه نوتات أغنية "يا غريب الدار" نعرف كيف أنني قلصت الكثير من الحليات والنوتات السريعة التي تعزف والتي أرى أنها صعبة على العازف الهاوي.