رد: أسئلة حول نظريات الموسيقى العالمية، يرد عليها أحمد الجوادي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sayed_lv
استاذى العزيز احمد الجوادى
كان استفسار بخصوص الكوردات
و لكن مع مقام السيكا لما يصور على درجه ناتورال "مثل مقطع و الاقيك مشغول فى اغنية اهواك"
ده بقى لما باجى اعزفه على الاورج مش بعرف احط الكوردات بتاعته خالص لأن به 6 علامات تحويل شرقيه
المقام ده اتعامل معاه ازاى فى الكوردات؟؟؟؟؟؟
هو لما بيكون هزام بتعامل معاه فى الكوردات على انه نهاوند و معنديش فيه مشكله لكن السيكا ده مجننى بصراحه
و شكراااااا
الصديق الحبيب أستاذ سيد المحترم
شكرا جزيلا على طرحك هذا السؤال الهام، هذا هو ردي:
بالنسبة لهذا السلم وهو سلم سيجاه بلدي كما هو اسمه في مصر وسيجاه مصري كما هو اسمه في الكثير من الدول العربية.
هذا المقام مستخدم بكثرة نوعا ما في الأغاني القديمة أي أغاني الأربعينات والخمسينات وحتى الستينات، وهناك الكثير من الألحان المصوغة على هذا المقام، مثل أغنية سهرت الكوبليه الأخير، وأغنية أهواك للعندليب الأسمر الكوبليه الثاني وهي من ألحان موسيقار الأجيال، وهناك أغاني عديدة لكوكب الشرق فيها هذا المقام.
هذا المقام هو تصوير لمقام الهزام، وإن كانت أبعاده ليست أبعاد الهزام 100% إذ أن المسافات في واقع الحال والعزف بواسطة الآلات الوترية تكون زاحفة قليلا عن الهزام الحقيقي.
أتمنى أن تلفظ كلمة السيجاه بالطريقة الصحيحة، وليس كما تلفظ خطأ في أغلب الدول العربية (سيكا)، حيث أن التسمية غير عربية، الصحيح هو Segaa وليس Seeka، وكلمة سي Se تعني ثلاثة بالفارسية والكردية، وليست See، وباللهجة العراقية تكتب هكذا: سيگاه.
لنستمع لساحر الكمان الراحل الكبير محمود الجرشة رحمه الله في هذا المقطع، السيجاه البلدي يبدأ عند سولو الكمان في 4:12.
والفيديو الثاني الكرنك الأصلية، في 11:43 إسمع السيجاه البلدي بصوت موسيقار الأجيال
وتوجد الكثير من الأغاني الأخرى فيها هذا المقام الرائع.
لو فكرنا بطريقة معاكسة وهي أن نكتب مقام الهزام (على درجة مي نصف بيمول)، فسوف نجد أن النوتات التي ممكن أن تستخدم فيها كوردات أو تآلفات ثلاثية هي:
الدرجة الثانية: تآلف كبير
الدرجة الثالثة: تآلف كبير
الدرجة الخامسة: تآلف ناقص
الدرجة السابعة: تآلف ناقص
هناك حالات تكون فيها النوتة الثامنة مخفضة، أي تصبح مي بيمول، ومثل هذه الحالات تكون قليلة الحدوث وتحدث أحيانا حينما يكون السلم نازلاً. في هذه الحالة ممكن أن نبني تآلف على الدرجات التالية أيضا:
الرابعة: تآلف كبير
السادسة: تآلف صغير
الدرجة الثامنة المخفضة: تآلف زائد
نلاحظ من ذلك أننا استطعنا أن نبني تآلفات على جميع الدرجات.
ولو وطبقنا ما رأيناه هنا على السلم الذي كتبته، فممكن أن نحصل على نفس التآلفات على نفس الدرجات، أي ثانية السلم وهي نوتة مي نصف بيمول، وفا نصف دييز. وهكذا. لكن ستكون كل تلك التآلفات مكونة من أرباع الأصوات.
أحب أن أذكر بأنني الآن فقط في ألف باء الهارموني، ما يعني هناك كوردات كثيرة أخرى لم أذكرها، مثل الساس، وهناك الكوردات السباعية وبعد ذلك تأتي كوردات السادسة الزائدة وغيرها. أتمنى أن أجد بعض الوقت لكي أقوم بذلك، لأن موضوع الهارموني موضوع كبير جدا.
سوف تجد أمثلة في السطر الأخير من النوتة المرفقة التي فيها بعض الكوردات التي قصدتها.
لكن بعد كل ما كتبته، فأنا ضد استخدام الهارموني في المقامات التي فيها أرباع الأصوات، لأن المقام لوحده هو شيء متكامل ولا يحتاج لهارموني، ولو كتبنا له هارموني فسوف يفقد هويته الجميلة.
ما يمكن عمله في السلالم التي تحوي أرباع الصوت هو أن نستخدم نوتات البيدال أو نوتات طويلة، وممكن أن تكون مركبة من نوتتين، لكي لا نؤذي اللحن.
لو استمعت لتوزيعي لأغنية (يا ورد مين يشتريك) ففي المقاطع الأخيرة كنت أستخدم هذه الطريقة ولو سمعتها فلن تحس بأنني قد آذيت اللحن بذلك، طبعا كان بإمكاني أن أكتب هارموني لكنني لم أفعل. ولو استمعت لأغنية (ستي ويا ستي) للسيدة فيروز فسوف تلاحظ أنني استخدمت نفس الشيء في البيانو المرافق. وهناك الكثير من الأغاني أو الألحان الخاصة بي والتي فيها ربع الصوت لم أقم بوضع أي هارموني، مثل أغنية يا هلي للعندليب الأسمر، وأغنية سماح لمحمد قنديل فلم أكتب أي شيء بتاتا، لأنني أعلم يقينا بأنني لو أضفت هارموني على مثل هكذا أغاني، معنى ذلك أنني سأقوم بإتلاف الأغنية.
أنا أتكلم عن أغاني تكون فيها نوتة المحط أو الركوز أو الدرجة الأولى نوتة طبيعية، مثل الراست والبيات وغيرها، فكيف للحن نوتة ركوزه هو ربع الصوت، أي أن الدرجة الأولى فيه هي ربع الصوت مثل عائلة السيجاه؟
لو لاحظت أنني حينما قمت بتوزيع أغنية (سهرت منه الليالي) فقد كانت أمامي معضلة وهي السيجاه البلدي في الكوبليه الأخير، هذا المقط أنا أعشقه، لكن كيف سوف أوزعه لكمانين، أحدها كمان غربي؟ طبعا كان بإمكاني أن أكتب نوتات طويلة، لكنني فضلت الهروب من هذا المقام، وأكملت العمل بالذهاب إلى أغنية القمح.
ولكي لا تكلف نفسك عناء البحث وأن لا أتعب القارئ الكريم، فسوف أضع الأغنيتين التي تكلمت عنهما.