يا مصرُ العشقُ يفْتِنُني
يا مصرُ العشقُ يفْتِنُني
مِصرُ الَتِي فِي هَواهَا الوَصلُ يَأمُرُني **
و حَنِيني وَ طَيْفُ الْقُربِ يَأسِرُنِي
أَرْنُو إِلَيهَا وَ رُوحِي َصْطَلي نَدَمًا **
يهتَاجُ وَ العِشقُ فِي قَلبِي يُهَدْهِدُنِي
آهٍ عَيَاني الرَّجَا أَحْيَا عَلَى حُلُمٍ **
يصبُو إِلَي يَومِ لُقيَانَا يُعَاتِبُنِي
أَبكَيتُ عُمْرًا ، وَ قَلبًا ذَابَ فِي أَمَلٍ **
يَشتَاقُ دَوْمًا إِلي رَجْعٍ يُرَاودُنِي
أَيْقَظتُ دَمْعًا غَفَا وَانْسَابَ مِنْ أَلَمٍ **
لمَّا جَرَى أَشْهدَ الأيَّامَ تَرْحَمُنِي
ثُمَّ اكتَوَتْ مُهْجَتي نجَوَى تُسَامِرُنِي **
جْرِى اللَّيَالي بِأَقْدَارٍ تُنَاْوِئُنِي
إِنّ الْمُنىَ عِندَمَا هَبَّتْ عَوَاصِفُهَا **
نَاحَتْ ضُلُوعِي وَ أَشْجاَني تُعَاوُدُنِي
هامَ اللُّقى ثَائرًا وَ القَلبُ في كَمَدٍ **
حَنَا عَلَى زَهْرِ أَيَّامي يُذَكِّرُنِي
مَا زِلتُ أَرْجُو زَمَانًا عِشْتُهُ رَغَدًا **** أشْتَاقُ فِيْهِ إِلىَ ليلٍ يُعَانِقُنِي
مُنْذُ الْتَقَى الْمَهْدُ فِيَنا هَاتِفًا وَطَنِي **
رُوحِي عَلَى دَربِ أَجدادِي تُعَاهِدُنِي
حِينَ اسْتَقَى الْفَجرُ مِنْ ثَغرِ الْوُرُوْدِ شَذَا **
أَبْكَى عُيُونيِ بِشَوْقٍ كَادَ يَقْتلُنِي
فَكمْ تَوالَى صَرِيخُ الشَّجوِ مُصطبَرًا **
حينَ انتَأى الدَّربُ وَ الأيَّامُ تَحْمِلُنِي
إِلى مَدَى عَانَقَ الآفَاقَ ثمَّ سَرَى **
حتَّى غَشَى غُربةً وَ النَّفسُ تَزْجُرُنِي
حِينَ ابْتَكَتْ أُمسِيَاتُ الأُنسِ وَاجِدةً **
ذِكرَى السِّنينِ التي بِالودِ تَسْكُنُني
عِندَ الرُّبا ، وَ المُنى بِالوَعدِ في لَهَفٍ **
بينَ لِقَاءٍ غَدَا وَ الشَّوقُ يغْلِبُنِي
وَ الطَّيرُ جَارٌ دنَا تَرعَى مَواكبُهُ **
صَفو اللَّيالِي وَ شَدوُ الحُبِّ يُطْربُنِي
يَا نِيْلُ شهدًا جرى فِي الأَرْضِ مِنْ أزَلٍ **
يمضي وَ عَنْ صَرحِ أَمْجَادِي تُحَدِّثُنِي
إِنِّي أَرَاكَ كَحُلْمٍ طَافَ فِي حُلِلي **
تجري جَسُورًا بِوَجهِ الْبَدرِ يَسْحِرُنِي
تَزْهو شمُوخًا ، وَ شَمْسُ الْكَوْنِ في صَبَبٍ **
تَبدُو عَرَوْسَا لِقُرْبٍ مِنكَ تَسْأَلُنِي
يَاْ مِصْرُ أَنْتِ الْمُنَى تَشدُو بِرَابِيَةٍ **
مجدًا عَلَا ، قَد سَمَا ، بِالْعِشقِ يفَْتِنُنِي
تَجْتَاْحُ عَيْني الأَمَانِي ثُمَّ تَسْبِقُنِي **
تعدُو قِبِالِي بِطَيْفٍ لَا يُفَارِقُنِي
عِندَ اللُّقَى يَسْتَطِيرُ الْقَلْبُ منْ وَلهَ **
شَوْقًا يُنَاجِي نُجُومَ الْلَّيلِ تَذْكُرُنِي
يَاْ مِصْرُ أَنْتِ الْهَوْىَ وَالشَّوقُ في كَبَدِي **
يَصبُو إِلَى مُهْجَتِي بِالْوَصْلِ يأَمُرُنِي
شعر : ساري الليل
التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 03/10/2011 الساعة 06h11
|