البركان
إهداء
إلى ثمرات فؤاد مصر و فلذات أكبادها, في ميادينها وشوارعها وحاراتها وريفها وحضرها وباديتها, فى يوم نصرهم ومجدهم.
شعر الأستاذ الدكتور/ عبد الحميد سليمان
طفح الكيل واستطمْ *** وامتطى الهائج الخضمْ
هادراً مرعدً كاسحاً *** طاهرً شامخاً أشمْ
أنكر الجور والخّنا *** يفدح الأحقر الأصمْ
ليس يثنيه الأذى *** باذلاً روحّه ودمْ
يصرع الروع والقذى *** ينحر الخوف والعدمْ
راعه اليأس إذ طغى *** موغلاً يُقعِد الهِممْ
فاسداً مفسداً مهلكاً *** طاغياً نائياً مُقْتحمْ
خَاله أنه قد أمِن *** فجأةّ النار والحِممْ
راقَه البطشُ دون أنْ *** يُنهِهِ طارئُ الندمْ
باشقاً يصطلى أهلُه *** خَرِب النفس والذِممْ
عجبٌ أمرُهُ إذ ترى *** فمّه يلعق القدمْ
أسدٌ إن رأى بائساً *** نعجةٌ عند من حكمْ
بائعاً عِرض أختِه *** مزرياً بأبٍ وأمْ
إن تناهتْ لسمعِه *** صرخةٌ لأخٍ وعمْ
أوصد القلبَ دونها *** وارتأي أنهم عدمْ
فوق أشلاءِ قومِه *** طابت الراحُ والنغمْ
وانتشى الذلٌ والخَنا *** وانزوى السيفُ والقلمْ
وغدا الشِين سيداً *** يردعُ الدينً والذِممْ
واستوى الوغُد مُرعِداً *** طاغياً غافلاً أصمْ
وبدا سرمداً خالداً *** ومضت تَلهَجُ الغنمْ
طاف بالبيت حولَه *** سِفلةٌ تعبدُ الصنمْ
واكتوى الناسُ من ضنىً*** وانتَضَى الثوبُ واخْتُرِمْ
فجأةً أبرقَ الردى *** يصعقُ الرأسَ والقدمْ
هادراً كاسحاً أعمً *** يلفظُ الذلَ والسِقَمْ
زلزلَ الأرضَ واقتحمْ *** وانبرى الكبتُ والنقمْ
يُطْهِر العينَ من قذىً *** يركَلُ الوغدَ والرِمَمْ
طافحاً سيلُه مُسْتطم *** يمتطي الهائجَ الخِضَمْ
هادراً مُرعِداً كاسحاً *** طاهراً شامخاً أشمْ