الاثار العراقية فن أصيل و حضارة عريقة
الأخ العزيز وسام الشالجي
أود ان افتح باب جديد يتعلق بآثار حضارة وادي الرافدين والتي فيها الكثير مما له علاقة بالفن مثل النصب والجداريات والمسلات والصور وغيرها . فان وجدتم هذا الباب يتناسب وتوجهات و أهداف منتدانا العزيز فإنني أتوجه في هذه الحالة إلى الإخوة الذين يرغبون في المشاركة و تغذية الصفحة بالمواضيع المناسبة , ولكم أن تقرروا حذف او تعديل الباب و مواضيعه .
العراق وكما يعلم الجميع كان مهد الحضارات ، والأدلة المتوفرة من دراسات الآثار و التاريخ تؤيد ان الإنسان في العراق احتفظ بنشاطه وحيويته منذ أقدم الأزمنة ، واقتبست كثير من الأمم من حضارته وأفادت من إبداعاته.
أدت الاكتشافات التي أجرتها البعثات الأجنبية في أواخر القرن التاسع عشر وفي النصف الأول من القرن العشرين الى العثور على آثار في غاية الأهمية تسرب معظمها الى المتاحف الأجنبية في برلين ( مثل بوابة عشتار...قمة في الفن المعماري) واللوفر في باريس( مثل مسلة حمورابي) ومتحف لندن الذي يضم أجنحة واسعة لحضارة وادي الرافدين وفي دول أخرى. حاولت السلطات العراقية السابقة استرداد قسم من تلك الآثار و "لحسن الحظ" لم تفلح في ذلك ، وإلا لكان مصيرها نفس مصير ما حدث لمحتويات المتحف العراقي.
اما الآثار التي بقيت في داخل البلد فيمكن تقسيمها الى نوعين: الأول يشمل محفوظات المتاحف العراقية وهذه تعرضت للسرقة والنهب والتخريب من قبل الغوغاء والجهلة في عام 2003 وسط صمت الجميع، و الثاني يشمل معالم الآثار الثابتة كالبنايات و القرى و المدن الأثرية وهذه أيضا لم تسلم من القصف و التدمير.
الهدف من الباب الجديد هو التعريف على الجانب الفني و التاريخي لتلك الآثار وأماكن تواجدها ان أمكن ( البلد- المتحف ) وكذلك بالنسبة للآثار التي تعرضت للسرقة و التخريب ( التعريف بها ، وتبيان ما جرى لها والأضرار التي لحقت بها ان أمكن ، والقطع المفقودة او التي تمت استعادتها). وباختصار أي شيء جديد يمكن ان يوثق هذه الآثار للأجيال القادمة. فانا لست متأكد من ان وثائق المتحف العراقي و الأماكن الأخرى ذات العلاقة لم تختفي او تنهب في محاولة متعمدة للانتقام من تلك الحضارة وطمس معالمها. المنتدى بالطبع لا يمكن ان يقوم بمهمة "مديرية أثار" او مهمة "الباحثين الأكاديميين" ، ولكن ستكون محاولة يساهم فيها بعض الإخوة الأعضاء في المنتدى الكريم لتجميع ما يمكن تجميعه من معلومات او دراسات جديدة عن تلك الآثار وتوثيقها وعرض جوانب لم تطرق من قبل.
سأبدأ في الكتابة عن مسلة حمورابي التي لم يتطرق لها الباحث العربي بما فيه الكفاية. بل لا أتجاوز الواقع ان قلت ان الدراسات العربية تكاد تكون نادرة . اما الباحث الأجنبي فقد قام بترجمة وتفسير بعض مواد قوانين حمورابي التي كتبت باللغة المسمارية، وهذه الدراسات التي تعد بالأصابع ذات أهمية بالغة. علماً فان حمورابي هو أحد ملوك بابل الذين حكمو قبل اكثر من 4000 سنة.
لست متخصصاً لا بعلم الآثار ولا بالقوانين ولكن قادتني الصدفة في عام1992 لتناول جانب بسيط من هذه القوانين لم يتطرق إليه احد من قبل لا الباحث العربي ولا الغربي واثار في وقتها ضجة على نطاق ضيق في بعض الأوساط الفرنسية ذات العلاقة.
يتبع