رد: تحقيق حصري : فيديوهات فريد الأطرش بالألوان – القصة كاملة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام بن محمد
روعة روعة يا أخ أبو إلياس...وأنت الأول ربما الذي يوثق لسكوبيتونات فريد الأطرش التي ظلت دائما تشكل علامة استفهام بالنسبة لمحبيه
شكرا أستاذ عصام على تفاعلك مع هذا الموضوع منذ بدايته ، والحقيقة أن ما قُمت به يظل مجهودا متواضعا ، بدليل أن كثير من جوانب الموضوع ظلت دون جواب لا لشيء إلا لأنني أردت نشر المعلومات والجوانب التي ثبتت لدي من خلال البحث ، أما ما لم يثبت لي فلا يمكنني أن أخوض فيه وتلك من مقومات الأمانة العلمية ، ولقد سجلت من مداخلتك الأخيرة أنك قلت " إن سكوبيتونات فريد الأطرش ظلت دائما تشكل علامة استفهام بالنسبة لمحبيه "، وهواستنتاج في محله لأن هذه السكوبيتونات حين بثت في فرنسا في أوائل السبعينات نشرت على نطاق جد محدود إذ لم يشاهدها إلا المغتربون العرب ممن كانوا يرتادون المراقص والحانات وفي بعض المناطق فقط كالضواحي الباريسية ومارسيليا ، لذلك لما طرحت هذه الأعمال في كاسيت فيديو منذ خمسة وعشرون سنة ، ذُهل محبي فريد عبر العالم لأنهم يكتشفون بعد رحيله بأكثر من 15 سنة فيديوهات لمطربهم المحبب في مرحلة متقدمة من العمر يؤدي بعض أغانيه القديمة بالألوان الطبيعية ، وكلنا تساءل آنذاك ما قصة هذه الفيديوهات ؟ ولماذا لم يتحدث عنها أحد ؟ قد يقول قائل أن الكتب التي كتبت عن فريد كانت تتناقل عبارة " وولج العالمية حين فتحت له نافذة على أوربا ، وصورت أعماله بالألوان ونشرت بالسيني بوكس " ، لكن هذه الافادة لم توحي لي رغم أني قرأتها لمئات المرات بأن المقصود هي هذه الفيديوهات ، لذلك فإن هذا التحقيق المتواضع إنما رام التأريخ لهذه الفيديوهات منذ أن كانت فكرة في ذهن منتجيها إلى أن صورت وشوهدت ، ولتذكير الهواة بلحظة إعادة إكتشاف هذه الفيديوهات أرفع من مكتبتي صورة غلاف أحد أشرطة الفيديو التي عرفت بهذه الأعمال على نطاق واسع منذ 25 سنة خلت .
رد: تحقيق حصري : فيديوهات فريد الأطرش بالألوان – القصة كاملة
هكذا استقبل المغتربون العرب سكوبيتونات فريد الأطرش
وصلت أشرطة أولى سكوبيتونات فريد الأطرش آلات العرض في مقاهي وحانات باريس وضواحيها في النصف الثاني من العام 1970 ، سرعان ما إنتشر الخبر بين المغتربين العرب ، وأصبحث فيديوهات فريد الأطرش حديث المقاهي والمنتديات ، لم يكن غريبا أن تصادف مغتربا مغاربيا ممن يرتادون الأماكن التي تعرض السكوبيتون دون أن يبادرك بالقول " يا سيدي يا سيدي فريد في السكوبيتون " .
وفي الحقيقة كانت فيديوهات فريد الأطرش المصورة بالألوان الطبيعية فرصة لوصل الماضي بالحاضر ، فأغلب الأغاني التي صورت بتقنية السكوبيتون سبق لأغلب مغتربي باريس أن شاهدوها بالأبيض والأسود في أفلام فريد الأطرش التي كانت تعرض خصيصا للمغتربين بسينما نوكس في حي بلفيل بالدائرة 20 .
يحكي الذين عايشوا الفترة أن التفاعل مع هذه الفيديوهات لم يكن يقتصر على المشاهدة فحسب ، وإنما كان يتجاوزها لعقد المقارنات بين الممثلات والراقصات والأماكن وقبلها بين فريد في شبابه وكهولته .
ولعل أبرز ميزات هذه الفيديوهات أنها كانت تخلق مشاعر متناقضة في نفسية مشاهديها ، فهي إن كانت تذكر المغتربين العرب بالزمن الجميل زمن نورا ودايما معاك ووياك ، فإنها كانت تفضح لديهم عدم الإحساس بالزمن يحكي لحسن مغترب مغربي ؛ لأن المشاهد يكتشف بمقارنة الأغاني في صيغتيها بالأبيض والأسود وبالألوان كيف جرى به الزمن وغزا الشيب مفرقه كما غزا مفرق فريد الأطرش نفسه .
ولما كانت الآلة تعرض شريط واحد وإثنين لفريد الأطرش دون أن تجاوزهما ، فقد كان على عشاق فريد انتظار تغيير الأشرطة التي تتم بين الفينة والأخرى لاكتشاف الأغنية القادمة ، بل كان البعض - كما حكوا- يتجول بين مقاهي وحانات باريس والضحية لمشاهدة الفيديوهات التي لم تعرض في مقهى الحي أو مقهى محل عمله، ومن الطرائف التي حكيت أيضا أن فيديوهات فريد الأطرش عرضت خلال حرب الاستنزاف وكانت علاقة الجاليتين العربية واليهودية في فرنسا حينها جد متوترة بسبب عدوان يونيو 1967 ، لكن كل ذلك لم يكن يمنع كثير من اليهود من أصول شرقية من التسلل إلى المقاهي والحانات العربية للترنم بأغاني معشوقهم فريد الأطرش .
بعد مشاهدة السكوبيتونات العشر لفريد وإعادة مشاهدتها لعشرات المرات ، ظل السؤال الذي كان يتردد على كل لسان ؛ ماهي عناوين الأغاني القادمة التي سنشاهدها لفريد على السكوبيتون!!! ؟؟؟ الصورة التجسيدية للمشاركة تمثل أجواء مقهى للمغتربين العرب بباريس في خمسينيات القرن الماضي .