رد: نور الهدى
.ExternalClass .ecxhmmessage P { padding:0px; } .ExternalClass body.ecxhmmessage { font-size:12pt; font-family:Calibri; } المطربة القديرة نور الهدى تتحدث عن بداياتها:
كنت في السابعة من عمري حينها وقفت لألقي نشيدا في الحفلة السنوية التي تقيمها المدرسة الخيرية الارثوذكسية ببيروت كل عام.
وكان مطلع هذا النشيد:
افتاة الشرق الى المجد
قد آن نهوض الشرقية
يا بنت العرب الا فادعي
لله يحفظ العربية
وبعد انتهاء الحفلة سمعت عبارات الاعجاب بصوتي من المدعوين ومن مدرسات المدرسة.
واصبح المدرسات يطلبن مني الغناء وقت الفسحة في كاتين المدرسة، وكان صوتي عريضا لا يتناسب مع طفولتي، وسمعتني الناظرة – وهي بنت عمة والدي – فاخذتني من بيتهن ونزلت على وجهي"بقلم"لا انساء ما حييت، وحذرتني من الغناء مرة اخرى حرصا على مستقبلي، ولكن يظهر ان هذا"القلم"زاد من حبي في الغناء لدرجة انني كنت اترتم دائما باي كلام احفظه او اسمعه.
وذات يوم سمعت اسطوانات"الوردة البيضاء"عند احد الجيران، سمعتها من بعيد لبعيد فقد كان والدي غالبا في"طرابلس الشام"وكان الليل متأخرا حينما وصل الى سمعي لأول مرة في حياتي صوت الموسيقار العظيم الاستاذ محمد عبد الوهاب، وطال وقوفي في"البلكون"حتى انتهى جارنا من سماع الاسطوانات.
***
وانتهزت فرصة غياب والدي واقنعت والدتي بضرورة تعلم الغناء على يد الاستاذ"خالد ابو النصر"وهو موسيقي معروف في لبنان ومن احسن العائلات في بيروت، وتلقيت اول درس.. وحفظت قصيدة مطلعها:
ليلاي ان هجرت لن انساك..
وكانت هذه القصيدة سببا في شهرتي بين كثير من الاوساط في بيروت واقام الاستاذ"خالد"حفلة ليقدم فيها تلميذته"الكسندرا بدران"وغنيت فيها هذه القصيدة، ودبالوجا اخر مع شاب يكبرني بقليل، واذكر ان مطلع هذا الدبالوج كان:
أنا – شغل ما في، عمل ما في.
فيه شبان دايره
هو – جهاز ما في، عرسان
مافي، فيه بنات بايرة، الخ
وحضر والدي من السفر في هذه الليلة وعلم بوجودي في الحفلة، فجاء غاضبا واخذني من يدي وعدنا الى بيتنا ثم اصر على ان اسافر معه الى طرابلس لكي انسى الغناء، وقضيت معه شهرين لم اكف فيهما عن البكاء، وكنت اهدده بالانتحار اذا لم يسمح لي باتمام دروسي في الموسيقى والغناء..
وعدنا الى بيروت.. واقتنع والدي – بعد الحاح – وسمح لي باتمام دروسي واشتهرت قصيدة"ليلاي"لدرجة ان مدير احد الملاهي طلب مني ان اغنيها في صالته، فغنيتها وكسبت منها ارباحا طائلة.
واذكر ان إحدى المضيفات المصريات – وهي سيدة متقدمة في العمر لا اعرف اسمها – سمعتني في الصالة فارسلت الي"ظرفا"به خمسة جنيهات لكي اغني لها"ليلاي"مرة اخرى.
ثم تنقلت بعد هذا بين عدة صالات منها الباريزيانة"وكوكب الشرق"ولونابارك"والليدو" والحديقة، الخ، حتى اصبت شيئا من الشهرة والنجاح، ولكن كل هذا لم يكن يكفي لتحقيق امالي الواسعة في الحياة.
الى ان جاء يوسف وهبي بك وتعاقد معي على"جوهرة".. واستطعت ان ابرز فني كما كنت اهوى.. وتحققت امالي.. وما زالت هناك آمال اخرى، ارجو من الله ان تتحقق..
نور الهدى
|