تعلم إدارة سماعي، الأعضاء أن كل الملفات والمواد المنقولة من مواقع خارجية أو مواقع تخزين للكتب أو المتواجدة بكثرة على شبكة الإنترنت ... سيتم حذفها دون إعلام لصاحب الموضوع ... نرجو الإلتزام ... وشكرا
مع باعة الصحف الآن بمصر
العدد الجديد ـ رقم 24 ـ من مجلة " إبداع "
وبه مقالٌ لي عن الموسيقار الراحل عمّار الشريعي
قد أعيدُ نشره هنا .
*****************
و.... ها هو المقال :
*************
عمّار الشريعي
غوّاص النغم الذي سلّم المجداف للريح وترك رصيده من الأصداف لورثة الجمال
ــــــ
بقلم : بشير عيَّـاد
ــــــ
أصبحتُ أضعُ يدي على قلبي كلّما ساورني خيالي بالكتابة لمجلتنا " إبداع " ، فعلى مدار عامين لم أستطع نشر قصيدة أو دراسة أو إبحار أدبي ما ، وكلّما هممتُ يباغتنا الموت باختطاف غصن ضخم من شجرة الإبداع المصري ، وأجدني ـ في حضرة الموقف الجليل ـ منحازا للكتابة عنه ، تلك الكتابة التي لا تزيد عن باقة ورد نضعها على ذكراه في كتاب الوطن .
الجمعة ، السابع من ديسمبر 2012م ، كان موعدنا مع حزنٍ جديد ، ذلك الذي تجسّد في رحيل الموسيقار الكبير عمّار الشريعي الذي شكّل خطّا متميزا في مسيرة الموسيقى العربية على مدار ثلاثة عقود متصلة ، بدأت في أحضان الكبار : محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي ومن خلفهما كمال الطويل ومحمّد الموجي ، وانتهت ـ عند رحيله ـ بسقوط المنحنى الغنائي ـ والفن عموما ـ في مستنقعات الخفة والتسطيح والابتذال ، وبقدر ما كان عمّار الشريعي رقما كبيرا في معادلة الأصالة ، كان أيضا مسؤولا إلى حدٍِّ كبير عن مأساة السقوط المدوّي لفن الأغنية .
وربّما لا نجد في تاريخ الموسيقى العربيّة مَن ينازع الشريعي في "عدد " تخصصاته ، فقد كان عازفا وملحنا وموزّعا ومحللا ومطربًا ـ أحيانا ـ ومقدّما للبرامج الفنية التي تميل في معظمها إلى الموسيقى والغناء ، وأكاد أذهب ـ إلى حدّ اليقين ـ إلى أن ما قدّمه في برنامجه الشهير غوّاص في بحر النغم على موجة إذاعة البرنامج العام بالإذاعة المصريّة سيظل أبقى من كثيرٍ من ألحانه المناسباتية أو التي سكبها في المسلسلات ، وهذا البرنامج ، برغم الهفوات الكثيرة فيه ، سيظل مدرسة مفتوحة لأجيال مقبلة في تذوق الموسيقى والجمال ، ويزيد من اتساع رقعة هذه المدرسة انتشار حلقات كثيرة منه على شبكة الانترنت لتصبح في متناول كل الباحثين عن العلم والفن والذوق بمعطيات العصر الحديث .
في السادس عشر من أبريل 1948 م كان ميلاد عمّار الشريعي بسمالوط بمحافظة المنيا ، التحق بمدرسة للمكفوفين في مرحلة الروضة ، ومال إلى دراسة الموسيقى من بدايته ، وشاء القدر أن يضع في طريقه أستاذا متخصصا في الموسيقى أدرك عمق موهبته من اللحظة الأولى وهو الفنان عبد الله محسن ، فما كان من أستاذه إلا أن يكتب إلى مدرسة "هادلي " الأمريكية التي ترعى المكفوفين فتمّ ضمّه إلى سجل الدارسين بها بنظام الانتساب ( وطال انتسابه إليها ) ، وفي هذه المرحلة تعلم العزف على البيانو ثم الأوكورديون وأصبح مشهورا في حفلات المدارس ، وقبل أن يتم الرابعة عشرة كان قد تعلم العزف على آلة العود .
مها صبري
****
التحق الشريعي بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ( جامعة عين شمس ) ، وبعد تخرّجه في العام 1970م ، اعترضت العائلة الشريعية ( الصعيدية الأصيلة ) على تفكيره في الاتجاه إلى احتراف العزف ، غير أنه لم يتراجع ، وانضم إلى الفرقة الذهبية الشهيرة التي كان يقودها الفنان صلاح عرام ، وكان في البداية يعزف على آلة الأوكورديون ، ثم تحوّل إلى البيانو الكهربائي ، وفي منتصف العام 1975م واتته فرصة ذهبية ليتحوّل إلى التلحين ، إذ أعطاه الشاعر فاروق صالح كلمات أغنية بعنوان " امسكوا الخشب " ، فلحنها عمّار ، وكان يعزف الأورج خلف المطربة الراحلة مها صبري ، فعرض عليها اللحن فأعجبها جدًّا ، وقدّمته لأول مرة في حفل ساهر بتاريخ الحادي والعشرين من يوليو 1975 م ، وذاعت شهرة الأغنية بشكل غير متوقّع ـ وإلى الآن ـ وأصبح اسم عمّار مقرونا بها ، فحرّضه النجاح على الدخول في تجارب أعمق وأوسع ، فكوّن " فرقة الأصدقاء " التي كانت تضم منى عبد الغني وعلاء عبد الخالق وحنان ، وقدم من خلال الفرقة عددا كبيرا من الأغنيات التي نجحت في وقتها ، كما لحن عددا كبيرا من الأغنيات لشادية وردة وماهر العطار وياسمين الخيام وعفاف راضي ونادية مصطفى ولطيفة وهدى عمار وحسن فؤاد ، واتجه كذلك إلى وضع الموسيقى التصويرية للأفلام والمسرحيات والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية ، وقام بإعادة توزيع أغاني أم كُلثوم وفريد وعبد الحليم وفيروز بالآلات الحديثة ، ولقيت شرائط هذه الأعمال رواجا واسع النطاق على الساحتين المصرية والعربية ، وفي العام 1988 بدأ برنامجه الشهير " غوّاص في بحر النغم " الذي أسكن عمّار ذاكرة المستمعين على مدار أكثر من عشرة أعوام ، كان عمّار يتناول الأعمال الخالدة الرصينة ويقوم بتحليلها شعرا وموسيقى بأسلوب سهل رشيق ، وكان حكّاءً بارعا خفيف الظل قريبا من المتلقّي العام ، وكانت الهفوات التي يقع فيها ، والتي أشرت إليها أعلاه ، تتعلق ببحور الشعر ، وبعلم النحو عندما يقوم بتحليل الفصحى ، لكنها كانت تمرّ إذ كان المضمون يغطي عليها ويطويها .
علي الحجار
من أهم المطربين الذين تعاملوا مع عمّار الشريعي
ــــــــــــ
كان البرنامج ـ غوّاص في بحر النغم ـ فاتحة لزاوية أخرى في مسيرة عمّار كمقدّم برامج ، إذ أفرز بعد ذلك عدة برامج أهمها " سهرة شريعي " الذي قدمه على شاشة قناة "دريم " ، كما قدم برنامج " مع عمار الشريعي " على موجة " راديو مصر "، وبرامج رمضانية عديدة على شاشة التليفزيون المصري وموجات الإذاعة المختلفة ، لكنها تهاوت جميعا أمام " غوّاص في بحر النغم ".
مع موجة فرح العمدة أو الاحتفالات الأكتوبرية السنوية ، تم اصطياد عمّار والإيقاع به من حيث يريد أو لا يريد ، وبذلك تقرّب بسرعة من وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف الذي كان كل همه إرضاء صاحب الفرح ، الرئيس المخلوع ، ووجد الشريف ضالته في ألحان عمّار الشريعي التي أمطر بها تلك الاحتفاليات في حضور المخلوع وذويه وحاشيته، كانت الأعمال تتغنى باسمه ، وكانت لا تنتمي إلى الفن في عمقه وتوهجه في شيء ، جاءت كلها أعمالا دعائية إعلانية تموت تحت أقدام المطربين ( الموظفين ) على المسرح ويتناثر غبارها على ملابس السيد الرئيس والسيدة حرمه وكبار الضيوف الذين يجلسون في الصف الأول يوزعون الابتسامات البلهاء المجانية ، كان السيد المخلوع فرحا بذلك العرس الشعبي الوهمي ، يدندن ويحرّك قدميه مع الموسيقى ، ثم يقف في النهاية ليترك بصمات يده الكريمة في أيدي كل المشاركين في وجبة النفاق هذه من المؤلف إلى الملحن إلى المغنين والراقصين والمخرج ، وكانت استجابة عمّار السريعة مفتاح باب الإذاعة وقطاع الإنتاج ، لبرنامج "غواص " من ناحية ، وللمسلسلات التليفزيونية من ناحية أخرى ، استأثر عمّار بكل شيء ، ولم ينل الآخرون سوى الفتات أو البقايا ، فالتزم المحترمون بيوتهم ودخلوا البيات الاكتئابي ، أما الأشقياء الصاعدون فلم يستسلموا وأعلنوا عن وجودهم صعودا على مواسير الصرف الخلفية لمبنى الإذاعة والتليفزيون ، وامتلأ الشارع بكل أنواع القبح ، وضاعت التجارب الجادة المحترمة من شعراء وملحنين ومطربين آخرين تحت ركام هذا الابتذال ، وتقديرا لعمّار وتعاونه مع وزارة الإعلام أسندت إليه بقية الأعمال الأخرى : الليلة المحمدية ، أعياد الطفولة ، أعمال مهرجان الإذاعة والتليفزيون .... إلخ ، كما حرصت إذاعة "الشرق الأوسط " ـ بتوجيه من الوزير ـ على منحه جائزة الحصان الذهبي لسبعة عشر عاما متتالية ، عن ماذا ؟ لا تجد إجابة ، فقد تعددت الألحان وتنوّعت وحلّ عليها الضعف والوهن إذ ابتلعت مسلسلات التليفزيون خمسين بالمائة منها ، وهي أعمال ، في معظمها ، لتسلية ربّات البيوت ، باستثناء أعماله مع إسماعيل عبد الحافظ وما لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة مع الآخرين ، وبالرغم من تلحينه لكثيرين وكثيرات من الكبار إلا أننا لا نستطيع أن نجد من عشّاق الفن العربي من يستطيع ذكر عناوين عشرة أعمال ، مجرّد عناوين ، وللراحل عدة أعمال مع الفنانة وردة ، منها " طبعا أحباب "، " بلد الحبايب " ( وطنية ، تم تقديمها في احتفالات اكتوبر مرتين ) ، " قبل النهار ده " ، سألته كيف وضعها ؟ كنت أقصد كيف ارتضى لنفسه أن تكون في سجل أعماله ! كنا ، وقتها ، في صيف العام 1995م ، بمنزله السابق بشارع الحسين قبل انتقاله إلى المنزل الأخير ، وكان يقوم بتلحين أربعة عشر نصّا من كلماتي ( الزجلية ) وأشعاري ( الفصحى ) لمسلسل تليفزيوني من إنتاج شركة " صوت القاهرة " هو " زقاق السنجقدار "، تعددت سهراتنا ، وكان لا يضيق بالنقد بل يسعد به ، أحببته أكثر على المستوى الإنساني وهذا الكرم المصري الفيّاض ، لكنني لم أسعَ إلى تكرار التجربة إذ وجدته يتعامل مع الكلمات بشكل آلي خالي من الإحساس ، يعتمد فقط على العلم ( علوم الموسيقى ) والوعي الفطري بقوانينها ، ولم يبذل مجهودا يهزّني إلا في كلمات المقدمة والنهاية التي غنّاها المطرب المختفي حسن فؤاد ، أما داخل الحلقات فغنى الممثلون ، وكان لمحمود الجندي وشيرين وجدي ( المختفية أيضا ) نصيب الأسد .
طغت البرامج والأعمال الدرامية على موهبة عمّار ، فلم تترك منها إلا النزر اليسير للموسيقى والألحان المتوهجة ، فقدم الموسيقى التصويرية لأكثر من ثمانين مسلسلا للتليفزيون ، وخمسة وأربعين فيلما ، وأقل من عشر مسرحيات ، ونال جوائز كثيرة بمصر وخارجها ، ومهما يكن لنا ولغيرنا من ملاحظات عليه ، فإن مجموع ما قدمه في مجال الموسيقى يبقى كبيرا ومهمّا في وجدان الذين عاصروه ونسجوا ذكرياتهم على وقع موسيقاه ، في أغنية ، أو فيلم ، أو مسلسل ، كما سيبقى مدرسة مفتوحة للقادمين الذين يبحثون عن العلم في اقترانه بعبقرية الذوق والجمال .
(( اعتــــذار للحبيـــب )) ( صلـّى اللـهُ عليــهِ وســـلـّم )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألبوم ديني ، صدرَ اليوم ـ الثلاثاء ، 26 مارس 2013م ـ عن شركة " صوت القاهرة للصوتيّات والمرئيات " في ثماني قصائد وأغنيات كلّها من أشعار وكلمات : بشير عيّاد ، ومن ألحان الموسيقار الكبير : سامي الحفنـــــاوي ، وغناء المطرب الكبير : محمـــــّــد ثروت ، وبعد يومين يصدر في شريط كاسيت ، وهو الجزء الأوّل من سلسلة " نورانيّات " التي تعاقدت معنا " صوت القاهرة " على إصدارها ( في خمسة أجزاء بمشيئة الله ، شاملة أعمالنا الدينيّة " سامي الحفناوي وأنا " مع هاني شاكر ومحمد الحلو أيضًا )
كانت مفاجأةً سارةً عندما مررتُ بالصدفة من أمام أحد فروع الشركة بوسط القاهرة ، فوجدته قد وصلَ منذ دقائق ، وكان من المفروض أن يصدر قبل شهر من الآن .
ــــــــــــــــ
( نعتذر لعدم الدقة في صورة الغلاف ، فهي بالموبايل وليس الاسكانر )
ــــــــ
يقيم إقليم شرق الدلتا الثقافى برئاسة الكاتب المسرحى محمد عبد الحافظ ناصف مهرجان عبد الحليم حافظ الأول للموسيقى والغناء بفرع ثقافة الشرقية، وذلك بالتعاون مع الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة محمود رفعت، وذلك بداية من يوم 31 مارس وحتى 2 إبريل بقصر ثقافة الزقازيق وقصر ثقافة فاقوس وقصر ثقافة منيا القمح، ويبدأ الافتتاح فى السادسة مساء يوم الأحد 31 مارس بافتتاح معرض لوحات للفنان عبد الحليم حافظ ويليه ندوة حول أشعار وموسيقى أغانى وأفلام عبد الحليم، ويشارك فيها الناقد السينمائى محمود قاسم والشاعران أحمد عنتر مصطفى وبشير عياد ويديرها محمد مرعى مدير عام فرع ثقافة الشرقية ويلى ذلك حفل موسيقى عربية لفرقة محمد عبد الوهاب بقيادة المايسترو قطب السيد وتقدم فرقة فاقوس للموسيقى العربية برنامجا فنيا يوم 1 إبريل على قصر ثقافة فاقوس وتقدم فرقة منيا القمح حفلا موسيقيا يوم 2 إبريل بقصر ثقافة منيا القمح ويؤكد ناصف أن المهرجان سوف يقام سنويا فى نفس الموعد.