إن فهم الإسلام على هذه الصورة قصور في فهم حقيقة الإسلام، فالإسلام ليس مجرد إقامة واجبات دينية فحسب ، وليست إقامة الحدود على الضعيف فحسب وإن سرق ابن الأقوياء ترك معززا مكرما . إن الإسلام هو الدين الذي يؤكد على عقد بين الحاكم والمحكوم ، يتمثل في أن يقوم الحاكم برعاية الأمة وإقامة العدل بمشورة عقلاء الأمة، لا أن يستبد بالأمر ، وينهب خيرات البلد، وأهله جياع، ويقيم الحدود على الضعفاء ، ويترك بطانته وحاشيته تنهب في جنبات البلاد ، أراضي ومزارع ومؤسسات واستحواذ عل كل شيء ، بحيث لا يبقى للمواطن الضعيف إلا الفتات .
وهذه الشروط على شدتها هي في الحاكم الذي جاء عن طريق الشورى لا عن طريق الملك العضوض والجور ،فالأمر في حقه أن لا طاعة له، واما فتاوى الطاعة فقد جاءت من فقهاء أرادوا إبقاء الحال على ما هو عليه فحسب .