الفكرةُ رائعةٌ جدّا (( أي طرح مثل هذا الموضوع )) ، لكن بالقراءةِ المتأنيةِ للنصِّ سنجدُ أكثرَ من 75 % منه بالعاميّةِ الدّارجةِ ، فلو طبّقنا قواعدَ النحوِ واللغةِ بالإضافةِ إلى (( العَروض )) ـ موسيقى الشّعر ـ سنجنحُ كثيرًا إلى العاميّة . وهذا لم يكن عند بشارة الخوري فقط ، بل لدى كلّ الذين جاءوا من الفصحى إلى العاميّة وفي مقدمتهم إسماعيل باشا صبري ، وأمير الشعراء ، ثم بشارة الخوري ، ولم ينجُ من فخِّ خلطِ الفصحى بالعامية سوى رامي ، بعد أن دخل التجربةَ الكلثوميّةَ بكلّ حذافيرها ، وكما أشارَ أخي صالح فقد كتب رامي العاميّةَ بإجبارٍ من أمّ كُلثوم ، والكلامُ المنسوبُ في أوّلِ الموضوعِِ لبشارة الخوري هو في الأصلِ كلامُ رامي ، فقد صرخَ في وجهِ أمّ كلثوم عندما طلبت منه أن يكتبَ لها بالعاميّة وقال لها : أنت تستهينينَ بالشعر وبنا ، وقامَ لينصرفَ إلى غيرِ رجعةٍ ، فقالت له " اقعد يا رامي ، إنت عارف اننا بنغني لأمة كلها من الأميين ، وكلهم بيسمعوا الأغاني الهابطة والبذيئة ، وصعب ناخدهم مرة واحدة للفصحى ، تعال نسرّب لهم فن محترم باللغة ـ اللهجة ـ اللي همّا عارفينها ، وبعد كده يا سيدي اكتب لهم فصحى زي ما انت عايز " ، فجلسَ ، وقال لها : رؤيتك صائبة مائة بالمائة ، واقتنع ، وراحَ يكتبُ لها إلى آخر حياتها كما تعلمون ، وأثبتت الأيّامُ صحّةَ وجهةِ نظرها ، وفي رأيي المتواضعِ فإنّ عاميّات رامي لأمّ كلثوم ، تبتلعُ ما كتبهُ لها ـ ولغيرها ـ بالفصحى .
أقولُ قولي هذا ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولهم أجمعين .
وأعتذرُ لو كنتُ أقحمتُ نفسي بينكم .