* : فن التوقيعات (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 08h46 - التاريخ: 16/09/2025)           »          محمد سالم (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 08h38 - التاريخ: 16/09/2025)           »          حروف الكلام (حلقات إذاعية)عبد الرحمن الأبنودي وسيد مكاوي (الكاتـب : Dr. Taha Mohammad - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 08h34 - التاريخ: 16/09/2025)           »          الفنان عبداللطيف المنصور (الكاتـب : كويتى - آخر مشاركة : shokri - - الوقت: 08h10 - التاريخ: 16/09/2025)           »          الشيخ سيد امام (الكاتـب : sallami - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 07h39 - التاريخ: 16/09/2025)           »          حفل غنائى من إذاعة الأغانى (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 06h53 - التاريخ: 16/09/2025)           »          عز الدين صدقي (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 06h19 - التاريخ: 16/09/2025)           »          سعاد محمد- 2 فبراير 1926 - 4 يوليو 2011 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 06h03 - التاريخ: 16/09/2025)           »          نـــازك- 14 أكتوبر 1928 - 26 مارس 1999 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 04h32 - التاريخ: 16/09/2025)           »          محمد قنديل- 11 مارس 1929 - 9 يونيو 2004 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 04h27 - التاريخ: 16/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

 
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #6  
قديم 18/11/2010, 04h44
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: ليته حسن الختام ... قصه قصيره

[QUOTE=د أنس البن;482988]

ليته حسن الختام




على غير عادته وفى غير التوقيت ,هب فزعا من رقاده وهو يبسمل ويحوقل ويستعيذ بالله من طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير , ما تصوره كابوس مزعج كان حقيقة واقعه , إنها أصوات حقيقية مفزعه , كانت الريح تزمجر ,تعوى وهى تجرى وتعربد فى فضائها السحيق الممتد خارج الدار ولها صفير يصم الآذان , جلس فى فراشه لحظات يحاول استعادة وعيه ولملمة شتات نفسه , لم تكن تلك هى اللحظة التى اعتاد منذ عقود من الزمان أن يستيقظ فيها ,صارت عادة عنده أن ينتبه من نومه قبل حوالى نصف الساعة من بدء شعائر صلاة الفجر , أمكنه أن يدرب ساعته الطبيعية التى خلقها الله فى مكان ما فى مخ البشر أن توقظه فى نفس اللحظة كل يوم ,لم تخطئ يوما ولم تخرج عن تظامها إلا مرات قليلة يكون فيها الجسد منهكا أو عليلا لا يستجيب ,

حاول أن يعود إلى ما كان عليه من رقاد لكن هيهات ,ظل يتقلب فى فراشه ,لم يغمض له جفن وصفير الريح كاد يدمر سمعه ويحطم آذانه ,أضاء المصباح ناظرا فى ساعته ,بينه وبين صلاة الفجر حوالى الساعه ,حمد الله أن أذن له بذكره ونهض من فراشه ,توضأ واتخذ مصلاه يصلى ركعات فى جوف الليل ثم جلس على أريكته وأمسك بالمصحف يتلو آيات من الذكر الحكيم ,بينما صفير الريح يخف شيئا فشيئا لكنه لم ينقطع , حان ميعاد صلاة الفجر ,إنتظر أن يرفع الآذان مؤذن المسجد القريب ,مضت الدقائق واحدة تلو الأخرى ولم يرتفع صوت المؤذن ,إلى وقت قريب كان حريصا أن لا تفوته صلاة الجماعة وهو الذى اعتاد ذلك سنى عمره الفائت بعد ما ذاق حلاوة الإيمان ,حتى فى الأيام التى يداهمه فيها المرض ويشتد عليه ,إلى أن تداعت عليه العلل فلم يعد قادرا على السير طويلا ,لكنه أحيانا كان يشتاق إلى صلاة الجماعة فيتحامل على نفسه متوكلا على مولاه وهو يتوكأ على عصاه ,

ما زال فى انتظار سماع صوت المؤذن , لكنه لم يأت بعد ,ظن فى البداية أنه ربما أخطأ حساب الوقت ثم قادته الظنون الى احتمال غيابه لعائق منعه من القيام بواجبه اليومى ,أخذت الهواجس والظنون تتقلب به يمينا وشمالا ,ومما زاد هواجسه أنه على غير ما اعتاده كل ليلة لم تصل إلى سمعه أية أصوات من خارج الدار ,حتى نباح الكلاب ومواء القطط انقطع تماما تلك الليله ,لم يبق إلا صمت كصمت القبور مع بقايا صرخات الريح العاتيه ما بين الحين والحين ,إستقر رأيه أخيرا على أن يؤدى الفرض أولا ثم يخرج بعد ذلك كى يستطلع جلية الأمر ......

تأهب للخروج متوكأ على عصاه بينما يده اليسرى تحمل مصباحا من تلك المصابيح القديمة التى لا تطفئها الرياح ,لكنه قبل أن تمتد يده كى تفتح الباب أخذه الروع وشعر بهيبة لم يدر لها سببا ,سيطر عليه شعور قوى أنه سيجد خارج الدار شيئا غريبا لا يعرف كنهه , تراجع قليلا ووقف هنيهة يراجع أمره ويقلب فكره وقد استبدت به المخاوف ,وأخيرا توكل على من بيده نواصى العباد وفتح الباب ,وما كاد يفعل حتى تسمرت قدماه وكاد يقع مغشيا عليه من هول ما رأى ,مما وقعت عليه عينه فى العتمة وأبصرت ما كشفه ضوء المصباح ,

هو فى الحقيقة لم ير شيئا ,أجل لم ير إلا فضاء ممتدا لا حياة فيه ,نظر يمينا وشمالا فلم يجد غير الخلاء كأنه فى مفازة قاحلة جرداء ,إستدار متوجها ناحية النافذة الخلفية ,فتحها متوجسا ليجد الصورة نفسها خلف الدار ,فضاء موحش بارد قاتم لا روح فيه ولا حياه ,تولدت داخله إرادة قوية ووجد شيئا ما يدفعه للخروج حتى يتفقد بنفسه ما آل إليه المكان الذى تركه بالأمس يموج الحياة وحركة وصخبا وضجيجا قبل أن يأوى إلى فراشه ,

مشى خطوات توقف بعدها لحظات ثم عاود سيره وهو يتلفت يمينا ويسارا ,أخذ يحدث نفسه بينما يشير بيده .... هنا مكان المسجد وهنا المقهى القديم ,مقهى السندباد , وفى هذا المكان يفترش الأرض بائع الجرائد والكتب ودكان الحلاق والبقال وعربة الفول وماسح الأحذيه وهنا وهنا وهنا ......

أخذ يسأل نفسه ... أين ذهب ميدان النافوره الذى تطل عليه شرفتى وأين الشارع الذى لم يهدأ لحظة ,أين العمائر والبيوت ,أين سكانها ,والمتاجر ,أعمدة الإناره , إلى أين ذهبت ,
كان من عاداته اليوميه الجلوس ساعة أو أكثر قبل أن يضمه فراشه على أريكة عربية أعدها فى الشرفة الواسعة التى تطل على الميدان ونافورة مضيئة تتوسطه ومن حولها يجلس الناس جماعات وفرادى يثرثرون وهم يتضاحكون أحيانا وأخرى يتنازعون حتى ترتفع أصواتهم .....

ظل يتسائل مناجيا ربه ... يا رب ... هل أنا فى يقظة أم أعانى كابوسا ثقيلا , لا أظن ,منذ لحظات كنت أصلى صلاة الصبح وأقرأ القرآن , ما الذى يعنيه ما حولى ,أرى الموت ,الفناء ... أشم رائحته فى كل مكان , لم تبق إلا الدار التى أعيش فيها , هل مات كل شئ ورحل عنى , أم أنا الذى مات ورحل عنها , ليته يكون الأخير ,فيكون حسن الختام , ويا له من ختام حسن ...

توقف لحظات مكانه شاخصا بصره ناحية السماء ,ثم استدار راجعا إلى داره , مشى خطوات وما كاد يفعل حتى استقرت قدماه مكانهما وهو ينظر قرير العين إلى داره وقد اختفت من مكانها , هبت نسمات باردة على وجهه وهو يتمتم كلمات وقد انفرجت أساريره قبل أن ينطفئ المصباح ...


فأهدت لنا من عطفها يوم سلمت


نسيماً كريح المسك زدنا به وجدا


تمت


[/QUOTE]


سيّدي الجليل
الوالد الدكتور أنس البن



لو أنني لا أعرف صائد هذه الخريدة ، حدثته عن إخلاصه للصدق الفني بها ،



حيث نقل لقارئه منولوجات شخص القصة ، بلغة تليق بمن تعلق قلبه بالمساجد :



وهو يبسمل ويحوقل ويستعيذ بالله من طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير



ثم أنه مشغولٌ باختفاء معالم دنياه ، من وجهة نظر من اعتاد رؤية الأشياء من عل ٍ
(الشرفة الواسعة التى تطل على الميدان)


و التي لم تغر الكاتب بجعلها مركز المشهد ، بما تمثله من رمز ٍ للإرتقاء ، الرحابة ، التأمل ، .....

،
،



أمّا ، و لي شرف معرفة الكاتب .... فإني أخشى أن يكون كلامي تكراراً لما تفضل به عارفوك الذين أضاءوا هذه الصفحة من قبل ،


،


سيدي الوالد الأديب
الدكتور أنس


هناك مقولة قديمة ، أوشك ترديدها أن يفرغها من حقيقة معناها ، و هي:



مثل المُبدِعِ ، كمثل ِ النحلةِ ، تهدينا شراباً مُختلفاً ألوانه باختلافِ مراعيها ،



و عليه ، فإن الكتابة َ شهدُ القراءة ،

أقول ذلك ، يا سيدنا ، لمعرفتي مراعي خليّتك ،
وإنما السيل إجتماع النقط



و كما اجتمع عليه قراء و قارئات قصتك ، فلغتك تشبهك يا دكتور أنس،
تنضد مفرداتها بيسر ٍ كصانع السبح ، بينما حبّات مسبحةٍ تصنعها أنت ، أخالها و قد تبدلت لأليها بقطرات ندى.


،
،


لماذا قضيّتك ، يا دكتور أنس ، كونيّة إلى هذا الحد ؟


لا أقصد كونية :عالمية (لا جغرافيا ولا فلك !)



إنما قصدت ذلك المفهوم الذي أحدثه ألبرت إنشتاين ، لما ضاقت اللغة عن لفظٍ يتسع لعبقريته :النسبية



كانت اللفظة العبقرية :الزمكان(الزمان المكاني)


،



أرى أن الزمكان ، هو قطب الرحى من كتاباتك يا دكتور أنس،



فتارة تستوقف الزمان(المضارع) كما في" الزمن "


و أخرى تنَكّر (تجعله نكرة)المُستقبل(وجهة المسافرين) ، كما في "القطار"


و ثالثة تطمس الماضي(بمحو الكتابة) كما في "بدون عنوان"


ثم ، أنت ، هنا في "ليتها حسن الخاتمة" تغيّب المكان بطمس معالم المدينة



،
* * *



نعود إلى مراعي النحل ، يا سيدنا ، لأحدثك عن مراعي السِدر ، التي يأتينا نحلـُها بشيخ قبيلة العسل ! : عسل السِدر الجبلي،


هو عسلٌ ، أكلهُ يُبهِجُ الروحَ و يجلي البصيرة ،

،


قصتك اليوم ، سيّدي ، أخذتني إلى واحدة من دوحات السِدر ،


دوحة سيّدي شهيد الكلمة ، مولانا الحلاج ، عليه رضوان الله


،



قصتك اليوم ، ذكرتني بثلاثياتهِ العجيبة :



( سُكوتٌ ثـُمَّ صَمتٌ ثـُمَّ خَرْسُ وعِلْمٌ ثـُمَّ وَجْدٌ ثـُمَّ رَمْسُ


و طينٌ ثـُمَّ نارٌ ثـُمَّ نورٌ وبَرْدٌ ثـُمَّ ظِلٌّ ثـُمَّ شمسُ


وحَزْنٌ ثـُمَّ سَهلٌ ثـُمَّ قَفرٌ ونهرٌ ثـُمَّ بَحرٌ ثـُمَّ يبسُ


وسُكرٌ ثـُمَّ صحوٌ ثـُمَّ شوقٌ وقُربٌ ثـُمَّ وَصلٌ ثـُمَّ أُنسُ


وفيضٌ ثـُمَّ بَسطٌ ثـُمَّ مَحوٌ وفَرقٌ ثـُمَّ جَمعٌ ثـُمَّ طَمْسُ )





عِباراتٌ لأقوام تساوت لديهم هذه الدنيا و فَلـْسُ

إلى آخر قوله ، رضي الله عنه








لماذا بدأت عباراتهم ، عليهم الرضوان ، بالـسكوتِ


و انتهت بالـطمس ِ؟





كأن شخصَ قصتك يعرف الإجابة
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 18/11/2010 الساعة 21h59
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 08h47.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd