هذا الكِيان الإنسانيّ الذي أحبّه بدون قيدٍ أو شرط ، و الذي أُكِنُّ له مشاعرَ صادِقة ً، لها مَـذاقُ الأُخـُوَّةِ و الصداقةِ و الألفةِ الإنسانية ..
يحلو لي ، أن أتناقش معه و أجادله ، كأنّماَ بيننا صداقة قديمة ، تمتد منذ عشرات السنين ،، كما يحلو لنا ، أن تتقاطـَعَ مُداخلاتـُنا هنا في المُنتدى ،، لننتجَ معاً ، الأفكارَ و المَرَحَ و التـَجَلـِّيات ..
و قد أثيرت إشكالية جدلية فلسفية ، عند عودتنا إلى ديارِنا ، حينَ " انفتـَحَ " موضوع الطعام ، و ما يصاحبه من عادات غذائية سيئة ، فحَدَّثنا الدكتور ثروت ، عن عاداتِهِ الغذائية المنظمة الصارمة ،
غير أن أبا مندور مِثلي ، " حَرِّيف أكل الشوارع و الحَواري " ، و زبون على عربات الكِبدة و المخ و السجق و البسطرمة ، و يهوى " السِّمين " أو ما يُسَمّى بالحَلـَوِيّات ، فبَدَوْنا " أبو مندور و العبد لله " مثل دكتور ليكتـَر ، أو " هانبيال " في عيون الدكتور ثروت ، الذي يكاد يكون نباتيّاً ، و لا يقربُ اللحوم ..
أما الإشكاليّة الجَدَليّة ، فتكمنُ في السؤال : ممَ تـَصنـَعُ الكمونيّة ، من الكِرشة ، أم من الفِشـّة ؟!
لقد أَصَرَّ الدكتور حسن ، أنها تـُصنـَعُ من الفِشة ، بينما تمَسّكَ أبو مندور برأيـِه الذي يؤكد أنها تصنعُ من الكِرشة ،، و أودُ أن أؤكد هنا يا سادة ، و بعدَ الرجوعِ إلى مصادر نسائيّة موثوق بها ، أنها تـُصنـَعُ من الكِرشةِ لا الفِشـّة
و رغمَ أن البعض لا يعرف الكمونيّة ، فضلاً عن الكِرشة و الفِشة ، و لكني أدعوكم هنا ، و من خلال منبر " سماعي " إليهما ، كما يدعو المنتدى إلى الطرب الأصيل
فكما نعتز بأصالة الغناء ، فإننا لا يجبُ أن نخالف ضمائرنا ، في الاعتزاز بأصالة المطبخ المصري ـ العربي ـ ، و لا نكيلُ بمكيالين
و اعلموا يا سادة ، أن تامر حسني و هيفاء وهبي و يوري مَرقدي و باسكال مشعلاني و بوسي سمير و سعد الصغير ، هم المُعادل الموضوعي للديليفـَري و التيك اواى ، من بيتزا و هامبورجر و ـ لا مؤاخذة ـ هوت دوج
كيف تسمحُ لكم ضمائركم ـ الأصيلة ـ أن ترفعوا سماعة الهاتف ، لتطلبوا " ديليفـاري " ، بينما تداعبُ أسماعكم أغنيات عبد الوهاب و الست أم كلثوم و عبد المطلب ، و الأخت فتحيّة أحمد ؟!
هل سمعتم عن " وَرَقة اللحمة " ؟!
إسألوا عنها أبو مندور ، الذي عاش ردحاً من الزمن في دمنهور ،، و التي " وَرَقة اللحمة " لو قـُيِّضَ لأحدِهِم أن يلتهمها ، ثم يموتُ بعدها مُباشرة ً، لماتَ مُرتاحَ الضميرِ ، نـَقِيَّ السَريرة !