اه مش ساعة ما كنا بنعيط عشان ترحمنا ؟؟؟
فعلا فاتتنا دى ,
لم يفت مضيفنا الكريم الاستاذ محمد الالاتى فى هذا اليوم الحار حاجتنا الى السوائل , فانهالت علينا المشروبات طوال المجلس حتى انى لم أره جالسا الا بعد أن نالنا كرم ضيافته فى الغداء ,
حين بدأ محاضرة موسيقية غاية فى الثراء حول الاوركسترا و الايقاع و كتابة النوتة و غيرها من الموضوعات التى اجاب بها عن أسئلتنا ,
و لكم ان تتخيلوا كيف كان الهرج و المرج و الاحاديث الثنائية و الثلاثية قبل محاضرته و كيف كان الاصغاء له و التحديق فيه طوال حديثه الشيق , فالكل مهتم بالموسيقى و الجميع عضو فى سماعى
و حين تكون الموسيقى و سماعى يكون محمد الالاتى المايسترو و الاستاذ و المُعلم ,
ثم حان وقت الموسيقى , و كانت المفاجأة الجديدة فى هذه الرحلة المليئة بالمفاجآت ,
قانون الدكتور أنس
هو ليس بقانون جديد يناقشه أعضاء البرلمان بخصوص الدكتور انس , و لكنه آلة القانون العربية الشرقية التى اخترعها الفارابى - على ما أعلم - لتكون عضوا هاما و مؤثرا فى اى تخت أو فرقة تمتهن الغناء الشرقى ,
أول مرة أرى القانون عن هذا القرب , و تحججت بمساعدة الدكتور انس لأتحسس هذه الآلة الرائعة و أمسّ أوتارها و أتأملها عن قرب , فالآلة تبدو عليها الاصالة و القِدَم الذى ينبئ بجودة صنعتها و متانتها و سلامة صوتها برغم ما مر عليها من سنين ,
و بدأ هو فى دوزان الاوتار بجهاز غريب يشبه الآلة الحاسبة أو المنبه الرقمى و هو يقول انه ليس بعازف للقانون و لكنه هاو له, ترك هذه الهواية منذ ثلاثون عاما و لم يمس القانون الا فى تونس ,
و حقيقة لانى سمعت عزفه مع اخواننا فى تونس فكنت اعلم مدى تواضعه فى هذا الزعم , و تأكدت ظنونى حين بدأ العزف منفردا " أروح لمين " ,
و صمتنا جميعا ليتكلم العضو الجديد فى مجموعتنا " قانون الدكتور انس " فما ابلغ ما قاله و ما أروع بيانه ,
فلم أسمع قبل ذلك اليوم القانون بهذا القرب و بدون اى مؤثرات او ميكروفونات ,
و جمال عزف و حنكة دكتور انس ألهبت أيادينا تصفيقا حين انتهى من عزفه المنفرد الشرقى الرائع ,
فهو موسيقى محترف يعلم جيدا كيف يؤثر فى أذن المستمع , و أين يجب ان يتمادى فى الحليات و الزخارف و اين يجب ان يمر مرور الكرام,
و استجاب فورا د. انس لطلب أخونا رائد لعزف السماعى العريان , و لا اعلم لماذا أصر رائد على طلبه بأن يكون السماعى عريانا ؟؟
ربما بسبب الحرارة الشديدة فى جو هذا اليوم.
و كم ضحكت حين بدأ تجاوب د. انس مع الاستاذ محمد الالاتى فى المقامات الموسيقية قبل بدأ اى مقطوعه , و التى أثبت أنه على علم و دراية كبيرة بهذه المقامات و يعلمها تمام العلم ,
إذن انت خبير و محترف يا دكتور انس و لست هاويا كما قلت .
امتعنا استاذ سيد المشاعلى بغناء "لا تكذبى" , و امتعنا الاستاذ محمد الالاتى بعزف " علمنى الحب" لصباح و " ايه هو دة " لنجاة بعدما حوّل الاورج العجيب الى بيانو كهربائى
و كم ابدع فى هاتين الغنوتين على وجه الخصوص
و استلم اسد الاسماعيلية استاذ حسن كشك الطبلة و كعادته دائما جلس فى المدرجات مع جمهور الدرجة الثالثة المشاغب , المؤلف من رائد و غازى و كمال عبد الرحمن
و كيف لا و هو لم يُخلق ابدا للمقصورة , هذا طبع حسن كشك, دائما مع الشعب , دائما وسط ابناء البلد , دائما ناطق بلسانهم ,
و لم يمنعه كونه عضوا فى التخت أن يخرج عن عزف "حبيتك بالصيف" الهادئ الرومانسى الحالم لعم محمد الالاتى , ليصيح استاذ حسن كشك فجأة مهيّجا الجماهير بغناء " جميل و اسمر " الغنوة الشعبية ذات الايقاع الثائر الصاخب , ليخرجنا من موود حبيتك بالصيف , و طبعا بمشاركة مشاغبى جمهور الدرجة الثالثة
الطريف انه حين يشير المايسترو للدكتور انس بأن يبدأ من "كرد النوى" , يقول استاذ حسن كشك " عازف الطبلة " : حااااضر
فيدير الطبلة بيديه حول محورها نصف دورة , مؤكدا انها كذلك مضبوطة على كرد النوى !!!