[QUOTE=abuzahda;313423]
هل رأى أحدكم "سُكَّرَ الزعفران" ؟!
هو سكر نبات ، خُلِطَ ماء بَلـْوَرَتِه بالزعفران ، فيكونُ كقِطع الماس قبل الثقل ، تبرز نتوءاته بزوايا حادة عند اللمسِ ، ناعِمة على البصر ، و قد سبحت بها مياسمُ ، لم تتحوَّل ، من الزعفران ، كأنها تشرع في الإنفلاتِ و قد منحت كتلة الحُلوِ من بذلها ، لون الذهب .
السُكر بالزعفران يشبه عمِّي كمال عبد الرحمن
لم أنتبه إلى هذه الحقيقة ، إلا و أنا أحاول وصفه – على عجالة – لأخي طارق العمري ، وجدتني أقول له ، بغير تفكيرٍ مُسبق ، أن عمّي كمال عبد الرحمن ، سكر بالزعفران
كلاهما ، تحتارُ لأي وجهة منه ، تنظر !
حتى أن عدد الشرفات التي بوسعِك أن تراه منها ، هو أمرٌ ، إلى اجتهادك ، مرجعه .
كلاهما حُلو
من يتصوّر أن منتدى الأدب و الشِعر بسماعي ، تستقيمُ دروبُه بغير سمعجي ، فلينظر حالنا بغير سمعجي .
على أي قطبٍ تدور رحانا ، إذا غاب ؟
من يعيدنا إلى مقاعِد الدرس ؟ إلاّه ؟ و يمنحنا من عصارة الروحِ ، صِدقاً و حيرة ؟
هل من عيوب التعوّدِ أننا نألف المعيّة ، كأنها نبضنا ؟ ، فلا نشعُرَ بمن نحن معهم ، شعورنا بلا افتقادهم إن همُ غابوا ؟
ستأتي أجيالٌ تحسدنا على أننا عاصرنا كمال عبد الرحمن ، كما نحن نفعل مع أولائك الـّذين عرفهم صلاح جاهين و عبد الرحمن الخميسي و كامل الشناوي ....
و لن يرهقنا البحث عن المتشابهات فيما بين هؤلاء و كمال عبد الرحمن
و لن يحزننا أن كمال عبد الرحمن قد جاء في الزمان الرديء ، لأننا أدركناه
تجاورنا بلادٌ تمنح المبدعين "أجازة تفرغ" ليواصلوا إبداع الحياه ، بغيرِ سعي على "لقمة العيش" ، و يحرموننا من تفرغ كمال عبد الرحمن !
عـُدتَ يا عمّي كمال ؟
***************
" لكأني في حضرةِ فان ٍفي ملكوتٍ بَرزَخِيّ ، لا يَعِيهِ سواك ،،
يا عَمّي سَـيّد " الشعراء "
تـُباغِتني بنقوشِ معابـِدِ خيالِكَ النائِية ،،
فينشرحُ صدري لمثولي في حضرةِ إبداعِك
إن مغامراتِك الوصفيةِ ،
لا تخضعُ لمسبوقِ القولِ و لا آسِنِ المعنى ،،
تتـَوَقـَّدُ ، فتوقِدُنا ،،
ترخي العنان لجيادِ خيالِكَ ،،
فنشهقً معك صُعودا ،،
تفنـَى ،، و تفنينا !
لم يسبق لي تذوّق السكر بالزعفران ،،
و لكنَّ رائعَ وصفِك ،،
يكادُ يُجري حلاوتـَهُ على لساني
و يا سيدي ،،
لقد طالما كنتُ مفتوناً بعجينةِ اللغةِ ،
و ألعابِها الناريةِ المُذهِلة ،،
جاهِداً النـَّأىَ عن مظــانِِّ الأخطاء ،،
يصِحُّ عزمي حيناً ، و تخذِلني أغوارُ أسرارِها حينا ،،
أَتى علىَّ الشِعرُ ، و ما أتيتُ عليه ،،
يُخضِعُ و لا يخضع ،،
يُساوِرُ و لا ينجَلي ،،
يُراوِدُ و لا يُفصِح
أُسِرُّكَ يا سيدي ،،
لقد بلوتُ المُرَّ من شجَرِ الشِعر ،،
و لذا ، أعشقه و أسخرُ منه ،،
أُداعِبُهُ بغِلظةٍ ، و أفنـَى فيه ،،
يستعصي عَلـَىّ فأستعصي عليه ،،
أسهرُ له ليالٍ ،
أُجاهِدُهُ لقنصِ صورةٍ ، أو معنى غير مسبوقٍ ،
فيسخـَرُ مِن تـَرَنـُّحي ، و يشيرُ إلى نجومِهِ العوالي
" صَحابَةِ فِتنتِهِ و جموحِهِ ، و ندامَى خمرِ الفناءِ في جَلـَلِهِ و أبهائِهِ "
فتساورني قولة أبي نواس :
لا أذوُدُ الطيرَ عن شجرٍ ،، قد بلوتُ المُرَّ من ثمرِه
و جوارِحُ الطيرِ في زمننا ، تكالبت على شجرةِ الشِعر ،،
و اختلطَ الحابلُ بالنابل ،،
فلا يَدري جـُلُّ الناسِ الذين فقدوا حواسَّهم الخمس ،،
أيُّهُمُ الكروانُ و الكَنارِيُّ و الطاووس ،،
و أيُّهُمُ الغرابُ و البومة ُ و الحَدَأة !
و إنـِّي ـ جُعِلتُ فِداكَ ـ ،
يتوَجَّبُ عَلىَّ اجتياز بحرٍ من المعارِفِ و العلوم ،
لأكونَ جديراً بما نعتـَّني بهِ من تامِّ الأوصاف و بليغِ المَحاسِن ،،
أُعيدُ هذه الأيّامَ قراءة المتنبي ،،
و أتعَجَّبُ لجحافِلِ الشعراء الذين تجرّأوا على الشِعرِ بَعدَه ،،
و أنـَّى لي !
زعفرانُ سُكـَّرِكْ ،،
مشروط ٌ تذوّقهُ بامتلاك حاسةٍ سادسة ،،
فأشكرُ حُسْنَ ظنـِّكَ بي
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال