الرِجـَال
فاعِل أمر الأبوّة ، سيدي الدكتور أنس البن
قائِد كتيبة الفرسان ، النبيل محمد زمنطر
عمِّي الحبيب ، الموَّال المصري الحي ، محمود سعد
أستاذي الجميل ، برمة الطينة الطاهرة ، الإنسان كالشاعر ، الأستاذ رائد عبد السلام
عمِّي ، صاحِب المروءَة و الإحترام ، الأستاذ صلاح السويفي
عمِّي الثائر كأسد ، الحالم كبنفسجة ، حسن كشك
البرنس الأصلي الأصلاني الأصيل ، عمُّورة القلوب ، البازغُ نجمُه ، عمرو باشا التحفجي
أخي الجميل ، فارط حبّات البوْح ، الأستاذ طارق العمري
صديقي الحبيب ، الحائر بين الطبيب و "الفنان" ، الفنان الدكتور محمد درويش
الصديق الشهم ، الذي منحني أبعاداً جديدة لمعانٍ قديمة ، المثقف بلا ادعاء ، دكتور محمود
أبو قلب من غير "سور" ، صاحب تثبيت و ثبات و ثبوت سور الأزبكيّة ، عمي يحيى زكي
وسط مدينة الأمومة ، الست ناهد هانم
عصر الطيوب ، الخِلّ الطروب ، جار المحبوب ، "عصفوري يمّة" ، أستاذي الشاعِر جمال فتحي
أختي ، مزنة الطيوب ، الرائعة دوماً ، منال
صاحب الوقار ، الفاعل بالقول كما القائل بالفعل ، وجه شبرا الضاحك ، الأستاذ ياسين
أستاذي الحادُ كالنقدِ ، الحاني كالشِعر ، الشاعِر و الناقِد الكبير ، الأستاذ يوسف أبو سالِم
إبنتي الدَهِشَة المدهشة ، التي يحلو لنا إعادة الفكرة ، بعدما تمرّ بها عيون المها
الفارس السكندري ، الآخِذُ من الصعيد خير ما فيه ، و من "الثغرِ" أخير ما فيه ، أخي محمد أبو مندور
أختي طازجة الأحاسيس الرقيقة ريا
أخي النقي كقطرة ندى كثفها برد وِرْدٍ من قلب تقي في ساعة إجابة ، إسلام
أختي ، بنت البلد ، التي يشبه هزلها الجد ، من ثراء التجربة الست عفاف سليمان
أخي الذي لا يليق بمن عرفه أن يجعل مكانه خارج القلب ، عاصمة المحبة السماعية ، فؤاد عبد الحميد
الأبضاي الطيّب ، الخلطة السرّية للحجار السود و البيوت البيض ، الزلمى الأبضاي أبو الطل
أخي في الأدب ، و زميلي في النقابة ، المفطور على الإحترام ، الباشمهندس إيهاب عامر "هوبة"
"أنا" صلاح علام ، الذي ، أوشكت على إنهاءِ ديوانٍ في وصفه ، بينما يخونني الشِعر
سادتي ،
و لم يكن تتالي أسماءكم الكريمةِ ، عن ترتيبٍ له حَسَب ، و لم يكن ورود أسماءٍ نسائية بين الرجال ، إلا من بابِ القصد . فهي أسماءٌ لمن يحق في كلٍ منهن قول القائل:
لو أَنَّ النساء كمثلِ هَذِي .... لفضلت النساءُ علي الرجالِ
فلا التأنيث في اسم الشمسِ عَيْبٌ ... ولا التذكير فخرٌ للهلالِ
هل رأى أحدكم "سُكَّرَ الزعفران" ؟!
هو سكر نبات ، خُلِطَ ماء بَلـْوَرَتِه بالزعفران ، فيكونُ كقِطع الماس قبل الثقل ، تبرز نتوءاته بزوايا حادة عند اللمسِ ، ناعِمة على البصر ، و قد سبحت بها مياسمُ ، لم تتحوَّل ، من الزعفران ، كأنها تشرع في الإنفلاتِ و قد منحت كتلة الحُلوِ من بذلها ، لون الذهب .
السُكر بالزعفران يشبه عمِّي كمال عبد الرحمن
لم أنتبه إلى هذه الحقيقة ، إلا و أنا أحاول وصفه – على عجالة – لأخي طارق العمري ، وجدتني أقول له ، بغير تفكيرٍ مُسبق ، أن عمّي كمال عبد الرحمن ، سكر بالزعفران
كلاهما ، تحتارُ لأي وجهة منه ، تنظر !
حتى أن عدد الشرفات التي بوسعِك أن تراه منها ، هو أمرٌ ، إلى اجتهادك ، مرجعه .
كلاهما حُلو
من يتصوّر أن منتدى الأدب و الشِعر بسماعي ، تستقيمُ دروبُه بغير سمعجي ، فلينظر حالنا بغير سمعجي .
على أي قطبٍ تدور رحانا ، إذا غاب ؟
من يعيدنا إلى مقاعِد الدرس ؟ إلاّه ؟ و يمنحنا من عصارة الروحِ ، صِدقاً و حيرة ؟
هل من عيوب التعوّدِ أننا نألف المعيّة ، كأنها نبضنا ؟ ، فلا نشعُرَ بمن نحن معهم ، شعورنا بلا افتقادهم إن همُ غابوا ؟
ستأتي أجيالٌ تحسدنا على أننا عاصرنا كمال عبد الرحمن ، كما نحن نفعل مع أولائك الـّذين عرفهم صلاح جاهين و عبد الرحمن الخميسي و كامل الشناوي ....
و لن يرهقنا البحث عن المتشابهات فيما بين هؤلاء و كمال عبد الرحمن
و لن يحزننا أن كمال عبد الرحمن قد جاء في الزمان الرديء ، لأننا أدركناه
تجاورنا بلادٌ تمنح المبدعين "أجازة تفرغ" ليواصلوا إبداع الحياه ، بغيرِ سعي على "لقمة العيش" ، و يحرموننا من تفرغ كمال عبد الرحمن !
عـُدتَ يا عمّي كمال ؟
هذا ، إذاً ، هو الـ "نايس داي" الذي يتقاذفه "الكنادوة" عند كل لقاء ! ، الآن عرفت ما معنى أن يكون يومي نايس
رحت أنظر في بريدي الإلكتروني ، فوجدت صلاح علام يزف لي البشرى : كمال رِجع
جملة مُفيدة ، خالص ، من كلمتين
كمال رِجع
فبعدُكَ لا شِعْرٌ سأنزفه ، و لا لمستُ حروفاً في قوافيها
سادتي
لأني أخاطبكم ، رجالا ، بمفهومي الراسخ كالعقيدة لمعنى الرجولةِ ، أتحدَّث عن عمّي كمال عبد الرحمن ، دون خوفٍ من شُبهة النفاقِ ، أن تلحق بي ، و لا نفايا الرياءِ تلوثني .....
و لا أظنني أضيفُ إلى عِلمُكم الشريف ، مهما أجرى الله على لساني من بديعِ القولِ ، وصفاً لوجهِ من إشراقات السكر بالزعفران .
و ليس لتأدبي أن أتطاول إلى حيث وصف عمّي كمال عبد الرحمن ، لكنه حُبُ عيني للنظر ، يسوقني حبواً نحو رياضِ أنوارِه ، متشبثاً بما يلقيه عليَّ من هالاتهِ.
*
*
عندما وطأ غيابه قلبي ، هذه المرّة ، شَعُرتُ أن شيئاً يُفكك دُوسُرَ ألواحي ، التي بها أمخر عباب بحور الشِعر و الفِكر و الحياه .
فمَن يَجِد في كلامي هذا ، من مُبالغة ، فليقلب الصفحةَ ليرحم رأسه من الصداع ، و قلبي ، من القيود ...
و من منا لا يحلم بصاحبٍ يُشبه كمال عبد الرحمن ؟ نغتني ، معه ، عن الحاجة إلى تقديم "مذكرات تفصيلية" ، تبيّن مقاصدِ قولنا؟ ، فتكون المكاشفة و المشاففة و المشافهة ، أفعالاً ، منا ، تُشبِهُ التنفس . هل نُفَكِرُ في إدارة حركتي : الشهيق و الزفير ؟
عمّي كمال عبد الرحمن ، لا يُرهقنا بمناقشة البديهيات . و هو كالصداقاتِ القديمة التي تجاوزت "إعادة النظر" عبر سنين من الأخذِ و الرَد .
*
*
فَرَحي بعمّي كمال عبد الرحمن ، كفرحي بكم أيها الرجال ، يفوقُ فرحي بما أعجبكم مني ، حيثُ الفرح بالمواهب يُفسدهُ الخوف من سلبها . أما الفرح بالصحبة ، فَصِنْوُهُ العزم على صيانة الصحبة بريِّها من ندى الروح.
يعود عمّي كمال عبد الرحمن ، بالصحوِ إلى سماءنا ، كأن غيومنا تستحي منه ، فنرى تلألؤ النجوم ، بغير إجهاد بصر.
ألا ترون النجم الأشهب عمرو التحفجي ، و قد عادَ يضيء الأنفسَ بأنوارِ البهجة ؟
حركةُ الأفلاك لا تحكمها الصُّدَف ، و إن بدت - للبعضِ- محض مصادفات .
فلنعد إلى سيرتنا الأولى ، نفرح معاً بالكتابة