* : ياسر المظلوم (الكاتـب : anas2006 - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 06h36 - التاريخ: 31/10/2025)           »          صور الفنانين / تلوين (حديث) لأبو برهان .. (الكاتـب : أبو برهان - - الوقت: 02h12 - التاريخ: 31/10/2025)           »          مها صبري- 22 مايو 1932 - 16 ديسمبر 1989 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : محمد الصباح - - الوقت: 22h14 - التاريخ: 30/10/2025)           »          أحمد سامي- 29 نوفمبر 1929 - 12 يونيو 2005 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : محمد الصباح - - الوقت: 21h39 - التاريخ: 30/10/2025)           »          سالم أمواس (الكاتـب : Edriss - - الوقت: 21h09 - التاريخ: 30/10/2025)           »          حفل غنائى من إذاعة الأغانى (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 19h37 - التاريخ: 30/10/2025)           »          مايز البيّاع (الكاتـب : نور عسكر - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 15h37 - التاريخ: 30/10/2025)           »          شـــادي جميل (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 15h22 - التاريخ: 30/10/2025)           »          ميشيل بريدي (الكاتـب : kabh01 - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 09h54 - التاريخ: 30/10/2025)           »          خليل المير (الكاتـب : غريب محمد - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 09h52 - التاريخ: 30/10/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 21/02/2009, 05h58
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

البينما - 2


نـُزهة

الآن فقط ، عرف ماذا يقول شارع "جسر البحر" لشارع "شبرا" عندما يلتقيان عند ميدان "الخلفاوي".

كان يحيّره هذا السؤال: ترى بما يتجادل الشارعان عند الملتقى؟

شارع جسر البحر المتواري إلى الظل ، وهو وقود شهرة شارع شبرا ، إختصر الدنيا كلها بين ضفتيه و عجن أسفلته بالأسرار .

بينما شبرا "شارع الأفندية" كان من حظه الوصول إلى "وسط البلد" بلا استداراتٍ لقضبان الترام. وبه أسموا الحيّ : شبرا.


سَمِعَه يهمس على استحياءٍ متأنق إلى جسر البحر الواصل بإصرارٍ فوق موازاة النيل ، رغم إجهاد العابرين عليه من كل مصر.


نظر غرباً صوب النهر .. مازالت جزيرة "الورَّاق" راسيةً تُشَرِّع مداخن "الصّوبّات" كأنها أوتادٌ هبطت من السماء تثبت الجزيرة بصفحة الماء.

لما حرَّمَت الحكومة صناعة "الطوب الأحمر" الذي فض بكارة الحقول بالتجريف ، ظلت "الأوتاد" متشبثة بدخانها ، تُخرج "الطوب الطَّفْلي" إلى الإعمار وتمنع الجزيرة من الإنصياع لجريان النهر شمالا.

فرِحَ لأنه أحصى عدد المداخن هذه المرّة ، لم تَحُلْ بينهما أبراج أغاخان بتعاليها السافر.

ثم أرسل قبلة اشتياق إلى الكازينو الساهر قبالتها بالشاطئ.
تذكر مكانه الذي كان فضاءً من "الهيش" يحتضن "عيال الحي" الهاربين من الرقباء للتدخين .
فلما كبروا و نبت الكازينو فوق "الهيش" ليحتضن العشاق ، واصل عيال الحي مراوغة الرقباء إليه ، لما استحالوا دخاناً تصّاعد حلقاته إلى التلاشي.


مالوا يحملوه لجهة المسجد . حادت حافلة عامة عن الطريق تفسحه للجنازة.

لمح سائقها يتمتم شاهراً سبابته فابتسم ، حتى إذا اصطف بالحافلة يوقفها لقراءة الفاتحة ..

ضج بالضحك متذكراً "الهايص" سائق هيئة النقل العام عندما كان يستوقفه الشوق إلى "حرق حجرين" ....

: الأتوبيس عِطِل يا اخواننا ، اللي مستعجل ياخد ميكروباص ....

بينما "حركات" يجمع أوراق الكوتشينة من طاولة المقهى على الرصيف المقابل ليحمل ما انتقاه من "وجاء النار" بمصفاة يلوح بها طرباً ، حتى يلقى "الهايص" عند "الخُنْ".


تاركين ابن "العايق" الميكانيكي يحاول إصلاح عطل الحافلة وسط دعوات الركاب بالتوفيق.


أتم السائق الفاتحة ، ثم أخذ منديل قفاه يمسح به الزجاج الأمامي . والنعش يمخر الجموع بمحاذاة النوافذ ليواصل الركاب دعواتهم بالرحمة و المغفرة للمرحوم ، بينما هو يتمنى أن يعود إليه ذلك الأثير الذي غادره قبل الغسل برعشة خشنة.
أو مايكفي منه لتحريك لسانه فينادي من نعشه على المشيعين:

أيها المكتوبون على الثلج لانتظار الشمس ، إني أحبكم فتحابوا لتقللوا من مرَّات الندم ......

كان يرجو الله ، الرجوع وهم ينزلوه بركن المسجد ذاهبين إلى الوضوء.
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25/02/2009, 22h25
الصورة الرمزية منال
منال منال غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:61078
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 276
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

أستاذي الكريم الشاعر والقاص المتألق

سيد أبو زهده

مساؤك معطر بذكر الرسول

"البينما" كانت هذه القصة هي أول ماقرأت لك من نتاجك القصصي ، واليوم نحن مع الجزء الثاني منها، لقد تاه فكري وأنا اتأمل هذه العوالم الملكوتية من خلال قصتك، في لحظة انفلات الروح من جسم المادة إلى عالم البرزخ حيث الرؤى الروحانية العلوية من فضاء فسيح رحب متخم بالإحالات والدلالات والاسرار الأزلية والسرمديه الحائرة ،،
فأول ما أثار فضولي إلى هذه القصة هو هذا العنوان المغري ، الذي فتح لنا شهية القراءة وجعلنا نتكشف على كل الوظائف الإغرائية للقصة ، في الغوص إلى اعماقها وتجلياتها ووضع الاسئلة والبحث عن اجابات لها،،

وأنا اقرأ القصة تذكرت قصيدة استاذنا كمال عبد الرحمن إيقاع الموت فصرت أردد :

كــلُّ ثانيةٍ تــعلنُ الموتَ
تقرعُ ناقوس بدءِ الحداد

وايضا لقد قرأت القصة مع سماع النفحة اليومية من روائع الموسيقى الآليه بأنامل واختيارات سيادة الرئيس ، وتحديدا مع نفحة اليوم " طلع البدر علينا" فصرت أتامل وافكر في تجليات هذه القصة من رؤية طيف الحبيب محمد ، من عالم النور ، لا ادري لماذا فكرت في ذلك ؟؟

قد تكون قد رأيت ذلك ، ومن يكتب القصة بعين البصيرة أو مايسمى " العين البرزخية " فتحماً ولزاماً أنه رأى الكثير في عالم اليقظة من خلال رؤية الحقائق لا من العين المادية ولكن بعين القلب كما قال القرآن " فكشَفْنَا عنكَ غطآءَكَ فبَصركَ اليومَ حديدٌ" ، فمن يقرأ القصة يظن أنها حقيقة فعلا قد حصلت للقاص ، مما وصل إليه من اليقين والإبصار، وبمافتح به عينيه اللتين هما للقلب ليشاهد بها الحقائق من العالم العلوي حيث سر الملكوت ،،

لقد أخذتنا من خلال القصة إلى مصر وإلى شوراعها وحاراتها وطرقاتها، وكانت القصة عابقة برائحة الفسطاط ، من شارع شبرا إلى الحافلة وإلى الكازينو وجزيرة الوراق والمسجد ،،

والحدث التي تركزت عليه القصة هو تنقل هذا النعش وماصاحبه من مواقف ودلالات واشارات وافكار كثيرة معنونة في أفق الروح الحائرة ،،

فصرنا نتتبع بشغف وصول هذا النعش إلى مثواه الأخير ، ونحن نستمع بتبتل وصمت ورعب إلى ما تتحدث به هذه الروح من همس وبوح وكلام ،،

خاصه هذه الخاتمة

أو مايكفي منه لتحريك لسانه فينادي من نعشه على المشيعين :
أيها المكتوبون على الثلج لانتظار الشمس ،إني أحبكم فتحابوا لتقللوا من مرَّات الندم ...
كان يرجو الله ،الرجوع ، وهم ينزلوه بركن المسجد ذاهبين إلى الوضوء .

حديث جميل يشع بابواب الحكمة والعبرة ، عميق كل العمق في المضمون الدلالي الحقيقي ،،

لقد أستمتعت بقراءة هذه القصة سواء في توهج الشمعة الأولى أوفي تقرير الشمعة الثانية ،،

أطال الله في عمرك ، وفي عمر كل من يمر هنا ،،

همسه

استاذي الكريم

لقد خجلت كثيراً من توقيعك ، وانا اعجز عن التعبير بما يليق بهذه اللفته الكريمة التي اتصاغر عندها في خجل وحياء ،


دمت بخير وكل العائلة الكريمة

مع خالص التقدير

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01/03/2009, 17h13
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال مشاهدة المشاركة
أستاذي الكريم الشاعر والقاص المتألق



سيد أبو زهده

مساؤك معطر بذكر الرسول

"البينما" كانت هذه القصة هي أول ماقرأت لك من نتاجك القصصي ، واليوم نحن مع الجزء الثاني منها، لقد تاه فكري وأنا اتأمل هذه العوالم الملكوتية من خلال قصتك، في لحظة انفلات الروح من جسم المادة إلى عالم البرزخ حيث الرؤى الروحانية العلوية من فضاء فسيح رحب متخم بالإحالات والدلالات والاسرار الأزلية والسرمديه الحائرة ،،
فأول ما أثار فضولي إلى هذه القصة هو هذا العنوان المغري ، الذي فتح لنا شهية القراءة وجعلنا نتكشف على كل الوظائف الإغرائية للقصة ، في الغوص إلى اعماقها وتجلياتها ووضع الاسئلة والبحث عن اجابات لها،،

وأنا اقرأ القصة تذكرت قصيدة استاذنا كمال عبد الرحمن إيقاع الموت فصرت أردد :

كــلُّ ثانيةٍ تــعلنُ الموتَ
تقرعُ ناقوس بدءِ الحداد

وايضا لقد قرأت القصة مع سماع النفحة اليومية من روائع الموسيقى الآليه بأنامل واختيارات سيادة الرئيس ، وتحديدا مع نفحة اليوم " طلع البدر علينا" فصرت أتامل وافكر في تجليات هذه القصة من رؤية طيف الحبيب محمد ، من عالم النور ، لا ادري لماذا فكرت في ذلك ؟؟

قد تكون قد رأيت ذلك ، ومن يكتب القصة بعين البصيرة أو مايسمى " العين البرزخية " فتحماً ولزاماً أنه رأى الكثير في عالم اليقظة من خلال رؤية الحقائق لا من العين المادية ولكن بعين القلب كما قال القرآن " فكشَفْنَا عنكَ غطآءَكَ فبَصركَ اليومَ حديدٌ" ، فمن يقرأ القصة يظن أنها حقيقة فعلا قد حصلت للقاص ، مما وصل إليه من اليقين والإبصار، وبمافتح به عينيه اللتين هما للقلب ليشاهد بها الحقائق من العالم العلوي حيث سر الملكوت ،،

لقد أخذتنا من خلال القصة إلى مصر وإلى شوراعها وحاراتها وطرقاتها، وكانت القصة عابقة برائحة الفسطاط ، من شارع شبرا إلى الحافلة وإلى الكازينو وجزيرة الوراق والمسجد ،،

والحدث التي تركزت عليه القصة هو تنقل هذا النعش وماصاحبه من مواقف ودلالات واشارات وافكار كثيرة معنونة في أفق الروح الحائرة ،،

فصرنا نتتبع بشغف وصول هذا النعش إلى مثواه الأخير ، ونحن نستمع بتبتل وصمت ورعب إلى ما تتحدث به هذه الروح من همس وبوح وكلام ،،

خاصه هذه الخاتمة

أو مايكفي منه لتحريك لسانه فينادي من نعشه على المشيعين :
أيها المكتوبون على الثلج لانتظار الشمس ،إني أحبكم فتحابوا لتقللوا من مرَّات الندم ...
كان يرجو الله ،الرجوع ، وهم ينزلوه بركن المسجد ذاهبين إلى الوضوء .

حديث جميل يشع بابواب الحكمة والعبرة ، عميق كل العمق في المضمون الدلالي الحقيقي ،،

لقد أستمتعت بقراءة هذه القصة سواء في توهج الشمعة الأولى أوفي تقرير الشمعة الثانية ،،

أطال الله في عمرك ، وفي عمر كل من يمر هنا ،،

همسه

استاذي الكريم

لقد خجلت كثيراً من توقيعك ، وانا اعجز عن التعبير بما يليق بهذه اللفته الكريمة التي اتصاغر عندها في خجل وحياء ،


دمت بخير وكل العائلة الكريمة

مع خالص التقدير
أختي الرائعة
منال
رغم غيابي عن "النت" بالفترة السابقة ، إلا أن هذا الجزء من روائعك قد قـُرئ لي من البيت ، مما زاد شوقي إلى العودة للرد على سحرك البديع.
"البينما" ، كما يعرف المتحملين قربي منهم ، هي "سيرة ذاتية" للكاتب (!!)
و لأني أعلم أن كل السِيَر الذاتية كاذبة ، فقد علمت أن الموتى لا يكذبون . وعليه حاولت أن أبدأها من "هناك" ، آمِلاً في الصدق.
و سوف تكون - بمشيئة الله تعالى- على شكل صور قصصية متتابعة ، تحايلاً مني على الوقت الذي يحول دون إنجاز "رواية" .
*
*
*
أما عن "التوقيع" ، فإني لا أملك من فنون البيان ما يعينني على تصوير ما أحدثه ردك على
الشاعر الرائع الأستاذ ثروت سليم
ذلك الرد الذي اقتبست من أنواره توقيعي
خاصة جملة :
أكتب بإملاءٍ من البحر
هذه الجملة يا منال أطلقت شهقة ، جف لها حلقي (...)
فكم مليون عابر على الشطوط كل يوم لا يرى البحر ؟

إقتباسي من أنوارك لتوقيعي ، شرفٌ للتوقيع و صاحبه
يا منال
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02/03/2009, 09h03
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

" البـيـنـما "



فانتازيا واقعية !


نصٌ غير معتاد ، نجح في استدراجنا إلى عالمه ( الميتافيزيقي )

، و رغم وضوح المفارقة الأساسية ،
و اتساع المسافة الذهنية ، بين عالمى الروح و الواقع ،
إلا أن هذا ( التلاحم ) المدهش بينهما ،
و الذي جعل من الحدثِ ، نسيجاً واحداً ، تتفاعل فيه ( الروح المُحَلقة ) ،
مع عالم ( الأرضيين ) ،
جعلت للسردِ ، حَبكته المشوقة الجاذبة ،،
و جعلنا نتلذذ بتلك المفارقة ،
و نلتهم سطور القصة في شغف
القاص ، لم يخاتل القاريء ،
فاستهل نصه بالمحتوى الدِلالي لثنائية
( عالم الواقع / عالم الروح )


" تـََحَلـَّقَ بسقف الغرفة يُحملق فى جسده المسجى ،،،،"

و آلياً ، نجد المتلقي ، يرى من خلال
( الروح البرزخية ) ، فيتمتعُ بخاصيتين :
التحليق ، و الرؤية الثاقبة للنفس البشرية ،،
فتتحققُ المعادلة الحلمية المُلِحة ،
و المستقرةُ في ( العقل الباطن ) لكل بَشـَرِيّ :

التخلصُ من كثافة الجسد ،،،
إدراك ما لا يمكن إدراه بالحواس الخمس ( القاصرة ) !


إذن ، كان هذا الولوج ( المُباغِت ) ،
بمثابة ( إبهار و تسامٍ ) ، و انتزاع ( للقاريءِ ذاتِه ) ،
من طينته الخاضعة لقانون الجاذبية ( البغيض ) ،،

و تلقائياً ، يتبنى القاريءُ ( حالة الروح ) ،
بل يتقمصها ، و ينفعلُ مِن خلالها ،
و يستعيرُ ( رؤية ً ) ثاقبة ً ،
تجعله ( يَعي ) ما في عالمِ ( الأحياء ) مِن ترّهاتٍ و خداع ٍ و منظومة علاقاتٍ زائفة

الروح هنا ، تجاوزت ( الطينة ) الإنفعالية للبشر ،،
و صِرنا نتابعُ العملَ من خلال بُعدينِ ِ ( مرئيٌ ، و لامرئي ) ،،
و فيهما ، نجح كاتبنا في تشريح اللحظة ،
و رصد التفاصيل الصغيرة ، المُحَمَّلة بطاقةٍ إيحائيةٍ دالة ،
مثلاً :

ينتفض السرير و لا يهتز الجسد ،،،
....فذابت في جَلبة الواقفين ،،،
....مأكولة الوجه بنظارة ،،،

و كذا : ( تدير محبساً حول إصبعها ) :

هذه الجملة الدلالية الموجزة ذات التكثيف البارع ،
تم بها ، اختزال شخصية الخطيبة ،
و تركت في نفس القاريء انطباعاً قوياً و حاداً ،،

فالخطيبة ( التي من المفترض بداهة أنها الحبيبة المخلصة المتعلقة بالمتوفي ) ،
لا تنشغل سوى بذاتها ،،
و تتوجس من مستقلبها ،، بعد موتِ ( مشروع الزواج )
و ليس الحبيب ، ( تدير محبسا ) :

إنها تدير أفكارها و تـُقـَلـِّبُها ،
و توشك على نزع ( رمز الرِّباط المقدس ) ،
الذي انتقل أحد طرفيه إلى حيث لا عودة ،،
و عليها أن تجدَ من يسد هذا الفراغ ( الدنيوي ) أو المادي !

و لماذا ( ،،،، منديلاً عَطراً ) ،،
و لم يكن ( منديلاً ) و كفى ؟!
( الخطيبة ُ ) لا تهملُ واحدة ً من مفرداتِ زينتها الأنثوية ،
في موقفٍ لا يحتملُ ( تجَمُّلاً ) !،،

هذا المنديل العطر ، الذي برق معناه كالفلاش ،
ترك إيحاء ً بـِسِمات شخصية الخطيبة ،،
بل و أعماقِها النفسية

( ألم تخبرنا تلك اللمحة ، أن تلك الفتاة : أرضية بامتياز ،
منشغلة بذاتها ( أنانية ) ، لا تهملُ استعراضَ أنوثتها ،
رغم فداحة الحَدَث ) !

تذكرني هذه اللمحة العبقرية ، بمقولة شهيرة لبرنارد شو :

( إن أمرأة ً ازدادت شفتاها احمراراً ، لموتِ زوجها ! )

أما دفن وجهها في المنديل ،
فهو طمس لملامِحها النفسية الغير عابئة
بالقدر المناسب للمصاب الأليم !

تلك تركيبة ،، تم رسمها بدقة متناهية ،
و كأنما ( القاص ) حبس دخان التفاصيل ،
في قمقم الإيحاء !


القاص ، تناول الشخوص ، بضمير الغائب ،
و سرَد الأحداث التي تخص الجانب الواقعي ،
من وجهة نظر محايدة ، و بصوتٍ يعادل ( حيادية ) الكاميرا ،،

و فضـَّلَ أن يتحسس ( إنفعالات ) الروح ،
لنتبنى ( نحن ) تلقائياً ، تلك الإنفعالات :

... إستحالت دهشته إعجابا حين جرب ذلك بذراعه،
ثم كتفه ،،،
... كرر ذلك لاهياً كطفله الذى كانه ،،،،

... تمنى لو أن الجنازة تمر من هناك ،،،،

... ساءه أن يراه في جنازته ،،،


بـِنية الجُملة :

لنتأملَّ مستهلات المقاطع الإنتقالية :

( تحلق ،، إنزوت ،، ،، دخل ،، تسلل ،، وجد ،، إحتواه ،، ساءَهُ ،، )

فالفعل الماضي باعتباره أحد عناصر السياق اللغوي ، و يعبر عن حدث + زمن ،، يؤكد على اضطراد المشهد ، في حيز الزمن ، و يصنع نمطاً بنائياً ، يقوم على تعاقب الحدث ، و تحركه ..

بعكس الجملة الإسمية ، التي لا تتحرك في فضاءٍ زمني ، و يَغلب فيها ( الوصفي و التأملي ) على ( الدينامي ) ،، إلا أن كاتبنا ، لم يغفل العنصر ( الوصفي ) ، متجاوزاً شرِكَ ( الأفكار التجريدية )
التي قد تفرضها عليه ، هذه الحالة الميتافيزيقية ،

و اضطرادُ الحَدَث ،، يدفع إلى التشويق ، و التحفز للتعرف على الحدث التالي ، و قد أضاف الكاتب عنصر المتعة ( البصرية ) ، بالإشارة إلى إمكانيات الروح المحلقة ، مستنفراً فينا تهويمات ( الطفولة ) التي لم تغادرنا : فهو ( الروح ) يمرق من دائرة حرف الميم :

( تسلل عبر " ميم " المغسلة )

،، يشطح بنا شطحة ميتافيزيقية ، تستهوي نزعتنا الطفولية و الحلمية ،، فالروح هي عيوننا التي نرى بها ،، و التبستنا حالة من التشويق و الجذب

شرطُ ( المتعة ) يتحقق بجدارة ، فتلك الحالة الحلمية ، تتنفس في عقلنا الباطن :

لكنه رأى إصبعه يخترق الحائط ، إستحالت دهشته إعجابا حين جرب ذلك بذراعه، ثم كتفه ..... )

الكاتب هنا ، يخرق الحائط ( الثالث ) في السرد ( إن جاز التعبير ) ،
و يطلق العنان لخيال لا يخضع لمنطق الرؤية الواقعية ،، فالذات الخالصة ، تحررت من الجسد الثقيل ، و صرنا مُمَهَّدين لتوقعاتٍ لا متناهية ،،


وَمَضــات :

ـ ( بينما ) ظرف زمان ، و يأتي بمعنى ( وقوع الحدث فجأة ً ) ، و دخول ( ال ) التعريف عليه ، بمثابة استيلاد لفظٍ ( دال ) ، يقصد به الكاتب ( تعريف أو توصيف أو رصد حالة بين حالتين ) ،
و ما الحالة ، إلا لحظة الإنعتاق من الجسد ، و بقاء الروح معلقة ً بين أرض ( البغض ) و سماء الخلاص !

ـ القاص ، يرصد حالة ال ( بينما) ، مسكوناً بهاجس الموت ،،، في سرديةٍ لا تخلو من شاعرية :

" راح يتفرس ذلك المشهد من علٍ ولذة ألم الإنعتاق من كثافة بدنه تغمره بهدأة أبدية "

" هام سابحاً فوقهم يتأمل ،،، "


ـ نستطيع أن نلمس المستوى البنائي للزمان والمكان بوضوح ،، فكأنما توزعا بالقسطاس ،، و المهارة و التميز في القصة القصيرة ، هو الحدث الكثيف في حيز زمني قصير ،،


ـ النص من أوله ،، ينتج نفس الأثر الإنفعالي ،، فلا يتقافز بين انفعالاتٍ متفاوتة التأثير

ـ الفاصل بين عقل المتلقي ، و هذا النص ، يكاد ينعدم ، لعدم طرح النص لإشكالية ، تستدعي وجهة نظر القاريء ، فما السرد هنا ، سوى كاميرا ترصد الحَدَث بحيادية باردة



ـ استطاع كاتبنا ، أن يتقمص حالة الروح المنعتقة ،و إشاعة تلك الحالة الطفولية التي تحلم بتجاوز فيزيقا الجسد


ـ لم يسهب القاص ، في تحليل عواطف الشخوص ، بل دلَّ عليها بإشاراتٍ خاطفة ، و ومضات مكثفة ، داخل مواقف تتداعى في لـُحمَةٍ واحدة


توقعي لانحياز ٍ تلقائي من القاريء ، لحالة ( البينما ) ، يعود إلى مهارة القاص الذي يسيطر على الحالة الإبداعية ، و يجعل من قارئه عنصراً حيوياً في العملية الإبداعية ذاتها ،، بمداعبةِ نزعته الحلمية للتحليق و الانعتاق من الجسد ، و التباس حالة ( الكشف ) كما عند المتصوفة ،،

و العملية الإبداعية في إحدى تجلياتِها ، هي خلقُ عالمٍ موازٍ ، يتجاوزُ الإدراكَ الحِسِيَّ المباشر ، و حالة الذهنية الإعتيادية ، إلى ( نَسَق ٍ ) من الإيهامِ الخـَلاَّق ، نتجاوز بها ( ظاهر الأشياء ) ، إلى جوهرها !

و هو ( بالضبط ) ، ما فعله القاص سيد أبو زهدة

__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02/03/2009, 15h21
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمعجى مشاهدة المشاركة
" البـيـنـما "




فانتازيا واقعية !


نصٌ غير معتاد ، نجح في استدراجنا إلى عالمه ( الميتافيزيقي )

، و رغم وضوح المفارقة الأساسية ،
و اتساع المسافة الذهنية ، بين عالمى الروح و الواقع ،
إلا أن هذا ( التلاحم ) المدهش بينهما ،
و الذي جعل من الحدثِ ، نسيجاً واحداً ، تتفاعل فيه ( الروح المُحَلقة ) ،
مع عالم ( الأرضيين ) ،
جعلت للسردِ ، حَبكته المشوقة الجاذبة ،،
و جعلنا نتلذذ بتلك المفارقة ،
و نلتهم سطور القصة في شغف
القاص ، لم يخاتل القاريء ،
فاستهل نصه بالمحتوى الدِلالي لثنائية
( عالم الواقع / عالم الروح )


" تـََحَلـَّقَ بسقف الغرفة يُحملق فى جسده المسجى ،،،،"

و آلياً ، نجد المتلقي ، يرى من خلال
( الروح البرزخية ) ، فيتمتعُ بخاصيتين :
التحليق ، و الرؤية الثاقبة للنفس البشرية ،،
فتتحققُ المعادلة الحلمية المُلِحة ،
و المستقرةُ في ( العقل الباطن ) لكل بَشـَرِيّ :

التخلصُ من كثافة الجسد ،،،
إدراك ما لا يمكن إدراه بالحواس الخمس ( القاصرة ) !


إذن ، كان هذا الولوج ( المُباغِت ) ،
بمثابة ( إبهار و تسامٍ ) ، و انتزاع ( للقاريءِ ذاتِه ) ،
من طينته الخاضعة لقانون الجاذبية ( البغيض ) ،،

و تلقائياً ، يتبنى القاريءُ ( حالة الروح ) ،
بل يتقمصها ، و ينفعلُ مِن خلالها ،
و يستعيرُ ( رؤية ً ) ثاقبة ً ،
تجعله ( يَعي ) ما في عالمِ ( الأحياء ) مِن ترّهاتٍ و خداع ٍ و منظومة علاقاتٍ زائفة

الروح هنا ، تجاوزت ( الطينة ) الإنفعالية للبشر ،،
و صِرنا نتابعُ العملَ من خلال بُعدينِ ِ ( مرئيٌ ، و لامرئي ) ،،
و فيهما ، نجح كاتبنا في تشريح اللحظة ،
و رصد التفاصيل الصغيرة ، المُحَمَّلة بطاقةٍ إيحائيةٍ دالة ،
مثلاً :

ينتفض السرير و لا يهتز الجسد ،،،
....فذابت في جَلبة الواقفين ،،،
....مأكولة الوجه بنظارة ،،،

و كذا : ( تدير محبساً حول إصبعها ) :

هذه الجملة الدلالية الموجزة ذات التكثيف البارع ،
تم بها ، اختزال شخصية الخطيبة ،
و تركت في نفس القاريء انطباعاً قوياً و حاداً ،،

فالخطيبة ( التي من المفترض بداهة أنها الحبيبة المخلصة المتعلقة بالمتوفي ) ،
لا تنشغل سوى بذاتها ،،
و تتوجس من مستقلبها ،، بعد موتِ ( مشروع الزواج )
و ليس الحبيب ، ( تدير محبسا ) :

إنها تدير أفكارها و تـُقـَلـِّبُها ،
و توشك على نزع ( رمز الرِّباط المقدس ) ،
الذي انتقل أحد طرفيه إلى حيث لا عودة ،،
و عليها أن تجدَ من يسد هذا الفراغ ( الدنيوي ) أو المادي !

و لماذا ( ،،،، منديلاً عَطراً ) ،،
و لم يكن ( منديلاً ) و كفى ؟!
( الخطيبة ُ ) لا تهملُ واحدة ً من مفرداتِ زينتها الأنثوية ،
في موقفٍ لا يحتملُ ( تجَمُّلاً ) !،،

هذا المنديل العطر ، الذي برق معناه كالفلاش ،
ترك إيحاء ً بـِسِمات شخصية الخطيبة ،،
بل و أعماقِها النفسية

( ألم تخبرنا تلك اللمحة ، أن تلك الفتاة : أرضية بامتياز ،
منشغلة بذاتها ( أنانية ) ، لا تهملُ استعراضَ أنوثتها ،
رغم فداحة الحَدَث ) !

تذكرني هذه اللمحة العبقرية ، بمقولة شهيرة لبرنارد شو :

( إن أمرأة ً ازدادت شفتاها احمراراً ، لموتِ زوجها ! )

أما دفن وجهها في المنديل ،
فهو طمس لملامِحها النفسية الغير عابئة
بالقدر المناسب للمصاب الأليم !

تلك تركيبة ،، تم رسمها بدقة متناهية ،
و كأنما ( القاص ) حبس دخان التفاصيل ،
في قمقم الإيحاء !


القاص ، تناول الشخوص ، بضمير الغائب ،
و سرَد الأحداث التي تخص الجانب الواقعي ،
من وجهة نظر محايدة ، و بصوتٍ يعادل ( حيادية ) الكاميرا ،،

و فضـَّلَ أن يتحسس ( إنفعالات ) الروح ،
لنتبنى ( نحن ) تلقائياً ، تلك الإنفعالات :

... إستحالت دهشته إعجابا حين جرب ذلك بذراعه،
ثم كتفه ،،،
... كرر ذلك لاهياً كطفله الذى كانه ،،،،

... تمنى لو أن الجنازة تمر من هناك ،،،،

... ساءه أن يراه في جنازته ،،،


بـِنية الجُملة :

لنتأملَّ مستهلات المقاطع الإنتقالية :

( تحلق ،، إنزوت ،، ،، دخل ،، تسلل ،، وجد ،، إحتواه ،، ساءَهُ ،، )

فالفعل الماضي باعتباره أحد عناصر السياق اللغوي ، و يعبر عن حدث + زمن ،، يؤكد على اضطراد المشهد ، في حيز الزمن ، و يصنع نمطاً بنائياً ، يقوم على تعاقب الحدث ، و تحركه ..

بعكس الجملة الإسمية ، التي لا تتحرك في فضاءٍ زمني ، و يَغلب فيها ( الوصفي و التأملي ) على ( الدينامي ) ،، إلا أن كاتبنا ، لم يغفل العنصر ( الوصفي ) ، متجاوزاً شرِكَ ( الأفكار التجريدية )
التي قد تفرضها عليه ، هذه الحالة الميتافيزيقية ،

و اضطرادُ الحَدَث ،، يدفع إلى التشويق ، و التحفز للتعرف على الحدث التالي ، و قد أضاف الكاتب عنصر المتعة ( البصرية ) ، بالإشارة إلى إمكانيات الروح المحلقة ، مستنفراً فينا تهويمات ( الطفولة ) التي لم تغادرنا : فهو ( الروح ) يمرق من دائرة حرف الميم :

( تسلل عبر " ميم " المغسلة )

،، يشطح بنا شطحة ميتافيزيقية ، تستهوي نزعتنا الطفولية و الحلمية ،، فالروح هي عيوننا التي نرى بها ،، و التبستنا حالة من التشويق و الجذب

شرطُ ( المتعة ) يتحقق بجدارة ، فتلك الحالة الحلمية ، تتنفس في عقلنا الباطن :

لكنه رأى إصبعه يخترق الحائط ، إستحالت دهشته إعجابا حين جرب ذلك بذراعه، ثم كتفه ..... )

الكاتب هنا ، يخرق الحائط ( الثالث ) في السرد ( إن جاز التعبير ) ،
و يطلق العنان لخيال لا يخضع لمنطق الرؤية الواقعية ،، فالذات الخالصة ، تحررت من الجسد الثقيل ، و صرنا مُمَهَّدين لتوقعاتٍ لا متناهية ،،


وَمَضــات :

ـ ( بينما ) ظرف زمان ، و يأتي بمعنى ( وقوع الحدث فجأة ً ) ، و دخول ( ال ) التعريف عليه ، بمثابة استيلاد لفظٍ ( دال ) ، يقصد به الكاتب ( تعريف أو توصيف أو رصد حالة بين حالتين ) ،
و ما الحالة ، إلا لحظة الإنعتاق من الجسد ، و بقاء الروح معلقة ً بين أرض ( البغض ) و سماء الخلاص !

ـ القاص ، يرصد حالة ال ( بينما) ، مسكوناً بهاجس الموت ،،، في سرديةٍ لا تخلو من شاعرية :

" راح يتفرس ذلك المشهد من علٍ ولذة ألم الإنعتاق من كثافة بدنه تغمره بهدأة أبدية "

" هام سابحاً فوقهم يتأمل ،،، "


ـ نستطيع أن نلمس المستوى البنائي للزمان والمكان بوضوح ،، فكأنما توزعا بالقسطاس ،، و المهارة و التميز في القصة القصيرة ، هو الحدث الكثيف في حيز زمني قصير ،،


ـ النص من أوله ،، ينتج نفس الأثر الإنفعالي ،، فلا يتقافز بين انفعالاتٍ متفاوتة التأثير

ـ الفاصل بين عقل المتلقي ، و هذا النص ، يكاد ينعدم ، لعدم طرح النص لإشكالية ، تستدعي وجهة نظر القاريء ، فما السرد هنا ، سوى كاميرا ترصد الحَدَث بحيادية باردة



ـ استطاع كاتبنا ، أن يتقمص حالة الروح المنعتقة ،و إشاعة تلك الحالة الطفولية التي تحلم بتجاوز فيزيقا الجسد


ـ لم يسهب القاص ، في تحليل عواطف الشخوص ، بل دلَّ عليها بإشاراتٍ خاطفة ، و ومضات مكثفة ، داخل مواقف تتداعى في لـُحمَةٍ واحدة


توقعي لانحياز ٍ تلقائي من القاريء ، لحالة ( البينما ) ، يعود إلى مهارة القاص الذي يسيطر على الحالة الإبداعية ، و يجعل من قارئه عنصراً حيوياً في العملية الإبداعية ذاتها ،، بمداعبةِ نزعته الحلمية للتحليق و الانعتاق من الجسد ، و التباس حالة ( الكشف ) كما عند المتصوفة ،،

و العملية الإبداعية في إحدى تجلياتِها ، هي خلقُ عالمٍ موازٍ ، يتجاوزُ الإدراكَ الحِسِيَّ المباشر ، و حالة الذهنية الإعتيادية ، إلى ( نَسَق ٍ ) من الإيهامِ الخـَلاَّق ، نتجاوز بها ( ظاهر الأشياء ) ، إلى جوهرها !

و هو ( بالضبط ) ، ما فعله القاص سيد أبو زهدة


أستاذي الجليل
عمّي كمال عبد الرحمن
المؤمنون بالله ، عَظـُمَت قـُدرته و تعالت صفاته ، يعلمون أنه قادر على خلق "عباقرة" مثلهم. و المسجونون في ذواتهم ، ظـَنُّوا أن "قدرته" لا تتسع لخلق المزيد من "العباقرة".
"و لله المثل الأعلى"

اليوم - فقط- يا عمي كمال ، أستطيع استكمال صور "البينما" ، بعدما منحتها - أنت- "شرعية الكتابة" بسكب أنوار الفهم فيما بين المتن و الحواشي.
هل لي أن أقول لك أنني كنت ، دائماً ، بحاجة إلى تقديم "مذكرة تفصيلية" توازيها ، لكل من تعطف بقراءتها - قبل سماعي- ؟!
حتى أن أحد الأصدقاء (مدرس لغة عربية) قد قرأها على زملاءِه (مدرسي اللغة العربية) ، ثم عاد - يحبطني- بقوله:اللغة رائعة .. بس هيَّ بتتكلم عن إيه ؟! (صلاح علام ، شاهد تلك "الواقعة")
ثم كان نشرها بالجريدة - بعد تغيير الإسم- إزاحة لبعض إحباطاتي (!!)
فلما رفعتها يد القدرة إلى "سماعي" إحتضنها الرائعون من كتيبتكم ، فبرَّد ذلك قلبي حتى حين.
مما شجعني على مواصلة "الصور" - التي أتمناها بعدد "الأسماء الحسنى"
(99صورة قصصية)
طمعاً في تظليل "الروح" بالصفات العُلا ، عند الإنعتاق. و اليوم أبدأ بحوله تعالى ، بعدما نفضت كلماتك "سجادة الروح" لتسقِط عنها ما علق من توجسٍ و "سوء ظنٍ" بـ "البينما".
*
*
حالة ( الكشف ) كما عند المتصوفة ،،
قالت أمهاتنا ، عليهن رحمات الله و رضوانه:
" إبن بطني يفهم رطني "
فمن أي نافذة نظرت للبينما ، يا عمي كمال ، لتكتب تلك الجملة - التي تترأس "الأزرق" هنا ؟
*
اليوم يرتفع سقف أمانيَّ قدْر أملٍ في أن يرجئ الله انعتاقي لحين إنجازي "هديتك" يا عمي كمال ، "البينما - سيرة ذاتية" ، متضمنة ما تفضلت به من أنوارٍ حولها ، و ما تجود به لاحقاً على تتابعاتها.
فأنعم بطول العمر و البركة ، يا من "يرى" أن "الكبار" هم أولائك الذين لهم "تلاميذ" كبار
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06/03/2009, 22h43
الصورة الرمزية عيون المها
عيون المها عيون المها غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:324769
 
تاريخ التسجيل: October 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مدينـة الأحـلام
المشاركات: 144
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده


أستاذي المُبدع صاحب الكلمة الرنانة


((( سيد أبو زهده )))


لوحة رائعة أخرى من لوحاتك بمعرض الكلمة


مكثت بزاوية روحي أقرأ قصتك البديعة و أتأمل عمق معانيها

جلست أستظل بظل شجرة عملك البديع و الذي يحمل اسم ( الـبَـيْـنـَمَا )

هنا خيم الصمت على جنبات الروح

هنا سمعت الصمت قبل الحديث

هنا سبحت نفسي في فضاء قصتك الفسيح

هنا احتواني السكون مع حروفك


لمست حالة وجدانية نادرة أخذت كاتبنا لعالمها حتى اكتمال العمل

استطعت أن تمتطي جواد فكرتك و سارعت به للوصول لهدفك

بتمكن جمعت زهور المعاني في آنية واحدة منقوش عليها اسم ( الـبَـيْـنـَمَا )



أعذرني لم أستطع تناول القصة من أي زاوية بعد ما خطه قلم أستاذنا فارس الكلمة و صاحب الحروف المضيئة (
كمال عبد الرحمن )

استطاع بتمكن تشريح الكلمات و الأفكار بحرفية عالية

استطاع أن يغزو الحروف و يقرأ ما بين المعاني


دام تألقك و توهجك بموهبتك ،، دائماً و أنت متوقد بأفكار مدهشة


دام سماعي بكم يا آل سماعي الكرام

__________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( إنا لله و إنا إليه راجعون ))
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07/03/2009, 10h08
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

اقتباس:
هنا خيم الصمت على جنبات الروح


هنا سمعت الصمت قبل الحديث

هنا سبحت نفسي في فضاء قصتك الفسيح

هنا احتواني السكون مع حروفك

بلْ


هنا
"عُيُونُ الْمَهَا"
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 06h36.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd