ياا سلام لو كنت اكون
( لو كنت اكون ) ،،،
جاذبة هذه التركيبة الفظية ، معنىً و نطقاً ،،
و التي تعادل في الفصحى ( لو كانَ لي أن أكون )
و لنتسمّع سوياً إلى ( كنت اكون ) و هي نفسها نُطقاً ( كن تكون ) !
تأملوا في النطق ، الكافـَين ، و النونـَيّن !
تريثتُ عند ( لو كنت اكون ) ،، لأن هذه التركيبة ،،
هى قاطرة القصيدة العامية ،،
التي جَرَّت ورائها ، ما تلاها ،،
فمثل عود الثقاب الذي ( يتوهج ) عند أول وهلة لاشتعاله ،،
كانت : ( لو كنت اكون ) الوهج الأول ، الذي أشعل نار العمل كلـِّه ،،
بل كان يمكن للشاعر الاستغناء عن ( ياا سلام )
و هى تعني التمني في العامية ،،
ثم أتبعها بهذا السطر ، الذي يتجلى فيه التضاد ( أو الكونتراست )
الصوتي ، بين الرنين و السكون :
نغمــة حلــوة تـرن و الدنيـــا سكــون
و لاحظوا القافية ( النونية ) ، أكون / سكون
و التي كان من المفترضِ ، أن تومضَ مع نهاية كل سطرٍ شعري ،،
و تنضبطُ معها الحالة الصوتية و النفسية للقصيدة ،،
لكن الشاعر ، يخرج عن هذا النسق المتوقع ، و يضع لفظة ( الورود ) ،،
فتنفلتُ من جاذبية القصيدة آذاننا ،،
و ننتظرُ عودة ً لدقات قلب القافية ،،
فنجد بعدها : ،،،،باب / ،،،،العذاب
الشاعر تنازلَ عن قافيته ، مقابل المعنى و الصورة ،،
أود هنا أن أشير ، إلى أن من يَقرُض الشِعر ،
كلما تعمقت تجاربه ، و كثرت ممارساته الكتابية ،
و الاطلاع ، فضلاً عن موهبته ( المُفترضة بداهة ً ) ،،
إستطاع أن يضع المعنى و المشهد ،
في قالب القافية و الوزن ، دون أن يتزعزعَ منه أحدهما ( الشكل أو المضمون ) ،،
إنه ( الثراء ) و المهارة التي لا تتأتى إلا بالمثابرة ، و التوقف عند اللفظة و ما يتولد منها ،
و تحسس كتابات المبدعين الآخرين ،،
***
الشاعر توخىّ النغمة ( فاعلاتن فاعلات ) ،، و أخذ ينسج من تلك النغمة ، قصيدته ،،
فكانت تأتي كذلك على ( فاعلاتن فاعلاتن فاعلات ) ،، نحن هنا في حضرةِ ( بحر الرَّمَل ) ،،
غير أن الإيقاع اختل في المقاطع :
كلمة حق لما ابوح ،،
أيوة تقدر انت تكون
انت انت تقدر تكون
لأ دا انت لازم تكون
كن إنسان و انت تكون !
و هذا المقطع الأخير بالذات ، ليته لم يُضَفْ إلى القصيدة ،،
كان من الأوقع ، أن تظل الأمنية ( ياا سلام لو كنت أكون )
و تنتهي القصيدة عندها ،، فيظل الحلم و الرجاء مفتوحاً على
مصراعيه ، قابلاً لاحتمالاتٍ شتى ،،
***
و الا اكون حتة قماش !
يعملوني حتى منديل و الا شاش
أمسح الدمع الحزيـــن ..
و اضم جرح المجروحين
هنا نلاحظ أن التشبيه ، طغى على ( الشِعرية )
بل ان هناك اختلال وزني في ( و اضمّ ) ، و لو قالها مثلاً
وَاشفي ) و تـُنطق : ( وَشفي ) ،
لانضبطَ الوزن
***
شمعة قايدة في عيد ميلاد
عطر طاير في الهوا لكل البلاد
نقطة في ضرع السحاب
سِبحة في إدين اللي تاب
صور بديعة و مجسدة ، تستدعي الخيال بقوة ،،
و تبرز مفهوم ( الإيثار ) ،
و هي الرسالة التي تحملها معاني القصيدة
ثم تأملوا هذا المقطع المُنساب التلقائي الصادق :
و الا دمعة عين تريّح
قلب مخنوق م العذاب
في المُجمَل ،،
هذه العامية رقيقة و حالمة و رومانسية و تأملية و صادقة ،،
و الموهبة واضحة في شاعرنا و حبيبنا محمد السلاموني
مع خالص تحياتي
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال