Re : شعبيات كلاسيكية مغربية 33 دورة
			 
			 
			
		
		
		
			
			السيد حفيظ شكرا على جرأتك و مواقفك الحاسمة التي تعتبر الاهتمام بجزء من التراث الشعبي الموسيقي المغربي ظاهرة مرضية. هدا النوع من التراث الموسيقي هو في  نظرك ساقط  و ليس بأصيل، الرأي الدي لا أقاسمك إياه لأن اختزالك الأغنية المغربية أو الفن الغنائي في ثلاثة أو أربعة أنواع من الموسيقى المغربية، و إقصاء الأنواع الأخرى هو في الحقيقية بترا و أفقارا للداكرة و للثرات. 
 
إن ما تسميه بالأغنية الأصيلة هي في الحقيقة إما أغنية حديثة العهد أو أغنية دخيلة على المجتمع المغربي نتيجة حركة الهجرة البشرية التي عرفها المغرب. فتاريخ الأغنية المغربية العصرية، التي تصفها بالأصيلة و دات الدوق العالي،  يعود إلى بداية القرن الماضي و خصوصا إلى سنوات الخمسينات و الستينات و قد كان  لظهور الإداعة و التلفزة المعربية دورا أساسيا في الترويج لهدا النوع من الغناء. كما أن هده الأغنية " مستوردة" من المشرق العربي حيث كانت في بدايها تقليدا للمصريين قبل أن يتحرر الفنانون و يغنون بالدارجة المغربية. 
 
إن للغناء الشعبي بمختلف أنواعه و لهجاته من عيطة و شيخات و عبيدات الرمى و طقطوقة و أحواش و أحيدوس و ..... جدورا تاريخية عميقة متأصلة في ثقافتنا و تربيتنا المغربية. ففي هده الأنواع الغنائية شهادات على حاضرنا و ماضينا و تاريخ اللحظات الأساية في حياتنا. فإدا كنت  تتكلم الأمازيغية فما عليك إلا الرجوع لقصائد الحاج بلعيد أو عمر وهروش أو للغناء الريفي أو ألاطلسي حول مقاومة الاستعمار الفرنسي و الاسباني. أما إدا كنت تتكلم الدارجة المغربية فأحيلك  على بعض أغاني الشيخات التي تؤرخ لمراحل أساسية من تاريخنا الوطني. و كمثال ها هي  بعض كلمات الشيخات عن المقاومة و نفي محمد الخامس 
وليدات الفيدا كاع وحيدة 
خريبكة أو وادزم شيبو المسلم 
الليلة ليلة عاشورة لخماسية و الشرشورة 
في مراكش منشورة 
في أيام آ وادزم السواقي عمرت دم 
مشا محمد مول التاج أو جابو بن عرفة مول العكاز 
 
لقد ضاعت الكثير من هده النصوص الجميلة. ضاعت نتيجة عدة عوامل من بينها عدم الاهتمام و النظرة الأخلاقية و الانتقائية في التعامل مع التراث الشعبي الموسيقي. لهدا يجب بدل مجهود لجمع ما تبقى من الأشرطة و الأسطوانات التي تحتوي نصوصا قديمة. بطبيعة الحال جمع و تجميع هدا التراث يجب أن يأخد بعين الاعتبار ثلاثة حواجز حالت دون التعامل الايجابي مع الغناء الشعبي. و هده العوامل الثلاثة هي: 
أولا: تعرض الغناء الشعبي لمسلسل التشويه و المسخ الشديد و المتنامي 
ثانيا: عجز قنوات الاتصال نقديا و فكريا عن إقامة أسس التواصل مع الغناء الشعبي 
ثالثا: التداخل في الغناء الشعبي ما بين الموسيقى و الرقص و سيطرة الاثارة على المستوى الجنسي. 
 
أخيرا بالنسبة لي  قشبل و زروال و قرزز أز محراش أو مصطفى نعينيعة ليسوا مغنيون، بل يجب التعامل معهم أساسا  كفنانين ساخرين حتي يمكن لنا أن نحكم على أعمالهم و انتاجهم  بموضوعية و دون أحكام قيم  مسبقة تسعى إلى بتر الثرات و تحديد الأدواق مسبقا اعتمادا على نظرة انتقائية 
مع كامل التحيات
		 
		
		
		
		
		
		 
		
		
			
			
			
			
				 
			
			
			
			
			
			
			
				
			
			
			
		 
	
	 |