فى ليلة مقمرة تحت هبّات النسيم العليل والذى يفاجئ اطراف الاشجار على فترات متقطعة
فيحدث صوتا مرعبا يعطى الليل وحشته
وخلف دارها جلست تتامل صورة النخيل المعكوسةفى الماء الذى غطىّ فدّان الارض الزراعية الذى حملها صغيرة جدا ولعبا قبل بيعه لاحدالجيران لتستطيع مواصلة مشوار علاج والدها من مرض الصرع المزمن والذى عكرّ صفوالعزبة باكملها
لكن هذا المشهد حّرك فى الوجدان ماكان ساكنا ليعيد نوبة الهواجس والمطاردةالدفينة التى تعيشها وحيدة بعد وفاة الوالد قفزا من الطابق العلوى لعيادة الطبيب المعالج هربا من الممسكين به لاجراء الكشف عليه فمات فى الحال
أعاد هذا الجو الكئيب لذاكرتها تلك الليلة المشؤمة حيث كانت فى السابعة من عمرها , أول حبّاتعنقود الخلفة لخمسة اشقاء ينامون مع الامّ والابّ فى غرفة واحدة حيث المنزل الذى لايحوى
غيرها من الغرف فى معيشة ضيقة الحال وأجواء مليئة بالرعب لاطفال تعودت لياليهم على ذلك
أمّ عصبيّة سليطة اللسان وأب ّ مريض بالصرع يظن أنه أعقل أهل الارض ما ان يمسك باحد اطفالهعند اقل الاخطاء الا ويترك به عاهة مستديمة ولا تهدأ له ثورة غضب مع الام فالمعارك مستمرّة
, لا كلمة بغير ضنك ولا معاشرة بدون اغتصاب
إستمرأ الاطفال هذه الحاله فلا يطول انتظارهم للنوم عقب فجيعة المعركة التى توقظهم جميعا من عزّ النوم , كأنها الحدّوته التى تهيئ أجسادهم النحيله للاستغراق فى النوم كل ّ ليلة
فى تلك الليلة استيقظت على معركة غير عاديّه , الاب ثائر والأم لايسمع لها سوى صوت نفس المحبوسيتحرك خافتا فى أرجاء الغرفة المظلمة تماما
أغمضت عيناها تتصنّع الإستغراق فى النوم خشية بطش الاب حتى أغرقتها الدموع أخيرا فى بحر النوم
لتستيقظ لحظة طلوع الشمس وقد احاط البيت عدد كبير من رجال القرية أتوا لتشييع جنازة الأم
ساعدها جهلها أن لا تلقى بالا بما رأته ليلا ومرّ الحدث عليها كأن شيئا لم يكن
أخذ والدها لاستخدامها فى أعمال اليوميّة الشاقة عند الجيران لمساعدته فى إطعام إخوتها ومواصلة علاجه حتى مات , إستمرت تؤدى رسالتها تجاه إخوتها على أكمل وجه حتى تزوّجوا جميعا وبقت وحيدة فى الدار ...............
تناست نفسها ومضى قطار العمر بها لتواجه وحدها تلك الهواجس والكوابيس التى تطاردها , حيث تأتيها روح الام تطالبها بالثأر من الاب وهما فى العالم الأخر , ولم تبح بسرّها لاحد
الست أم مدحت
أخى سعد الشرقاوى
لولا أن الفكره أعجبتنى وفيها خامة طيبه , لما سمحت لنفسى بأن أتدخل ببعض الروتوش الخفيف دون حذف أو إضافة بالطبع بحسب رؤيتى طبعا وقد لا أكون مصيبا فيما فعلت , لكنى أراها هكذا أكثر سلاسة من ناحية السرد دون التدخل فى المتن
وتركت النص الأصلى على حاله فى المشاركة الأولى
فأرجو المعذره , ولن أزيد على ما سبق من آراء الأحباب , فالفكره جيده والبدايه توحى بأن الآتى سيكون أفضل إن شاء الله , لكن حقيقة الموهبة كامنه فى قلم الست ام مدحت
أهلا بك فى سماعى
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها