عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 01/10/2010, 22h13
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: بدون عنوان ... قصه قصيره

سيّدي الوالد الجليل ،


الدكتور أنس




هل تتفق معي في ضرورة الربط بين قصة اليوم "بدون عنوان" و أخواتها السابقات :
الجسر ، القطار ، الزمن ؟




فباستثناء " السيرة الشافعيّة" ، يمكننا الحديث عن :


المشروع القصصي للقاص د. أنس البن ،




و ما استثنائي لروايتك " السيرة الشافعيّة " من سياق القول هنا ، إلاّ لاختلاف جنسها عن القصة القصيرة ،



و ليس بخافٍ عن ضيوفك الأكرمين ، أن رواية تأريخيّة بما تشتمل عليه من توثيق ٍ للوقائع و إسهاب ٍ في السرد و غِنىً في الشخوص ِ و الأماكن ،



يجعل الإجحاف أمراً حتمياً عِند المقاربة مع ما نحن بصدده الآن : مشروعك القصصي .




،




و ربما يُدهَشُ مُندَهِشٌ: مشروع قصصي ؟!! ، مُندَهِشاً !




لكن - ولأنك تعلم أنني في حل ٍ من المجاملة – أقول مشروع قصصي ، و من خلال أربع قصص ٍ فقط (..)


لتوفرها على عناصر مشروع ذي ملامح ، من حيث الشكل و اللغة ،



كما من حيث التناول - هَم القاص أو قضيّته – لا أقول المضمون ، و إلا انتفى عن ذلك المشروع ، أحد أهم عناصره : المواصلة (بالتنوّع ِ ، لا بالتكرار)




فـ بهلول في الجسر ، ليس مجذوب القطار ، لكنهما ومضتان من قِنديل ٍ واحِد



و توقف الزمن في القصة التي تحمل نفس العنوان ، له بُعدٌ - في المعاني – يجعل عدم الربط بينه و بين سقوط الملامح في بدون عنوان ، من علامات غفلة المتابع لذلك المشروع القصصي .




،




كأننا نقرأ لذلك الكاتِب الذي لم تطمس السنون طِفلـَه ُ ،


حيث الطفل الماكِث بأعماقنا يبقي قدرتنا على التوازن بين عالم الروح ، رحيب الفضاءات من جهة ،


و عالمنا الذي نحياه بمحدوديّته ، من جهة .



،




و على قدر محليّة المكان في القصَص الأربع ، و ما يبدو من هموم ٍ بسيطة لشخوصها ، إلاّ أن أحداثها تحتمل ما بقدر القارئ من تأويلات ، حد الوصول إلى المعاني الكونيّة (..)


.



منذ يومين ، دار حديثٌ عابر بيني و بين أحد المعارف الكنديين ، و أدهشتني ثقته المُفرطة في حتميّة وقوع نبوءته !


بماذا يتنبأ؟ !



بأن الجيل البشري المُعاصِر ( اللي هو احنا) سيشهد إنتكاسة الحضارة و ارتدادها إلى ما قبل ثورة التكنولوجيا (!!)



قال ، بيقين دامغ ، سوف نصحو ذات يوم ٍ - قريبٍ جداً – و قد تعطلت كل وسائل العلم الحديث !





و انا متأكد ، يا دكتور أنس ، إنه لم يقرأ قصتك "بدون عنوان" !



لكنه يشاركك نفس القلق ، و إن كان من بُعدٍ آخر ، إلا أنه لنفس الجهة .



،




نرجع لمشروعنا ،



أشعر و أنا أقرأ لك ، يا دكتور أنس ، بانعدام المسافة بينك و بين ما تكتب ، كأنك تكتبك ......




سلاسة الإسهابِ في الإيجاز ، و بساطة البلاغة ، و القدرة – الغير مُبتذلة – على قراءة البواطن .... من ناحيّة ،




و من جهةٍ أخرى ، الزُهد في أن تـُوصَفَ : كاتباً أديبا .




لا أقصد ذلك التواضع الأنيق الذي تـُحلـِّيه بحضورك الآسِر ، و إنما قصدت بزهدك في الألقاب الأدبيّة ، عدم انشغالك - أثناء الكتابة – بشروط الصنعة (بمعناها الأكاديمي) ،




فنراك تستبدل "البداية" بـ "العُقدة" ، تارة ً ، و تؤجل "الحل" ، تارة ً أخرى .




و لولا خشية التكرار ، لذكـَّرتك بما كنا قلناه في "مشروع مقال عن جدلية الإبداع" ، فيما يتعلق بأداء سائق السيارة عند الإختبار ، و أداءه على الطريق


(بعد حصوله على رخصة القيادة) !



،




الشروط التي وضعها النقاد الغربيون ، لهذا الدرب من الأدب : القصّة القصيرة ، كانت في ظاهرها طيّبة (محض مصفاه لفصل المبدعين الحقيقيين من كتاب القصة ، عن الأدعياء ) ،




بينما دافعهم إغفال الدور المشرقي ( العرب و الهند و بلاد فارس) في التكريس ، التاريخي ، لاكتمال "أدب القـَصَص" كجنس مُستقل ، يُطِلُ برأسِهِ من كتب التراث الأدبي المشرقي ،




فلا تكاد تجد كتاباً ، إلا و فيه أقصوصة أو مقامة أو "حكاية"



،




ألا ترى أن "العولمة" في جانبٍ من معانيها ، أن تصبح الدنيا قرية .... غربيّة ؟! ،



فيكون دوّار العمدة القرية : البيت الأبيض ،


و شيخ الغفر : بريطانيا .




(إيه الحكاية ؟! ، إمبارح نتكلم في التصوف ؟ و النهاردة في السياسة ؟ ...... خلاص يا دكتور أنس ، نتقابل هناااااك مع عمي يحيى زكي)
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم

التعديل الأخير تم بواسطة : abuzahda بتاريخ 01/10/2010 الساعة 22h30
رد مع اقتباس