ترددت كثيرا قبل أن أفتح هذا الموضوع الرحب الواسع الذي من المستحيل أن يوفى حقه..فهو سيتناول الأماكن والشخصيات والمجتمعات التي كان الغناء وآلموسيقى معبدا لها في مدينة قسنطينة وبفضلها نشأ ترعرع و تطور وخصوصا نقل إلينا الإرث الموسيقي الأصيل القسنطيني...والذي دفعني لرفعها ومشاركتكم بها هو أولا عدم تجارية هاته التسجيلات النادرة جدا جدا وثانيا ضياع هذا النوع برحيل أهله وقفل أماكن أدائه وضياع تقاليده..سأحاول كل ما أرفع قطعة موسيقية أن أرافقها بتعريف لشخصية أومكان أو مجتمع أو مصطلح له صلة بالموضوع..بالإعتماد على أهل الإختصاص
"
---------------------------------
"دمع عيني سال"
بصوت بوحوالة عمر الملقب ب"فرد الطابية" وحسونة على خوجة الملقب "بالشيخ حسونة"
يستفتح الشيخ حسونة بإستخبار جميل..
فرد الطابية
وإن كان للشيخ حسونة مثبت في المنتدى فإرتأيت أن أعرف بفرد الطابية (الصورة)
ولد عمر وحوالة سنة 1889 ويعتبر أحسن من يمثل مجتمع الحشايشية في القرن العشرين و موسيقى الزجل الي كانوا يمارسونها ..تمدرس في المدرسة القرآنية وعمل إسكافيا وكان من مريدي "الفنادق" وطقوس الحضرة والنشرة والوعدة وكان من حشايشية سيدي سليمان..كان موسوعة لحفظ النصوص المغناة (قيل أكثر من ألف نص زجلي) توفي سنة 1978 و معه ومع موت معمر راشي طويت فعليا صفحة هذا النوع الغنائي الضارب في القدم
--------------
إلهي سألتك بالمصطفي
أقني من عثرتي يا من وقيت العثار
ويوم القيامة لا تخزني ولا تحرق الجسم مني بنار
تأمل النظام في تطريزه يحاكي الرياض البديع النزيه
فخذ بين دوحتين نزهة و قل إن ترى العيب لا عيب فيه
دمع العيون سال ..عن خدي عن كثر الهموم والجسم رأيته نحال
...
__________________
"هَذَا الفَّنْ حَلَفْ : لا يَدْخُلْ لِرَاسْ جْلَفْ ! "
الناس طبايع ,, فيهم وديع و طايع,, و فيهم وضيع و ضايع .... إذا دخلت للبير طول بالك ,,,و إذا دخلت لسوق النساء رد بالك....إلّلي فاتك بالزين فوتو بالنظافة ولي فاتك بالفهامة فوتو بالظرافة ... القمح ازرعو و الريح يجيب غبارو ,,,و القلب الا كان مهموم الوجه يعطيك اخبارو.....و للي راح برضايتو ما يرجع غير برضايتي,, ,ولا تلبس حاجة موش قدك,,, و لا على حاجة فارغة تندب حظّك ,,,و ما يحكلك غير ظفرك ,,,وما يبكيلك غير شفرك
كانت مدينة قسنطينة ملتقى الطرقات بين المدن الساحلية الكبرى و الصحراء الجزائرية..يقال أن "نوع الزجل" وصل إلى مدينة قسنطينة بمحض الصدفة في القرن الخامس عشر ..يقال أن "عبد المولى" الذي يرجع إليه الفضل في إدخال الزجول إلى قسنطينة كان متوجها من مدينة ملقة في الأندلس إلى الشرق الأوسط على إحدى السفن إظطرت سفينته إلى الإلتجاء إلى مدينة جيجل جراء العواصف ثم إلى مدينة القل..
من القل إنتقل عبد المولى برا إلى قسنطينة ..هاته القصة يؤكدها أحد الزجول المعنون "يوم خرجنا من ملقة" ..
المهم عبد المولى نزل في أحد الفنادق في قسنطينة حوالي سنة 1478 (سقوط ملقة) وبها لبث مدة وإحتك به موسيقيو المدينة...
وكانت الفنادق أنذاك المكان الأمثل لذلك...
يتبع ( مترجمة بتصرف من مقال للأستاذهشام زهير عشي.)...
.......
زجل من أداء الشيخ حسونة و فرد الطابية تسجيل نادر وغير تجاري يعود لسنة 1956
الصورة جميلة بالألوان ونرى فيها عمر بوحوالة المدعو فرد الطابية شيخا
__________________
"هَذَا الفَّنْ حَلَفْ : لا يَدْخُلْ لِرَاسْ جْلَفْ ! "
الناس طبايع ,, فيهم وديع و طايع,, و فيهم وضيع و ضايع .... إذا دخلت للبير طول بالك ,,,و إذا دخلت لسوق النساء رد بالك....إلّلي فاتك بالزين فوتو بالنظافة ولي فاتك بالفهامة فوتو بالظرافة ... القمح ازرعو و الريح يجيب غبارو ,,,و القلب الا كان مهموم الوجه يعطيك اخبارو.....و للي راح برضايتو ما يرجع غير برضايتي,, ,ولا تلبس حاجة موش قدك,,, و لا على حاجة فارغة تندب حظّك ,,,و ما يحكلك غير ظفرك ,,,وما يبكيلك غير شفرك
الساحات العامة في قسنطينة كانت مكان مرور القوافل وملقى القوالين والمداحين والأجواق الموسيقية المتنقلة من مدينة إلى أخرى ناقلين معهم موسيقاهم وقصائدهم و يحتكون مع مشارب موسيقية أخرى حيثما يحلون وحاملين أساطيرهم و قصصهم
وكانت هناك الفنادق وهي نوعان نوع يخص السلع التي كانت تصنف حسب نوع السلع : فندق المسك فندق الزيت فندق القماش فندق القمح وهكذا دواليك وكانت الفنادق التي تخص السلع ذات الروائح المزعجة تكون في أطراف المدينة كفندق الجلد وفندق الدباغ اللذان كانا يطلان على واد الرمال ..لما دخل الإستعمار الفرنسي (1837) إستولى على عديد الفنادق وحولها إلى ثكنات و إدارات ومع تغير وتطور طرق نقل السلع توقفت القوافل التقليدية..النوع الثاني من الفنادق يخص عابري السبيل و المسافرين أو ولفترة أطول "للزبانيط" ( جمع زبنطوط أي ٱعزب)
في هذا النوع الثاني من الفنادق كان الكثير من الموسيقيين ومحبي الموسيقى يؤجرون غرفا لسنة كاملة..وكان كل شيخ آلة له غرفة طول السنة يؤجرها هو أو فرقته أو أحد رعاة الموسيقى الميسوري الحال ..
كان كل شيخ له فندق يريده..وخوفا من أن تؤخذ عنه أسرار صنعته يرفض وجود شيخ ثان فيه..
قلة كانو الشيوخ الذين كان بإمكانهم التنقل بين مختلف الفنادق لما يتمتعون به من ثقة وسمعة طيبة عند بقية الشيوخ
يتبع ( مترجمة بتصرف من مقال للأستاذهشام زهير عشي.)...
---------------------------
زجل زل الباس تسجيل نادر جدا الشيخ حسونة وفرد الطابية سنة 1956
في الصورة النادرة جدا نرى الشيخان معا في إحدى جلساتهما..
__________________
"هَذَا الفَّنْ حَلَفْ : لا يَدْخُلْ لِرَاسْ جْلَفْ ! "
الناس طبايع ,, فيهم وديع و طايع,, و فيهم وضيع و ضايع .... إذا دخلت للبير طول بالك ,,,و إذا دخلت لسوق النساء رد بالك....إلّلي فاتك بالزين فوتو بالنظافة ولي فاتك بالفهامة فوتو بالظرافة ... القمح ازرعو و الريح يجيب غبارو ,,,و القلب الا كان مهموم الوجه يعطيك اخبارو.....و للي راح برضايتو ما يرجع غير برضايتي,, ,ولا تلبس حاجة موش قدك,,, و لا على حاجة فارغة تندب حظّك ,,,و ما يحكلك غير ظفرك ,,,وما يبكيلك غير شفرك
موسيقيو قسنطينة يحفظون في ذاكرتهم وجود خمس فنادق حيث كانت تقام بصفة دورية وغير منقطعة جلسات الغناء و السماع وكانت تحمل كلها أسماء أصحابها (عدى فندق سيدي قسومة ) و هي فنادق بلحاج مصطفى و بن عزيب في الشط فندق قسرلي في سوق العصر سيدي قسومة في رحبة الصوف وفندق بن عزوز في السويقة...هذان الفندقان الأخيرين هما كانا من يفضلاهما "البوخالفية" ..فندق سيدي قسومة لأن بوخالفية سكن فيه طويلا و فندق بن عزوز لأنه كان آخر معاقل الجماعة حتى إندثارها في بداية ثمانينات القرن الماضي...
يتبع ( مترجمة بتصرف من مقال للأستاذهشام زهير عشي.)...
-----------------------
زجل من أداء الشيخ حسونة و فرد الطابية من نفس القعدة لسنة 1956 ..
الصورة نادرة وجميلة جدا و نرى فيها فرد الطابية أثناء عمله كإسكافي
__________________
"هَذَا الفَّنْ حَلَفْ : لا يَدْخُلْ لِرَاسْ جْلَفْ ! "
الناس طبايع ,, فيهم وديع و طايع,, و فيهم وضيع و ضايع .... إذا دخلت للبير طول بالك ,,,و إذا دخلت لسوق النساء رد بالك....إلّلي فاتك بالزين فوتو بالنظافة ولي فاتك بالفهامة فوتو بالظرافة ... القمح ازرعو و الريح يجيب غبارو ,,,و القلب الا كان مهموم الوجه يعطيك اخبارو.....و للي راح برضايتو ما يرجع غير برضايتي,, ,ولا تلبس حاجة موش قدك,,, و لا على حاجة فارغة تندب حظّك ,,,و ما يحكلك غير ظفرك ,,,وما يبكيلك غير شفرك
يقال أن فرد الطابية كان يحفظ حوالي 1500 زجل زد إليها قصائد المدح (المديح الديني)..كان في كل سهرة رمضانية يؤدي ثلاث أزجال و مديح واحد..وكان لا يعيد نفس الأبيات مرتين خلال الشهر الفضيل
كانوا يجتمعون للسهرة في حمام بن زكري المطلة على السفوح الصخرية لوادي الرمال بقسنطينة...وكان الآللجية (لاعبوا الألات الموسيقية) يلتقون هناك..بعد الإفطار كان محبو الطرب يلتقون هناك يستحمون و يسترخون ويستعدون لسماع فحول الموسيقى الأصيلة
غير بعيد من هناك كان يوجد مقهى"النجمة" المدعو ب"القفلة" ومقهى "سيدي قسوم"..
---------
في الصورة النادرة الجميلة نرى المرحوم معمر براشي حول صينية قهوة في جلسة تجمع محبي الأغنية الجزائرية الأصيلة..
__________________
"هَذَا الفَّنْ حَلَفْ : لا يَدْخُلْ لِرَاسْ جْلَفْ ! "
الناس طبايع ,, فيهم وديع و طايع,, و فيهم وضيع و ضايع .... إذا دخلت للبير طول بالك ,,,و إذا دخلت لسوق النساء رد بالك....إلّلي فاتك بالزين فوتو بالنظافة ولي فاتك بالفهامة فوتو بالظرافة ... القمح ازرعو و الريح يجيب غبارو ,,,و القلب الا كان مهموم الوجه يعطيك اخبارو.....و للي راح برضايتو ما يرجع غير برضايتي,, ,ولا تلبس حاجة موش قدك,,, و لا على حاجة فارغة تندب حظّك ,,,و ما يحكلك غير ظفرك ,,,وما يبكيلك غير شفرك
كان للحشايشة عادات في الصيد أيضا!!
وكان الصيد يتم عادة في الشتاء ..فكانوا يخرجون جماعات ومعهم رياسهم ومعاولهم إلى المناطق المحيطة بقسنطينة ..يبحثون عن جحور القنافد والضربان( نوع القنافد الكبيرة الحجم) ومن بين الصخور وتحت الأرض وبواسطة الكلاب يستخرجونها وما إن يخرج حتى يطعن بسهم أو رمح الصياد الذي يباشر بذبحه..في طريق العودة"للفنادق" يستظهر الحشايشية صيدهم مغطى بالتمر والغرس
كان لحم القنافد جد مستساغ من طرف أهل قسنطينة ..فكانت تسقى الشخشوخة بمرق الطهو وكان للجيران حظ منه كما تجري العادة..كان هذا الطبق يسمى ""شخشوخة الڤليل"
في سهرة نفس اليوم كانت تقام سهرة موسيقية إحتفالا بالصيد ..وكان يحتفظ بأرجل القنفد تيمنا بجلب الحظ...
...........
في الصورة نرى الشيخ حسونة في أواخر أيامه متوسطا مجموعة ...والزجل " نشيت عيني " رائع
__________________
"هَذَا الفَّنْ حَلَفْ : لا يَدْخُلْ لِرَاسْ جْلَفْ ! "
الناس طبايع ,, فيهم وديع و طايع,, و فيهم وضيع و ضايع .... إذا دخلت للبير طول بالك ,,,و إذا دخلت لسوق النساء رد بالك....إلّلي فاتك بالزين فوتو بالنظافة ولي فاتك بالفهامة فوتو بالظرافة ... القمح ازرعو و الريح يجيب غبارو ,,,و القلب الا كان مهموم الوجه يعطيك اخبارو.....و للي راح برضايتو ما يرجع غير برضايتي,, ,ولا تلبس حاجة موش قدك,,, و لا على حاجة فارغة تندب حظّك ,,,و ما يحكلك غير ظفرك ,,,وما يبكيلك غير شفرك