السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الكرام
ترددت قبل ان اكتب هذة الاسطر حول مكان الموضوع واتمني ان يكون في المكان الصحيح وان لم يكن فلا مانع من نقله للمكان الصحيح .
طار النمل فارح بــ الجناح .. قصير الدبو تما م الطيور
وخش الريح غرت به وراح .. خذاه العلو في الجو الغرور
وكلن كل جنحانه وطاح .. بعيد علي مداناة الوكور
وهالك بين تشريش الارياح .. وجفوة الارض والرقا والحدور
لزين العقل معناي استضاح .. قرا فحواه ما بين السطور
ونا قاريه في بيض الالواح .. وحافظ صم كبوات الدهور
الرويعي موسي الفاخري
يُعرف النمل بانه اذكى الحشرات جميعا ، يعيش فى مستعمرات ضخمه ، وتقوم كل نمله بعمل محدد ولذلك فانالواجبات والاحتياجات تختلف فى المستعمرة وتختلف تبعا لذلك القوى والمهارات وتركيبالاجسام بين نمله واخرى فى نفس المستعمرة .
فهناك النمل العامل الذى لا اجنحه له ، ووظيفته كما يدل على ذلك اسمه هو البحث عن الطعام ونقله وبناء المستعمرةوهناك كما هو معروف الملكات والذكور ولهذين النوعين اجنحه لايستخدمانها الا فىرحلات التلقيح , بعدها تقرض الملكات اجنحتها ، وتستكين لتضع البيض ، اما الذكور فلاعمل لها بعد رحله التلقيح فانها تموت عاده بعد ان تنهى مهمتها بوقتقصير.
الشاعر الرويعي موسي ليس بالشاعر العادي انما هو شاعر ثقافته تظهر واضحة من خلال قصائدة التي يتفلسف فيها ويبين اشياء داخله تجعل من لا يتقوقع في الشعر الشعبي التقليدي يلهث وراء ابياته ويجدها تشبع رغبته فالشاعر من شعراء التحديث القلائل في ليبيا الذين يحدثون الشعراء مع الحفاظ علي جماليته ومستواه الشعري .
استوقفتني خاطرة للشاعر الرويعي وجعلتني اكتب هذة المقالة ، فما ابيت إلا ان اقف عندها واحلل ما اراد الشاعر ارساله إلي المتلقي بين اسطرها ، وما بعتني إلي التركيز ان القصيدة سهله ممتنعه وان الشاعر اوحي إلي المستمع ان القصيدة ليست معقدة ومعناها بين الاسطر ان كان المتلقي نبيه يفهم الشعر جيداً ويفك كلامه .
ذكر الشاعر في البيت الخامس انه وضح معني كلامه لسليم العقل وانه املي عليه فحوي كلامه ما بين الاسطر فما عليه إلا اعادة التمعن والقراءة فهذا جعلني اعيد النص مرات عديدة لافهمه فتوصلت للمعني الظاهري للكلام ولكن يظل المعني في بطن الرويعي .
طار النمل فارح بالجناح .. قصير الدبو تما م الطيور
فما فهمته ان الشاعر استدل بطيران النمل ونحن نعرف ان النمل في الغالب لا يطير ولكن ظهرت له اجنحة وطار وفرح بهذة الاجنحة رغم ان دبيبه مقتصر علي مسافات قصيرة وفرح بأنه اصبح من فئة الطيور .
وخش الريح غرت به وراح .. خذاه العلو في الجو الغرور
فدخل في مجال الطيران ونقلته الريح وغرت به واخذته الفرحة بطيرانه وتعليه وتعاليه عن بقية النمل ، ولكن !!!
وكلن كل جنحانه وطاح .. بعيد عن مداناة الوكور
اطناة التعب واصبحت اجنحته لا تقوي علي الطيران فلا هي ولا ارجله تستطيع إعادته إلي وكرة لبعد المسافة ولا يستطيع احد من مستعمرته مساعدته .
وهالك بين تشريش الارياح .. وجفوة لرض والرقا والحدور
وقد هلك بين نقل الرياح الشماليه الغربية له التي تبحر تارة وتاره اخري في غير اتجاة ، وجفاء الارض له والصعود والنزول زدن من انهاكه .
لزين العقل معناي استضاح .. قراه فحواه ما بين السطور
هنا اعطي الشاعر اشارة للقارئ او المستمع للتوقف ومراجعه السطور ليعرف المعني ما بينها واعطي هذة الميزة " لزين العقل " فهو من سيستطيع الفهم .
ونا قاريه في بيض الالواح .. وحافظ صم كبوات الدهور
لقيت العلم ما يظهر فلاح .. اوقات تمر ع العالم يبور
هنا يبدأ ميسي الشعر الشعبي بالاستعراض بمهاراته ويظهر انه تخضرم في الحياة ورأي الكثير وحفظ كبواتها فقد اعطاه كبر سنه وعقله مدارك يستطيع اظهارها من خلال ابياته ، وان العالم قد تصيبة هفوة ويجهل شئ ما .
استوضحت المعني الظاهري لابيات الشاعر ولكن يظل المعني داخله فلن اؤول شئ لم يقله لكن حسب فهمي انه تولبخ لشخص ما وتقدير قدرة .
بقلم صلاح الرشيد
11 – 04 - 2011
قراءة نقدية في قصيدة شعبية
العرض الشجري