مَعْشُوقَتِي
مَعْشُوقَتِي ، إِسْمٌ عَلَي ثَغْرِ الْوَرَى... يَجْتَاحُ عِشْقًا فِي هَيَامٍ مُهجَتِي
بَيْنَ اللَّيَالِي حُسْنُهَا يَهْفُو شَذَا... فِي صُبْحِهَا تَسْرِي عَبِيرَ الرَّوْضَةِ
نَهْرُ الْأَمَانِي بَيْنَ جَفْنَيْهَا جَرَى...عَذْبًا وَسِحْرًا قَدْ غَدَا مِنْ جَنَّةِ
غَنَّى لَهَا الْقَاصِي كَمَا الدَّانِي شَدَا ... فِي قُرْبِهَا تَزْدَادُ نَارُ اللَّهْفَةِ
مَا أَضْيَعَ الْعُمْرَ الّذِي يَمْضِي سُدَى ... مِنْ دُوْنِ رُؤيَاهَا بِقُرْبِ الصُّحْبَةِ
يَا مَنْ تُنَاجِيكِ الْمُنَى إِنْ أَقْبَلَتْ ... أَنْتِ الْوَفَا ، دَرْبُ الْهَوَى يَامُنْيَتِي
يمَهْوَدِي ، أَنتِ الْعُلَا ، صَدْرُ الْحِمَى ... عِشْقٌ سَمَا (يَا مِصْرُ) يَا مَحْبُوبَتِي
أَشْتَاقُ شَوقَاً يَغْتَلِي مِثْلَ الرَّدَى ... حَتّي اسْتَمَالَ الْجَفْنَ يَهْجُو غَفْوَتِي
كَمْ قُلْتُ إِنّي عَائِدٌ فِي مَوْعِدٍ ... لَمْ أَدْرِ غَيْرَ الْبَينِ يُسْقِي غُرْبَتِي
مَا كُنْتُ يَومَاً بِابْتِعَادٍ رَاضِيًا ... لَكِنْ هِيَ الْأَقْدَارُ خَطَّتْ خُطْوَتِي
صَاحَتْ عُيٌونٌ مِنْ فِرَاقٍ تَبْتَكِي ... حَارَتْ ظُنُونٌ ، كَيْفَ طَالَتْ هِجْرَتِي؟!
ثُمَّ اسْتَغَاثَتْ ذِكرَيَاتٌ كَالنَّدَى ... سَالَتْ لَهِيبًا مِنْ حَنِينٍ دَمْعَتِي
حِينَ الصِّبَا نَعْدُو اِلَي أًحْلَامِنَا ... أَطْيَارَ تَشْدُو حَوْلَ غُصْنِ الْأَيْكَةِ
نَلْهُو وَأَنْسَامُ الْمَسَا تَهْفُو لَنَا ... وَالْبَدْرُ يَدْنُو سَامِرًا كَالْبَسْمَةِ
نَرْنُو إِلَي مَوْجٍ يُنَاجِي مَوْجَةً ... وَالنِّيلُ يَزْهُو حَالِمَاً كَالنِّسْمَةِ
قَامَتْ عَلَي شَطَّيْهِ أَمْجَادٌ غَدَتْ ... عِشْقًا تَسَامَي طَالَ ظِلََّ الزَّهْرَةِ
حِيْنَ اجْتَبَاكِ الرَّبُّ فِي قُرْآنِهِ ... صِرْتِ الْمُنَي تَشْدُو بِسَفْحِ الرُّبْوَةِ
شَمْسًا ، وَآمَالَ الْوَرَى وَرِفْعَةً ... جُنْدًا وَعِلْمًا دَامَ فَخْرَ الْأُمَّةِ
أَنْتِ الرَّجَا ، مَجْدٌ سَمَا سَاقَ الْعُلَا ... نُورٌ دَنَا أَنْحَى دُرُوبَ الظُّلْمَةِ
مَهْمَا أَنَاخَ الدَّهْرُ حِيْنًا أَوْ جَفَا ... تَبْدِينَ أَقْوَى مِنْ صُخُورٍ صَلْدَةِ
تَبقِينَ مَوْلَاتِي ، مَلَاكِي ، مُهْجَتِي ... أَهْلَ الْهَوَى ، مَحْبُوبَتِي ، مَعْشُوقَتِي
يَا(مِصْرُ) مَهمَا يَحْتَوِينِي مَبْعَدِي ...إِنِّي عَلَي عَهْدِي وَحُلْمِ الْعَودَةِ
شعر : ( ساري الليل)