شَــاعِـرٌ غـريـق
عيوني تَجَمَّدَ فِيها البَرِيــق
وَجَفَّ دَمي في ثَنَايا العُرُوق
فَمِي صَارَ صَمْتاً كَلامي مُعَادٌ
وَرُحْبُ خَيَالي تَنَاهَى لِضِيق
وَأَصبَحَ شِعْرِي عَقِيماً أَسِيراً
وَلَيـسَ بِهِ أَيُّ مَعْنىً طَلِيق
وَرَنَّقَ فَوقَ سُطُوري المَلالُ
وَكَرَّرْتُ نَفْسي بِنَفْسِ الطَّريق
وَأَبْصَرتُ بَينَ حُطَامِ ضُلُوعي
بَقَايا أَدِيبٍ كَليْلٍ غَـرِيــق
فُؤَادي فُؤَادَ المَواجِــعِ هَيَّا
نَـقَـرُّ بِقَبرٍ مُريحٍ سَـحِيق
بَعِيداً عَنِ النَّاسِ تحْتَ الثَّرى
بَعِيداً عَنِ الكُلِّ حَتَّى الصَدِّيق
فُؤَادي إِذَا المَرْءُ عَافَ الحَياةَ
وَأَبْصَرَ فيها الرَّحِيبَ مَضِيق
فَدَعْــهُ يَذُوبُ رُوَيداً رُوَيداً
فَلَنْ يَأسُوَ الكَوْنُ جُرْحاً عَمِيق