الحمّام
يجاوبني الحمّام يحيي قرائــــحي
ففيه طيوف الشعر زرقُ الجوانــحِ
تحوم.. فتبدو من خلاله ضبابـــه
لكل جميل الروح حـيّ الجـــــوارحٍ
توخت من الحمام محراب أنسها
تناجى به نجوى الطيور الصوادحِ
فمن قال إن الشـــعر ما له قيمة؟
بل الشعر منتوج لأغنى القرائــحِ!
فللجدول الفضي بحر يضمــــه
وللشعر بحر ماؤه غير مالـــــــحِ
وألمس للحمام روحا محســـــة
ووجها سديميا خفي المــلامــــــحِ
له وتر إن ند صــــــــوت يرده
صدى مفعم الترديد دون مكابـــحِ
وأبعاده غرقى يلف حـــــدودها
ضباب سديمي يلـذ لسـابـــــــــــحِ
وألمس في الحمام سحرا يشدني
ولكن إحساسي به غير واضـــــحِ
فأحسب نفسي ماشيا فوق كوكب
عجيب المماشي مستطيل المسارحِ
أو احسب أني في بلاد عجيــــبة
أجول بها مستكشفا.. مثل سائـــــحِ
أو اشعر أني غائص في سحابة
وذلك عندي من غريب المــطامــــحِ
فأستلـــــــهم الأشعار فيها فرادة
وأستلهم الألحـــان ذات الجـوانــــحِ
وأخرج منه ذاهلا.. وكأننــــــي
قضـيت زمـانا لاعبا في الأراجــحٍ !
|