* : عبد الحليم حافظ- 21 يونيه 1929 - 30 مارس 1977 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : د.حسن - - الوقت: 16h57 - التاريخ: 16/09/2025)           »          اقتباسات فريد الأطرش الموسيقية مسموعةً (الكاتـب : أبوإلياس - آخر مشاركة : نور فتح الله - - الوقت: 15h53 - التاريخ: 16/09/2025)           »          الفنانه ليلى عبدالعزيز (الكاتـب : بوبنيان - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 12h07 - التاريخ: 16/09/2025)           »          المطربون والمطربات الغجر في الغناء العراقي (الكاتـب : بوبنيان - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 11h40 - التاريخ: 16/09/2025)           »          الفنان عبدالعزيز بورقبه 1915-1968 (الكاتـب : بو بشار - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 10h59 - التاريخ: 16/09/2025)           »          الفنان عنبر بن طرار (الكاتـب : بو بشار - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 10h52 - التاريخ: 16/09/2025)           »          الفنان علي خالد (الكاتـب : ابوحمد - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 09h32 - التاريخ: 16/09/2025)           »          الفنان الشعبى راشد الحملى (الكاتـب : زنجران - آخر مشاركة : لؤي الصايم - - الوقت: 09h20 - التاريخ: 16/09/2025)           »          فن التوقيعات (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 08h50 - التاريخ: 16/09/2025)           »          محمد سالم (الكاتـب : لؤي الصايم - - الوقت: 08h38 - التاريخ: 16/09/2025)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 04/10/2010, 22h00
الصورة الرمزية عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان عبد الحميد سليمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:245929
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 135
افتراضي ما لا يعود.. إلى الكريمتين ناهد البن وعفاف سليمان

ما لن يعود





جلا جلا جلا جله........تعالى عندى يا وله

إن كنت كالحاوى البطل.... افهم وحل المسأله

..... بدا ابن سنواته السبع مبهورا مسحورا حينما تناهت إلى سمعه تلك الكلمات بصوت جهورى واثق, حينها أبصر جمعا كبيرا يتحلقون حول ذلك الحاوى البطل فاندفع ملهوفا إلى رؤيته ولم يجد له سبيلا إلى ذلك سوى اختراق الأرجل المتلاحمة تدوسه هذه وتدفعه تلك, إلى أن اطمأن به مكانه وأبصرته عيناه وهو يتفرس النظارة ويهزأ بذكائهم ويلعب بعقولهم وقلوبهم وبأجسامهم بألعاب سحرية عجيبة ,كان لذلك وقعه العجيب فى نفس الطفل الصغير,وفعل به ما فعله بالكبار المتحلقين المشدوهين, ممن جحظت عيونهم واكفهرت وجوههم ثم انبسطت وسعدت حين رأت أبناء ذلك الحاوي وهم يطفئون النار المتقدة فى أفواههم ثم يقفزون من دوائر حديدية تحيطها وتخترمها نيران حامية, فيعبرونها بانسيابية عجيبة جريئة هازئة ,هال ذلك تلك الوجوه وراعها وأسقط فى أياديها ثم بهرها وأدهشها فصفقت تصفيقا طويلا وتعالت صيحات تكبيرها وتهليلها , وحين شدت بنات ذلك الحاوى ونسائه بأغانيهن الجميلة وموسيقاهن الرائعة البسيطة عاين ابن السادسة وتسّمع لما لم تره عيناه ولم تسمعه أذناه من قبل من عذوبة الصوت وبساطة الإيقاع , وطاب ذلك لنفسه الصغيرة المكلومة التى لم تستسغ من قبل غناء الغوازى الذى تكلؤه ضحكات ماجنات وانثناءات وقحات غاويات, وأوصد ذلك قلبه فصرفه عن تتبعهن فى حوارى قريته وأزقتها وشوارعها,ولم يكن ما تقحم أذنه من أغانى الشحاذين المتوسلة المنذرة المذكرة بالحسنات اللواتى يذهبن السيئات,بأحسن حظا فى قلبه ونفسه, لقد استثقل لزومهم الأبواب فلا يبرحونها حتى تفّتح لهم, ويلقى أهلها لهم بعضا من خبز أو حبوب ربما كانوا أحوج إليها منهم ,فما أن يتلقفوها حتى يذروا تلك الأبواب والدور داعين متزلفين بدعوات لا تكاد تتعدى أطراف ألسنتهم, ثم يبرحون إلى حيث يدلفون إلى دروب ووجوه أخرى لا توصد فى وجوههم على مسغبة أهلها ورقة حالهم, في تردادهم اليومي الذى لا يكلون عنه ولا يسأمونه.

... مثل أولئك كان المواوية الذين كانوا يبدعون بعضا من أزجالهم ونظمهم, يمتدحون بهم من تحسسوا غناه وسعة حاله من أثرياء تلك القرية يبوح لهم بأخباره فقراؤها والقواعد من نسائها على المصاطب فيستنطقونهن باسمه واسم آبائه وأجداده ومناقبهم, وتنتعش آمال المواوية فى نوال بعض من عطاياه, أولئك ما كانوا يلجون حارات الفقراء إلا لتقصى أنباء أولى المقدرة والثراء وسعة الحال ثم يعرفون طريقهم إلى بيوتهم التى نأت بأهلها غير بعيد من بيوت الأجراء والشغيلة ومن يفلحون أراضى هؤلاء الأثرياء ,وهناك يسرف المواوية فى حشد مكرماتهم وإحصاء فضائلهم ويسرفون فى كيل المدائح وتقريظ جودهم وحث كرمهم إلى أن ينتشي أولئك الأثرياء بما يسمعون فيعطونهم من المال ما يصرفهم أو ما يرضيهم, وقد لا يعير بعض من تمكن منه شحه وتوسد فى مستقر نفسه ومكنونات قلبه ,أصيل ضنه ولؤم نفسه فيستطيب مدائحهم وتقريظهم ويهز رأسه رضا وتصديقا فإذا ما انتهى المواوى وأزفت ساعة البذل والعطاء ,غلبه ضن وصرعت أريحيته فقطب وجهه وتغيرت ملامحه وتشيطنت قسماته عندها يقنع المواوى من الغنيمة بالإياب .

... بهت وقع ذلك كله على نفس ابن السابعة على طرافته وإبهاره وانزوى, عندما رفع الحاوى دجاجة وطاف بها على النظارة وأمرها أن تبيض ثم دعاهم إلى البحث عن بيضتها فلما عجزوا وكادوا يرتابون فيه ويظنون به الزيف والكذب وتلمظت أفواههم وتهيأت أكفهم , أخرجها من جيب رجل مشدوه فاغر فاهه.

...أنست غرابة ذلك وروعته هذا الصبى عميق آلامه وأحزانه وحرقة يتمه وصرفت نفسه عما هالها فى طريقه حين غادر حارته إلى حيث ألقت به قدماه مرورا بحارات وأزقة ودروب ذات أهوال وخطوب, تضج بصبية متلمظين متأهبين متأبطين شرورا وأهوالا جساما,يترقبون كل صبى أو صغير غريب عنهم حين ولوجه لحاراتهم فيتقحمونه بعيون الشر والكيد ولا يرعوون عن ضربه وإهانته إن أمنوا لومة اللائم أو غضبه النصير الحامى, لكن ذلك الحاوى بكل ألاعيبه وحيله ورائع أغانيه وشائق عروضه وتدافع الجم الغفير من الرجال والنساء والأطفال المتحلقين حوله, الباذلين بعضا من شحيح نقودهم أو قليلا من قمحهم أو أرزهم أو أذرتهم,كل ذلك لم ينس ابن السابعة أو يصرفه إلا هنيهة عن رحلته التي كادت تكون ناموسا يوميا وحدثا آسرا ملحاحا يترقب قدومه من عشية ليله إلى أن يتأهب لبدئه في رابعة نهاره.

... هى إذا رحلته اليومية التى باتت سحابة أمله فى صحراء يتمه اللامنتهية, يلوذ بها فتسوقه مخترما تلك الحارات والدروب البائسات اللواتى تضم أشباها له وأترابا من اليتامى والضعاف الصغار غير أولى القدرة عن الذود عن أنفسهم , ذلك أن سنى عمرهم الصغيرة لم تتح لهم إتقان مهارات القتال وقذف الحجارة ولم تعتد بعد سطوة اللسان وحدته فمازالت قواميس لغاتهم ضنينة عاجزة, مثلما تضم مردة وشياطين من الأطفال الذين اعتبروا أن عبور صبية من الغرباء لتلك الحارات بغير ضرب وإيذاء لهم أو سب أو سلب, لون من التقاعس والتخاذل والنكوص الذى يتلاومون فيه, وفيهم من دعاه إلى ذلك داع الانتقام مما أصابه في ترحاله إلى غير حارته أو جراء إغارة شنها صبية من حارة أخرى عليه وعلى رفقائه فى ليلة من ليالى الأمس القريب, وعلى ذلك كانوا ينفثون فى الأطفال الغرباء المارين بدورهم وأزقتهم نار غلهم ومكبوت غيظهم .

.... أنهى الحاوى البطل عروضه الشيقة ودارت حسناء من بناته على الحاضرين ترفع إناء فارغا وتستحث الناس باللمزة والكلمة والغمزة والضحكة والمدح والثناء فيبذلون بعضا من شحيح ما يملكون من القروش والملاليم وتحمل بعض النساء اللواتى أطللن على تلك العروض وسعدن بها من على سطوح منازلهن أو من على مصاطبها بعضا من خبز أو حبوب,أما ابن السادسة فقد قادته مستكناته وشجونه إلى غايته التي لا تفارقه ومسعاه الذى يدأب إليه بغير كلل ولا ملل.

.... كان ابن السابعة قد دهته داهية يتمه حين ماتت أمه منذ بضعة شهور خلت على حين غفلة فأقفرت جنة أيامه وغاضت ينابيعها, وأفلت شمس طفولته وصرعه ألمه فلا يكاد يصدق غياب أمه التي لم تذوى حرارة احتضانها من بدنه ,وذهل حينما وجد الأمهات ما برحن ينتظرن عودة أطفالهن إلى بيوتهن حينما تغيب الشمس فيأوي أولئك الأطفال إليها مثلما تأوي الطيور إلى أعشاشها, ول تكاد كل أم أن تهدأ حتى يعود ابنها ويتحلق معها ومع أخوته حول الطبلية مترقبا قدوم أبيه عائدا من حقله ومنتهيا بحماره وماشيته إلى حظائرها ,ثم يشرعون في التهام طعام قد أذاع الابن نبأه وأعلم كل ترب ورفيق لهو ولعب نوعه وكنهه.

.... فقد ابن السابعة تلك الروعة على حين غرة لم تخطر له على بال, فأمه كانت لا تزال فى عشرينيات عمرها وأوج نضارتها وحيويتها وروعة أيامها وكأنها كانت تدرك ما تخبؤه الأيام لها ولأطفالها فكانت تفيض من حنانها وحدبها واهتمامها بهم بما لا نظير له,وكانت لأطفالها الذين تقدمهم ابن السابعة سنا نهرا لا يجف وعينا لا تغيض من الحنو والرحمة والرأفة والعناية فلا تهدأ حتى يعود طفلها إلى حضنها فتقبله وترتوى منه وكأن ظمأ الدنيا كله قد أوغل فيها حتى لتكاد تلقم خده فى فمها فلا تسامه أو تشبع منه ,ثم تهرع إلى ماء أعدته دافئا لطيفا غير موجع فتزيل به وعثاء لهوه ولعبه في أزقة ائتلف ترابها إلى غائط حيواناتها وطيورها فنال ذلك وأوغل في رداء الصبي ووجه, كانت الأم لا تدخر جهدا ولا تتعذر بعذر عن ذلك الطقس اليومي , فلا يصرفها عنه أمر ولو كان جللا مفاجئا هاما ومهما ,حتى أُخذ عليها الآخذون إسرافها في ذلك ونبهها إليه زوجها ولدًاتِها دون أن تأبه أو تكترث وكأنها قد أدركت أن أيام عمرها باتت معدودةً وأن شمس شبابها قد أوشكت على الأفول فأرادت أن تشحن أطفالها بما قد يتزودون به من الحنو والرحمة والعطف لأيامهم السود القادمات ولياليهم الطوال القاتمات.

... مرت أيام سود على ابن السابعة وتلظت نفسه الصغيرة البريئة المكلومة حينما كانت الأمهات ينتظر عودة أطفالهن عند غروب الشمس وتهرولن فى ذعر وهول حين يصرخ أحدهم باكيا أو شاكيا أو خائفا, كان ابن السابعة ينظر ذلك فتشتعل نار لوعته ويتلظى بيتمه ووحدته فيرمق ذلك غير بعيد حزينا كسيرا لا يعبأ بأ حد ولا يعبأ به أحد ثم يميل إلى حيث لا يراه راءٍ ولا يبصره بصير وتسيل دموعه فيضا غزيرا لا يكاد يتوقف,ثم يذهب إلى حيث نومه فيبيت كليما محسورا مقهورا غريبا,ولا يكاد يوم يمر دون أن يترك بصمات ألمه على ذلك الطفل اليتيم الكليم الذى بات يعلل نفسه وتعده أحلامه الغافلة البريئة الساذجة في لياليه السود الباردات الكئيبات بعودة أمه ,جنته الضائعة وفردوسه المفقود, وتأنس نفسه البائسة إلى ذلك فيتعزى به ويعللها بفسحة من الأمل فى عودة ما لن يعود.

...تواترت الأيام وظل ابن السابعة على حاله فذوت نضارته وتبدلت ملامحه وتغيرت أحواله فلم يعد ذلك الصبي الذي كانت النسوة يتندرن بجمال خلقته وروعة قسماته, وكلح وجهه وتراكمت عليه وعلى ملابسه الأتربة فغدا بياضها سوادا وبهاؤها وطراوتها غلظة وقتامة تاركة بصماتها على رقبة الصبى وعلى أطرافه بعد أن فعلت فعلها في نفسه وقلبه.

.... استفحل أمر ذلك الصبي وعظم خطر حاله وضاقت عليه الأرض بما رحبت إلى أن آنست نفسه المكلومة إلى ضرورة تفقد أمه الراحلة في أماكن كانت عامرة بحيويتها وضحكاتها الصافيات وأحاديثها مع صويحباتها وتملكه يقين أن سوف يجدها مثلما رآها من ذي قبل في تلك الأماكن وألح ذلك الخاطر عليه وشعشعت في نفسه الآمال فلم يدخر جهدا ولم يقعد به ضعف ولا شحوب ولاهذال وأرفده ذلك الخاطر بقوة وعزيمة وعافية فلم يترك مكانا إلا تفقدها فيه ولم يترك صاحبة لها إلا وتتبعها علها تقوده دون أن تدرى إلى حيث حضن أمه المفقود.

... ظل على تلك الحال يتحسس القلوب ويتصفح الوجوه والأماكن إلى أن لمح على البعد قامة أمه وهامتها لكنها كانت تسير إلى بيت غير بيتها ويلتقيها أطفال لا يعرفهم في حارة لم يدخلها من قبل فهرع إليها ابن السابعة لكنها كانت قد دخلت إلى بيتها فذهل حين غابت داخل هذا البيت ولم تأبه به وظن بها الغفلة عنه فلبث ينتظر أوبتها حتى غابت الشمس وجن الليل وأقفرت الطرقات والدروب فعاد كسيرا حزينا إلا أن فسحة أمله جعلته يهرع في رابعة نهار غده إلى حيث هذه الدار التي غابت فيها أمه أو من يظنها أمه فظل قابعا في ركن قصى لا يعتاده أحد دون أن تغفل عيناه وأن أثقلها النوم أنعشها الحلم وظل يدأب دأبه هذا كل يوم مخترقا إلى ذلك البيت الحارات والأزقة ,لا يصرفه عن غايته صارف ولا يشغله شاغل في انتظار لعودة مالا يعود.

الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان



الدمام - عشية السادس والعشرين من شوال1431هـ/ الرابع من أكتوبر 2010م.

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 05/10/2010 الساعة 16h17
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05/10/2010, 18h47
الصورة الرمزية NAHID 76
NAHID 76 NAHID 76 غير متصل  
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
افتراضي رد: ما لا يعود.. إلى الكريمتين ناهد البن وعفاف سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الفاضل الدكتور
عبد الحميد سليمان
أهلا وسهلا بحضرتك مع الشكر العميق لهذا الشرف الذى أوليتمونى إياه وكم سعدت حين قرأت قصتك لأنى إطمأننت على صحه حضرتك
مع هذه التحفه الرائعه بقيت فى سعاده غامره طيلة قراءتها وأنا أتلهف على معرفه المكان الذى كان يقصده الطفل وتخيلت انه ربما كان يعمل صبى فى ورشه ما وتعجلت سطورها ولكن روعة الوصف لما كان يراه الطفل فى طريقه جعلنى أتمسك بسطورها لأستمتع بهذا السرد المتفرد للقصه
وأخيرا عرفت مقصد الطفل
وهزنى ما عرفته وعرفت ألم اليتم رغم أنى لم أقاسيه
بهرتنى دكتورنا الفاضل بهذه التحفه الرائعه
وهل من مزيد
الشكر كل الشكر لهذا الأهداء والذى لن نستطيع رده بنفس الطريقه
سلمت يداك وطاب وقتك سيدى الفاضل
تحياتى
__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها

فلا عزني خال ولا ضمني أب

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 05/10/2010 الساعة 19h16
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05/10/2010, 20h26
الصورة الرمزية عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان عبد الحميد سليمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:245929
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 135
افتراضي رد: ما لا يعود.. إلى الكريمتين ناهد البن وعفاف سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم ..... الأخت الكريمة /مدام ناهد---سلام الله عليكم آل البن أجمعين لا أستثنى أحدا والى أهل الجمالية --طبتم وطابت أيامكم وأذهب الله عنا وعنكم كل ضر وصرف كل أذى--آمين --أختى الكريمة--أشكر لك سرعة التفاعل مع هذا النص وهو أحد نصوصى اليتيمة التى تشتكى الى الله قلة قرائها ونأيهم عنها--تلك قضية أخرى لا ولن تصرفنى عن ما أراه وأنهجه--أختى الكريمة أذكر يوما ما حين فقدت الأخت الكريمة عفاف سليمان أحد أعزائها وواسيتها وهدأت روعها وبحت لها بأننا فى الهم شرق ووعدتكما بأن أكتب عن اليتم كما لا يكتب عنه أحد--أختاه --فى إحدى مجالس أبى حيان التوحيدى التى حوتها نادرته المعروفة( الإمتاع والمؤانسة) رد أبو سليمان المنطقى على سؤال سائل --لماذا كان اليتم فى فقد الأم لا الأب--فأجاب إجابة عميق فهمها ورفيع فهمها وناصع رأيها--ذلك لأن الأم حاضنة وليست كالأب--هكذا أسمى العرب فاقد أبيه باللطيم أما من فقد أمه فهو اليتيم_--- أختاه بعد نبف وخمسين عاما لايزال رحيل أمى فى صدر طفولتى نارا تحرق صدرى وألما يعتصرنى ويزيد كلما تقدم العمر واثًاقل الهم وأوغل الألم---أختاه ساعتها وعدتكما بعملين أدبيين رفيعين عن اليتم وهئنذا أوفى بأولهما ولن أغيب طويلا إن شاء الله--أرجو أن يكون النص واضحا رغم التكثيف الشديد فى آخره وكان ذلك مقصدا ورؤية حتى تتحرك عقول ومشاعر القراء فيستكنهوا ألم الصبى اليتيم ويتخيلون ليله الطويلة وحسرته حين يأوى الصبية الى أمهاتهم أما هو فلا يأوى الي أحد وبالأحرى لايكترث له ولا به أحد--شكرا جزيلا أختى الغالية وما الاهداء الاقطرة من فيض فضلكم ونبالتكم وسلامى الى أخى الحبيب وطلابه ومحبيه وقراء هذا النص ورواد هذا المنتدى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05/10/2010, 23h22
الصورة الرمزية عفاف سليمان
عفاف سليمان عفاف سليمان غير متصل  
اخـتـكـم
رقم العضوية:384752
 
تاريخ التسجيل: February 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 1,424
Smile رد: ما لا يعود.. إلى الكريمتين ناهد البن وعفاف سليمان



فى بداية ردى على هذه القصه


اود ان اشكر حضرتك على اهداءك


لنا ما قمت به من عمل اكثر من رائع


فى سرد شيق جميل ينساب بعذوبه كعذوبة الماء


ثانيا


اذكر جيدا يوم توفيت امى رحمة الله عليها


واخر حزن يقتلنى حتى الان ايضا فراق اعز اخ لى رحمة الله عليه


كابتن محمد


فكان لى الاب والاخ والمؤنس والمستشار لى


فى اى طلب او استفسار او مسأله رحمة الله عليهم جميعا


اما الان ندخل فى القصه


قصة اليتيم الذى فقد حنان الام الذى حاول ان يجده فى عيون امهات اخريات او قلوبهن او يحاول الوصول الى مكان


امه لعله يجد ما يُسره او يراها


ولعلُه يأخذ بعضًا من الحنان المفقود


الذى غاب مع غياب شمس نهار امه بفراقها


ولكنه لم يجد ما يريد ان يراه


فذهب الى الحوارى والازقه يبحث ويبحث وفى كل مكان يجد


اما ساحرا حاويا يلعب بالنار


وبناته يرقصن ويتفرج عليهن كعامة الناس


او يدخل فى حاره ليست بحارته او زقاق ليس بزقاقه


ويجد اطفال الحاره يقومون بالواجب مع كل طفل غريب


بضربه او سبه او بهدلته


وهذه العمليه ذكرتنى بحارة جدتى لامى زماااااااان فى القللى


ذكرتنى عندما كنت طفله صغيره


اذا نزلت للعب هناك أ ُضرب من الاولاد الاكبر منى سنا


او اذا جاء للحاره طفل او طفله جديده


يسكنون بيت جديد يأخذون الواجب من الضرب


حتى تشتد ساعدتهم ويدافعون عن انفسهم


او تشتكى ام الطفل المضروب لام الطفل الضارب


ويهيهات فى كل مره تتكرر هذه الفعله حتى يصيرون اصحاب


ويتفقون على طفل غيره يعبر من الحاره او الزقاق او طفل جديد


اما عن الشحاذين اللذين يطرقون الابواب


لسلب اهلها قطعة خبز او بعضا من الموجود من الحبوب


ويتوارون بعد ذلك الى بيت اخر


واللأعبون بالشعر نعم انا اسميهم اللاعبون بالاشعار


اذا عرفوا شخصا يملك من الاموال او الاراضى


او له سلطه وهيبه يقومون بسرد جميل


من منظوم الكلمات فى حُسن وجمال وسخاء هذا الشخص


او السلطان او الوالى او ايا ما يكون او شخصا عاديا


المهم انه يملك من المال ما يطيب لهم من اخذ ما يجودون به لهم


وتتوارى وجوههم بعد ما يأخذون ما يريدون فى عبوس وتكشيره


كما يقال


خلاص ما اخذوا مرادهم من صاحب الليله


او من صاحب المغُنَى عليه


وفى كل تلك الاحوال يتجول الصبى المكلوم على فراق اعز الناس


فراق الحنان والحب ودفء المشاعر امه التى حاول ان يجدها فى بعض من الناس


واصبح على هيئة غير التى كان عليها سابقا وهو فى رحاب ورعاية والدته


هكذا تعلمنا الايام والامثال كثُر


اللى من غير ام حاله يغم


صدق هذا المثل بعد ان كانت تحسده الناس وابيه على حنان ورعاية ودفء حنان امه له


اصبحت ملابسه متسخه وعدم الاهتمام له ولاخواته


ولم يجد الحنان وان وجد بعضا منه من الجارات او صديقات امه


فهذا لوقتٍ قصير ويتركونه يلقى مصيره اليومى فلن تستطيع اى منهن


ان يعطيانه جزءا من هذا الحنان


دكتورنا العزيز الاستاذ


عبد الحميد سليمان


اسعدتنى هذه القصه بقدر ما فيها من اسى والم وحزن


دمت بخير ولا تطيل الغيبه عنا


وسوف انتظر مع غاليتى واختنا العزيزه مدام ناهد


القصه التاليه


بل القصص التاليه


اسعدك الله بكل خير


وبارك لك وفيك وعليك


دمت والجميع بصحه وسعاده


اختك عفاف
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06/10/2010, 04h28
الصورة الرمزية عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان عبد الحميد سليمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:245929
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 135
افتراضي رد: ما لا يعود.. إلى الكريمتين ناهد البن وعفاف سليمان

بسم اللهالرحمن الرحيم
الأخت الكريمة--عفاف سليمان---أهلا بك وسهلا وأشكر لك هذا التفاعل مع هذا النص الأدبى ومستوى هذا التفاعل الذى لم يهمل الموضوعى فيه وبفسح للذاتى ,أختى الكريمة هواليتم المفجع إذا الذى لايصفه على بعض وجهه الحقيقى الا من اكتوى به ولكن ماأفدح أن يستمر أثره موغلا فى نفس صاحبه طوال سنى عمره--أجزم أختى الكريمة أننى أستطيع إن تفرست وجوه أطفال أو رجال عديدين أن أميز منهم اليتيم بنظرة فى عينيه تقرأ انكساره ولوعته وحزنه الدفين حتى ولو بلغ من الكبر عتيا ولعلنا بذلك نعى سر تعدد التناول القرآنى لمشكلة اليتامى ودعوته للقسط فيهم وتذكيره للرسول عليه الصلاة والسلام فى معرض تقوية عزمه وبيان فضل الله عليه فى ذلك الاسلوب الاستفهامى التقريى (ألم يجدك يتيما فآوى ,ووجدك ضالا فهدى ,ووجدك عائلا فأغنى,فأما اليتيم فلا تقهر, وأما السائل فلا تنهر ,وأما بنعمة ربك فحدث) صدق الله العظيم--لن أزيد أختى الكريمة وسوف تقرأين إن شاء الله العمل الثانى عن اليتم قريبا وتقبلى تحياتى واحترامى وصادق أمنياتى ودعائى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06/10/2010, 23h13
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: June 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: ما لا يعود.. إلى الكريمتين ناهد البن وعفاف سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم
الاستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
أديبنا الكبير....لقد صدقت يا سيدي حين قلت في ردك على أختنا عفاف"أن اليتم لا يصفه على بعض وجهه الحقيقي الا من إكتوى به,ولكن ما أفدح أن يستمر أثره موغلاً في نفس صاحبه
طوال سني عمره وأني أستطيع أن أميز منهم اليتيم بنظره في عينيه تقرأ إنكساره ولوعته وحزنه الدفين حتى ولو بلغ من الكبر عتياً"
أحييك أخي على هذه الديباجه التي تصف حال اليتيم أدق وصف
وتوغل داخل روحه وتستشف ما به من لوعة فراق أغلى الاحباب لديه ألا وهم الوالدين وخصوصاً فقد الام
فأنا يا سيدي مثلكم إكتويت بنار فقد أمي الغاليه ولكن بظروف قد تكون مختلفه فبحكم إقامتي مع زوجي وأولادي في الكويت
لم أرى أمي لمدة عام كامل قبل وفاتها حتى أنني لم أعلم بوفاتها الا بعد مرور شهرين فلقد أخفى عني زوجي وأقاربه المقيمين
معنا خبر وفاتها حتى علمته بالصدفه من شقيقتي وكنت أحاول الاتصال بها طوال هذه المده ولكن أخي هو الذي كان يرد علىّ
متعللاً مرات ومرات بأنها نائمه أوغير موجوده بالمنزل أو أنه هو ليس موجوداً معها وهو خارج المنزل وهكذا..وهكذا لمدة شهرين
ولاتتصور ياسيدي مدى الالم والحزن واللوعه التي أشعر بها
حتى الآن فهي لا تغيب عن مخيلتي لحظه واحده وما يزيد
من لوعتي هو عدم رؤيتي لها قبل الوفاه بعام
ولقد ذكرتني قصتك الشيقه بهذه الاغنيه الرائعه لكوكب الشرق
أم كلثوم(يا ذل حال اليتيم)
أحييك أديبنا الكبير على ما قمت به في عمل أكثر من رائع
وسرد شيق سلس جعلنا نمسك بتلابيب القصه من أولها حتى نهايتها لنعلم ماذا سيحدث لهذا الطفل اليتيم
سلمت يداك وسلم قلمك الذي خط لنا ما أسعدنا
وعذراً على الاطاله
وفقك الله وسدد خطك
مع خالص تحياتي وتقديري واحتراماتي
ليلى ابو مدين
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07/10/2010, 01h54
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: ما لا يعود.. إلى الكريمتين ناهد البن وعفاف سليمان

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحميد سليمان مشاهدة المشاركة
ما لن يعود










جلا جلا جلا جله........تعالى عندى يا وله



إن كنت كالحاوى البطل.... افهم وحل المسأله




..... بدا ابن سنواته السبع مبهورا مسحورا حينما تناهت إلى سمعه تلك الكلمات بصوت جهورى واثق, حينها أبصر جمعا كبيرا يتحلقون حول ذلك الحاوى البطل فاندفع ملهوفا إلى رؤيته ولم يجد له سبيلا إلى ذلك سوى اختراق الأرجل المتلاحمة تدوسه هذه وتدفعه تلك, إلى أن اطمأن به مكانه وأبصرته عيناه وهو يتفرس النظارة ويهزأ بذكائهم ويلعب بعقولهم وقلوبهم وبأجسامهم بألعاب سحرية عجيبة ,كان لذلك وقعه العجيب فى نفس الطفل الصغير,وفعل به ما فعله بالكبار المتحلقين المشدوهين, ممن جحظت عيونهم واكفهرت وجوههم ثم انبسطت وسعدت حين رأت أبناء ذلك الحاوي وهم يطفئون النار المتقدة فى أفواههم ثم يقفزون من دوائر حديدية تحيطها وتخترمها نيران حامية, فيعبرونها بانسيابية عجيبة جريئة هازئة ,هال ذلك تلك الوجوه وراعها وأسقط فى أياديها ثم بهرها وأدهشها فصفقت تصفيقا طويلا وتعالت صيحات تكبيرها وتهليلها , وحين شدت بنات ذلك الحاوى ونسائه بأغانيهن الجميلة وموسيقاهن الرائعة البسيطة عاين ابن السادسة وتسّمع لما لم تره عيناه ولم تسمعه أذناه من قبل من عذوبة الصوت وبساطة الإيقاع , وطاب ذلك لنفسه الصغيرة المكلومة التى لم تستسغ من قبل غناء الغوازى الذى تكلؤه ضحكات ماجنات وانثناءات وقحات غاويات, وأوصد ذلك قلبه فصرفه عن تتبعهن فى حوارى قريته وأزقتها وشوارعها,ولم يكن ما تقحم أذنه من أغانى الشحاذين المتوسلة المنذرة المذكرة بالحسنات اللواتى يذهبن السيئات,بأحسن حظا فى قلبه ونفسه, لقد استثقل لزومهم الأبواب فلا يبرحونها حتى تفّتح لهم, ويلقى أهلها لهم بعضا من خبز أو حبوب ربما كانوا أحوج إليها منهم ,فما أن يتلقفوها حتى يذروا تلك الأبواب والدور داعين متزلفين بدعوات لا تكاد تتعدى أطراف ألسنتهم, ثم يبرحون إلى حيث يدلفون إلى دروب ووجوه أخرى لا توصد فى وجوههم على مسغبة أهلها ورقة حالهم, في تردادهم اليومي الذى لا يكلون عنه ولا يسأمونه.




... مثل أولئك كان المواوية الذين كانوا يبدعون بعضا من أزجالهم ونظمهم, يمتدحون بهم من تحسسوا غناه وسعة حاله من أثرياء تلك القرية يبوح لهم بأخباره فقراؤها والقواعد من نسائها على المصاطب فيستنطقونهن باسمه واسم آبائه وأجداده ومناقبهم, وتنتعش آمال المواوية فى نوال بعض من عطاياه, أولئك ما كانوا يلجون حارات الفقراء إلا لتقصى أنباء أولى المقدرة والثراء وسعة الحال ثم يعرفون طريقهم إلى بيوتهم التى نأت بأهلها غير بعيد من بيوت الأجراء والشغيلة ومن يفلحون أراضى هؤلاء الأثرياء ,وهناك يسرف المواوية فى حشد مكرماتهم وإحصاء فضائلهم ويسرفون فى كيل المدائح وتقريظ جودهم وحث كرمهم إلى أن ينتشي أولئك الأثرياء بما يسمعون فيعطونهم من المال ما يصرفهم أو ما يرضيهم, وقد لا يعير بعض من تمكن منه شحه وتوسد فى مستقر نفسه ومكنونات قلبه ,أصيل ضنه ولؤم نفسه فيستطيب مدائحهم وتقريظهم ويهز رأسه رضا وتصديقا فإذا ما انتهى المواوى وأزفت ساعة البذل والعطاء ,غلبه ضن وصرعت أريحيته فقطب وجهه وتغيرت ملامحه وتشيطنت قسماته عندها يقنع المواوى من الغنيمة بالإياب .



... بهت وقع ذلك كله على نفس ابن السابعة على طرافته وإبهاره وانزوى, عندما رفع الحاوى دجاجة وطاف بها على النظارة وأمرها أن تبيض ثم دعاهم إلى البحث عن بيضتها فلما عجزوا وكادوا يرتابون فيه ويظنون به الزيف والكذب وتلمظت أفواههم وتهيأت أكفهم , أخرجها من جيب رجل مشدوه فاغر فاهه.




...أنست غرابة ذلك وروعته هذا الصبى عميق آلامه وأحزانه وحرقة يتمه وصرفت نفسه عما هالها فى طريقه حين غادر حارته إلى حيث ألقت به قدماه مرورا بحارات وأزقة ودروب ذات أهوال وخطوب, تضج بصبية متلمظين متأهبين متأبطين شرورا وأهوالا جساما,يترقبون كل صبى أو صغير غريب عنهم حين ولوجه لحاراتهم فيتقحمونه بعيون الشر والكيد ولا يرعوون عن ضربه وإهانته إن أمنوا لومة اللائم أو غضبه النصير الحامى, لكن ذلك الحاوى بكل ألاعيبه وحيله ورائع أغانيه وشائق عروضه وتدافع الجم الغفير من الرجال والنساء والأطفال المتحلقين حوله, الباذلين بعضا من شحيح نقودهم أو قليلا من قمحهم أو أرزهم أو أذرتهم,كل ذلك لم ينس ابن السابعة أو يصرفه إلا هنيهة عن رحلته التي كادت تكون ناموسا يوميا وحدثا آسرا ملحاحا يترقب قدومه من عشية ليله إلى أن يتأهب لبدئه في رابعة نهاره.




... هى إذا رحلته اليومية التى باتت سحابة أمله فى صحراء يتمه اللامنتهية, يلوذ بها فتسوقه مخترما تلك الحارات والدروب البائسات اللواتى تضم أشباها له وأترابا من اليتامى والضعاف الصغار غير أولى القدرة عن الذود عن أنفسهم , ذلك أن سنى عمرهم الصغيرة لم تتح لهم إتقان مهارات القتال وقذف الحجارة ولم تعتد بعد سطوة اللسان وحدته فمازالت قواميس لغاتهم ضنينة عاجزة, مثلما تضم مردة وشياطين من الأطفال الذين اعتبروا أن عبور صبية من الغرباء لتلك الحارات بغير ضرب وإيذاء لهم أو سب أو سلب, لون من التقاعس والتخاذل والنكوص الذى يتلاومون فيه, وفيهم من دعاه إلى ذلك داع الانتقام مما أصابه في ترحاله إلى غير حارته أو جراء إغارة شنها صبية من حارة أخرى عليه وعلى رفقائه فى ليلة من ليالى الأمس القريب, وعلى ذلك كانوا ينفثون فى الأطفال الغرباء المارين بدورهم وأزقتهم نار غلهم ومكبوت غيظهم .




.... أنهى الحاوى البطل عروضه الشيقة ودارت حسناء من بناته على الحاضرين ترفع إناء فارغا وتستحث الناس باللمزة والكلمة والغمزة والضحكة والمدح والثناء فيبذلون بعضا من شحيح ما يملكون من القروش والملاليم وتحمل بعض النساء اللواتى أطللن على تلك العروض وسعدن بها من على سطوح منازلهن أو من على مصاطبها بعضا من خبز أو حبوب,أما ابن السادسة فقد قادته مستكناته وشجونه إلى غايته التي لا تفارقه ومسعاه الذى يدأب إليه بغير كلل ولا ملل.




.... كان ابن السابعة قد دهته داهية يتمه حين ماتت أمه منذ بضعة شهور خلت على حين غفلة فأقفرت جنة أيامه وغاضت ينابيعها, وأفلت شمس طفولته وصرعه ألمه فلا يكاد يصدق غياب أمه التي لم تذوى حرارة احتضانها من بدنه ,وذهل حينما وجد الأمهات ما برحن ينتظرن عودة أطفالهن إلى بيوتهن حينما تغيب الشمس فيأوي أولئك الأطفال إليها مثلما تأوي الطيور إلى أعشاشها, ول تكاد كل أم أن تهدأ حتى يعود ابنها ويتحلق معها ومع أخوته حول الطبلية مترقبا قدوم أبيه عائدا من حقله ومنتهيا بحماره وماشيته إلى حظائرها ,ثم يشرعون في التهام طعام قد أذاع الابن نبأه وأعلم كل ترب ورفيق لهو ولعب نوعه وكنهه.




.... فقد ابن السابعة تلك الروعة على حين غرة لم تخطر له على بال, فأمه كانت لا تزال فى عشرينيات عمرها وأوج نضارتها وحيويتها وروعة أيامها وكأنها كانت تدرك ما تخبؤه الأيام لها ولأطفالها فكانت تفيض من حنانها وحدبها واهتمامها بهم بما لا نظير له,وكانت لأطفالها الذين تقدمهم ابن السابعة سنا نهرا لا يجف وعينا لا تغيض من الحنو والرحمة والرأفة والعناية فلا تهدأ حتى يعود طفلها إلى حضنها فتقبله وترتوى منه وكأن ظمأ الدنيا كله قد أوغل فيها حتى لتكاد تلقم خده فى فمها فلا تسامه أو تشبع منه ,ثم تهرع إلى ماء أعدته دافئا لطيفا غير موجع فتزيل به وعثاء لهوه ولعبه في أزقة ائتلف ترابها إلى غائط حيواناتها وطيورها فنال ذلك وأوغل في رداء الصبي ووجه, كانت الأم لا تدخر جهدا ولا تتعذر بعذر عن ذلك الطقس اليومي , فلا يصرفها عنه أمر ولو كان جللا مفاجئا هاما ومهما ,حتى أُخذ عليها الآخذون إسرافها في ذلك ونبهها إليه زوجها ولدًاتِها دون أن تأبه أو تكترث وكأنها قد أدركت أن أيام عمرها باتت معدودةً وأن شمس شبابها قد أوشكت على الأفول فأرادت أن تشحن أطفالها بما قد يتزودون به من الحنو والرحمة والعطف لأيامهم السود القادمات ولياليهم الطوال القاتمات.




... مرت أيام سود على ابن السابعة وتلظت نفسه الصغيرة البريئة المكلومة حينما كانت الأمهات ينتظر عودة أطفالهن عند غروب الشمس وتهرولن فى ذعر وهول حين يصرخ أحدهم باكيا أو شاكيا أو خائفا, كان ابن السابعة ينظر ذلك فتشتعل نار لوعته ويتلظى بيتمه ووحدته فيرمق ذلك غير بعيد حزينا كسيرا لا يعبأ بأ حد ولا يعبأ به أحد ثم يميل إلى حيث لا يراه راءٍ ولا يبصره بصير وتسيل دموعه فيضا غزيرا لا يكاد يتوقف,ثم يذهب إلى حيث نومه فيبيت كليما محسورا مقهورا غريبا,ولا يكاد يوم يمر دون أن يترك بصمات ألمه على ذلك الطفل اليتيم الكليم الذى بات يعلل نفسه وتعده أحلامه الغافلة البريئة الساذجة في لياليه السود الباردات الكئيبات بعودة أمه ,جنته الضائعة وفردوسه المفقود, وتأنس نفسه البائسة إلى ذلك فيتعزى به ويعللها بفسحة من الأمل فى عودة ما لن يعود.




...تواترت الأيام وظل ابن السابعة على حاله فذوت نضارته وتبدلت ملامحه وتغيرت أحواله فلم يعد ذلك الصبي الذي كانت النسوة يتندرن بجمال خلقته وروعة قسماته, وكلح وجهه وتراكمت عليه وعلى ملابسه الأتربة فغدا بياضها سوادا وبهاؤها وطراوتها غلظة وقتامة تاركة بصماتها على رقبة الصبى وعلى أطرافه بعد أن فعلت فعلها في نفسه وقلبه.




.... استفحل أمر ذلك الصبي وعظم خطر حاله وضاقت عليه الأرض بما رحبت إلى أن آنست نفسه المكلومة إلى ضرورة تفقد أمه الراحلة في أماكن كانت عامرة بحيويتها وضحكاتها الصافيات وأحاديثها مع صويحباتها وتملكه يقين أن سوف يجدها مثلما رآها من ذي قبل في تلك الأماكن وألح ذلك الخاطر عليه وشعشعت في نفسه الآمال فلم يدخر جهدا ولم يقعد به ضعف ولا شحوب ولاهذال وأرفده ذلك الخاطر بقوة وعزيمة وعافية فلم يترك مكانا إلا تفقدها فيه ولم يترك صاحبة لها إلا وتتبعها علها تقوده دون أن تدرى إلى حيث حضن أمه المفقود.




... ظل على تلك الحال يتحسس القلوب ويتصفح الوجوه والأماكن إلى أن لمح على البعد قامة أمه وهامتها لكنها كانت تسير إلى بيت غير بيتها ويلتقيها أطفال لا يعرفهم في حارة لم يدخلها من قبل فهرع إليها ابن السابعة لكنها كانت قد دخلت إلى بيتها فذهل حين غابت داخل هذا البيت ولم تأبه به وظن بها الغفلة عنه فلبث ينتظر أوبتها حتى غابت الشمس وجن الليل وأقفرت الطرقات والدروب فعاد كسيرا حزينا إلا أن فسحة أمله جعلته يهرع في رابعة نهار غده إلى حيث هذه الدار التي غابت فيها أمه أو من يظنها أمه فظل قابعا في ركن قصى لا يعتاده أحد دون أن تغفل عيناه وأن أثقلها النوم أنعشها الحلم وظل يدأب دأبه هذا كل يوم مخترقا إلى ذلك البيت الحارات والأزقة ,لا يصرفه عن غايته صارف ولا يشغله شاغل في انتظار لعودة مالا يعود.




الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان





الدمام - عشية السادس والعشرين من شوال1431هـ/ الرابع من أكتوبر 2010م.
أستاذنا ، الأديب الجليل
الأستاذ الدكتور عبد الحميد سليمان
بقدر سعادتي بشَرفِ قراءةِ "ما لن يعود" ، أنحني ...
إنحناءَة ً تليقُ بعلوِّ كعبكم على دروب الأدب ،
كلياقتها بسِمُو ِ مقامِ "الكريمتين ، مدام ناهد و الست عفاف"
،
تلك السعادةُ التي تغمرني بتـَشَرُّفِي بالمرورِ على مُتصفحكم ، سيّدي
يُمارِسُنِي الشَرفُ ، فأمارس الفـَرَحَ بالقراءةِ كفَرَحِي بالكتابة
،
لا يُرهقني طولُ عبارتك ، لتواثُبِ الألفاظِ فيها ،
حتى أنني خِلتكم تقتصدون في علاماتِ الترقيم (!!) ،

بينما ما تنحتونه من طمي اللغةِ يبعثُ في النفسِ جرْساً لصَلصةِ الفخَّار
( فـ وتلمظت ، و إن كانت شائعة ، فإن فيتقحمونه ، نُحِتت بإزميلٍ نوراني ، لا تعرفهُ مواوية الأدب )

،

يا سيّدي ...
كلما أردتُ أن أطهّرَ أذني ، ركنتها إلى فيروز ،
أعدُّ الفراشات التي يعتقها صوتُ فيروز
،
هكذا حالي الآن ، لأني أقرأ لك ،
فالأدبُ الذي يصنعهُ مُخلصُوه ، هو مُعادلي القِرائي لصوت الست فيروز

كأن الفن يرُدُّ إخلاصَهُم ، له ، كَشفاً لهم عن أسرارِهِ

و الفنُ لا يُحِبُّ الأدعياء ، كما بعلمكم ، سيّدي

،
،

تمثلتُ إبن السابعة ، لأهديكم من إبنِ سابعتي

كلاماً كنت قلته لابن سابعةٍ آخر


يتيمان

أنا برضو يتيم زيّك ،
وكان لي أم محلاها
إذا تضحك...
تجيب الشمس لضحاها
واذا تنطق ، ولو، آهه
تشوف اللولي مترصص


وعطر الفل مستخلص
بيتزايد ، مايسْتنقـَص ...
ويُشرق من محياها


أنا زيك...
غادرنى الفرح من يومها
وكان خيري...
يجيني من على قدومها
فاتت لي حياتي و همومها
وعيشة المُرّ باحياها


كانت حلوه...
وطباع الحسن شملاها
تقوم ، تنبت زهور الدنيا ويَّاها
واذا تمشي ،
طيور الدنيا تصحبها
واذا تجلس ،
يقيد البدر من بابها
ولو تدعي ،
يزيد الخير على احبابها
ولو تِتعَب ،
بتدبل وردتي معاها


ولما البَرد يطويني ...
تدفيني كبُردة صوف
وتعرف دربها لقلبي ،
تلف.... تطوف
وتكشف كل أوجاعي ،
وتستر جرحها المكشوف
،
ورحمة أمي ياعمي... و ضيْ العين
أنا بانساني بالشهرين ....
وعمري ف لحظة ما انساها


__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07/10/2010, 18h49
الصورة الرمزية عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان عبد الحميد سليمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:245929
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 135
افتراضي رد: ما لا يعود.. إلى الكريمتين ناهد البن وعفاف سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخت الكريمة الأستاذة/ليلى أبو مدين---سلام الله عليكم ورحمته وبركاته--وبعد
أشكر لك تفاعلك الطيب مع هذا النص الأدبى الصادق وآسف اسفا شديدا أن قد أستشار شجونك وآلامك على فادح ما أصابك من وفاة والدتك رحمها الله وآباءنا وأمهاتنا وإخواننا رحمة واسعة وأفسح لهم فى قبورهم وجمعنا بهم فى مقعد صدق عند مليك مقتدر,إنه ولى ذلك والقادر عليه--آمين آمين آمين
أختى الكريمة هى رحلة عرفنا بدءها ولا نعرف نهايتها تجمعنا بأحبائنا وتفسح لنا فى آمالنا وسعادتنا حتى إذا أمنا وطابت لنا نبهتنا الى طبعها ودأبها فغيبت أحباءنا وأعزاءنا فلما التعنا وارتعنا ظنناها على وتيرة الألم الذى لايريم فإذا بها تدور دورة أخرى ورحم الله الشاعر الذى قال:
إنما الدنيا بلاء وعوار مستردة ---- شدة بعد رخاء ورخاء بعد شدة
--هكذا أختى العزيزة حالنا وحال أحباءنا وأعمارنا ورحلتنا --فليهتبل كل حى فرصة حياته وحياة أحبائه وليرتشف من رحيق طلعتهم وليختزن ما استطاع الى الاختزان سبيلا من قربهم وحنوهم وحدبهم عله يتقوى بذلك حين تدهوه داهية الغياب--أختى العزيزة--سلمك الله وسلم لك أولادك وزوجك وأخوتك واجهدى الى الترحم علي والدتك ووصل أحباءها والتصدق والذكر والابتهال الى الله بخالص الدعاء لها وتذرعى بالصبر والرضا وآسف مرة أخرى وأدعوك لتقرأى عملى القادم الذى وعدت به أختى العزيزتين مدام ناهد وعفاف إن شاء الله---لك شكرى وتقدير واحترامى--أخوك عبد الحميد سليمان
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07/10/2010, 19h09
الصورة الرمزية سمير حسين
سمير حسين سمير حسين غير متصل  
رحمة الله عليه
رقم العضوية:507312
 
تاريخ التسجيل: March 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 389
افتراضي رد: ما لا يعود.. إلى الكريمتين ناهد البن وعفاف سليمان

الأديب الكبير د . عبد الحميد سليمان .. قرات .. ما لن يعود ..
تأثرت كثيرا .. وبكيت كثيرا .. وكتبت :

.. أمى ..



يا فيتانى وسافرتى بعيـــــــــــــــــــد

بقيت عايش لوحــــــــــــــــــــــــديا

سلامى عليكى من غير إيـــــــــــــــد

ودمع الفـُــــــــــــــــــــــرقة فى عنيّه

...


وأشوفك يا أمه فى الأحـــــــــــــــلام

تقــــــــــابلينى بحنيـّـــــــــــــــــــــه

أبـوسك ... واحضنك ... وابــــكى

تقـــــــــــولى كان على عنيّـــــــــــه

...

وأقولك يا أمه وحشــــــــــــــــــــانى

أشــــــــــــــــــــوف الصمت فى ردك

ونفسى أخـــــــــــــــدك فى أحضـانى

نسيت الحضن من بعــــــــــــــــــدِك

...

حنانك يا امه جــــــــــــوايــــــــــــا

با أحسه لمـــــــــا أجيب ســـــيرتك

وأحط الصــــــــــــــــــــــورة قدامى

وأبكى فى مكـــــــــــــــــــــان نومتك


.. وحشتينى يا أمى ..

.. أعذرنى أديبنا الكبير .. فبقدر ما أعجبتنى قصتكم .. أثارت شجونى .. شكرا لأنك جعلتنى لا أنسى أعز الناس ..
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 07/10/2010, 19h32
الصورة الرمزية عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان عبد الحميد سليمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:245929
 
تاريخ التسجيل: June 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 135
افتراضي رد: ما لا يعود.. إلى الكريمتين ناهد البن وعفاف سليمان

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم رقيق القلب ذكى الفؤاد ناصع النفس عميق التجربة فطرى الموهبة....أحييك أخي على البعد وأعلن لك أن مشتركات عديدة تزيدني إليك اقترابا رغم أننا لم نلتق من قبل..أخى الحبيب أعتذر لك وللأخوة القراء على تضاربى بين ابن السابعة وابن السادسة وحقيقة كانت منزلة عمرية بين المنزلتين تلك التى قصدتها فى هذا النص الأدبي سعيد الحظ باهتمامكم به ...أخي الكريم أراك من عشاق فيروز ومحبيها وباعتباري ابنا لفيروز(لاتعجب فوالله الذى لا اله غيره كان الملف الذي جمعت فيه روائعها من النت بعنوان أمى فيروز وأنا من كان يحلم فى أواخر ستينات القرن المنصرم ولا يزال -حتى أمكنه الله -بحيازة روائعها صوتا وصورة ولم يبق لي إلا موال لها تصرخ فيه فى شجن ليس له مثيل –عينى ما تشوف النوم يا ديب حاكمها قلق ونعاس يا ديب--الخ) ذلك لأنها حين سمعتها لأول مرة تنسمت في صوتها وكبريائها وانكسارها الذين لا يفترقان فى شدوها ونواحها ,نسيم أمى الراحلة التى تركتنى على حين غرة لوحوش لا ترحم ولوعة لاتشفى ودموع لاترقأ-- أخي الكريم إن فيروز لا تختزل فى صفحات ولا فى كتب فعبقها وألمها وحتى حياتها الشخصية نموذج لا يتكرر وشمس لا تأفل وظل لايزول..
أخى الحبيب ...ماخطبك يارجل أو تملك ذلك الإبداع والصدق ولا تنفث به عن مكبوت مشاعرك ومؤلم كوامنك.... لقد قرأت النص الرائع الذى يلزمنى أن أعيد قراءته مرات عديدة لروعة صورته وصدق شعوره...

يتيمان


أنا برضو يتيم زيّك ،

وكان لي أم محلاها

إذا تضحك...

تجيب الشمس لضحاها

واذا تنطق ، ولو، آهه

تشوف اللولي مترصص


وعطر الفل مستخلص

بيتزايد ، مايسْتنقـَص ...

ويُشرق من محياها


نعم والله كانت هكذا الأم وكل أم فى عين ابنها

أنا زيك...

غادرنى الفرح من يومها

وكان خيري...

يجيني من على قدومها

فاتت لي حياتي و همومها

وعيشة المُرّ باحياها


نعم والله وأحيلك إلى ردى على أختى العزيزتين(ناهد وعفاف) حينما قلت لهما إن غصة اليتم وحسرة الفراق وفداحة الألم تظل طاغية على من ابتلى باليتم وخصوصا فى سنى عمره الباكرة فتراها بين عينيه جلية منكسرة تقرأها إن كنت ممن يقرأون لغة القلوب والمشاعر

كانت حلوه...

وطباع الحسن شملاها

تقوم ، تنبت زهور الدنيا ويَّاها

واذا تمشي ،

طيور الدنيا تصحبها

واذا تجلس ،

يقيد البدر من بابها

ولو تدعي ،

يزيد الخير على احبابها

ولو تِتعَب ،

بتدبل وردتي معاها



ولما البَرد يطويني ...

تدفيني كبُردة صوف

وتعرف دربها لقلبي ،

تلف.... تطوف

وتكشف كل أوجاعي ،

وتستر جرحها المكشوف

أخى الكريم --صدقت،أقسم لك أن دفء صدرها الذى أحسسته وأنا نائم فى حجرها مسترخيا لا يزال حيا سخيا يسرى فى أعضائى وفى نفسى ولاتزال أنفاسها معى بعد ما نيف وخمسين عاما .

ورحمة أمي ياعمي... و ضيْ العين

أنا بانساني بالشهرين ....

وعمري ف لحظة ما انساها

أخى الحبيب--أكرر عميق تقديرى وجزيل شكرى وأطيب أمانى لك ولأحبائك وسلام الله عليك ورحمته وبركاته

أخوك عبد الحميد سليمان
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 17h04.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd