عفوًا أبي كل الحروف تقهقرت
مذ أعلنت خذلانها وتراجعت
وتكسرت من حزنها بعد المغيب
كأنها فقدت مشاعر أُصِّلت
تجثوا الحروف على المدامع عاريات
لا بلاغة لا براعة أنشدت
هذي هى الأيام يتَّمها النوي
هذي هى الكلمات بعدك شُرِّدت
وكأنه خرساء ثارت في الدياجي
ثورة مكتومةً فتقيدت
كم حاول نعيي ونعيكَ كلما
نسجتْ حروفًا في الظلام تكفنت
رحل الذي كان الأمان بشاطئيه
منارة منها المباهج أبحرت
فاستسلمي للموت غارقة هنا
إذ كيف نرسوا في شواطئ شُرِّدت
فهنا تساوى الفجر بالليل البهيم
وهنا النهايات البعيدة أُزلفت
تالله ياأبتي فقدت المفردات
وكلها من بعد نأيك هاجرت
حتى تساوى الفعل في تصريفه
أزمانه السكرى عليّ تمردت
إعراب حرف مثل جر الفاعل
هذيان عقلي قد أبحتُ لمن نعت
ما عاد عندي للغات ضوابطٌ
شعري ولغتي والحروف تفرقت
قد آن لي تجويد صمتي في أدبْ
لآصون أبياتًا عليّ تواعدت
أنا لستُ أبعث في الرثاء قصيدتي
عفوًا أبي كل المعاجم أُقبِرت