عُيُوني تَجَمَّدَ فِيها البَرِيق
وَجَفَّ دَمي في جذور العُرُوق
فَمِي صَارَ صَمْتاً كَلامي مُعَادٌ
وَرُحْبُ خَيَالي تَنَاهَى لِضِيق
وَأَصبَحَ شِعْرِي عَقِيماً أَسِيراً
وَلَيسَ بِهِ أَيُّ مَعْنىً طَلِيق
وَرَنَّقَ فَوقَ سُطُوري المَلالُ
وَكَرَّرْتُ نَفْسي بِنَفْسِ الطَّريق
وَأَبْصَرتُ بَينَ حُطَامِ ضُلُوعي
بَقَايا أَدِيبٍ كَليْلٍ غَرِيق
فُؤَادي فُؤَادَ المَواجِعِ هَيَّا
نَقَرُّ بِقَبرٍ مُريحٍ سَحِيق
بَعِيداً عَنِ النَّاسِ تحْتَ الثَّرى
بَعِيداً عَنِ الكُلِّ حَتَّى الصَدِّيق
فُؤَادي إِذَا المَرْءُ عَافَ الحَياةَ
وَأَبْصَرَ فيها الرَّحِيبَ مَضِيق
فَدَعْهُ يَذُوبُ رُوَيداً رُوَيداً
فَلَنْ تَأسُوَ الأَرْضُ جُرْحاً عَمِيق