بعد توسلاتها كي يبقى .. رحل .. و بعد توسلاته كي ترحل، سكنت خلاياه و ذاكرته وثوانيه و استوطنته...
1-
و ظننت أنا انتهينا و عدنا من مدن الحنين كأنا ماكنا .. عيناك غيمتان، كما لا أحبهما.. حزينتان .. كعهدي بهما.. يداك .. تتشبثان بي ترجواني لأبقى.. يالقسوتي... كيف رفضتهما!؟!
2-
و مضيت.. و ظننت أننا انتهينا، ثم عدت.. امرأة أخرى.. ضحكتك تعيد تشكيل أفكاري و تحمل من عيني نظرتك المنكسرة.. عيناك .. تلمعان كضوء النهار.. تمدين يدك نحوي بكل ثبات.. تهزينني يا امرأة الذكرى.. أين يا قاتلة.. أين دفنت امرأتي الأخرى ..
3-
و ابتدأ الحنين يدب فيا كما الخريف، للخريف طعم النار طعم الشوق .. يزحف ضعيفا .. و يضرب عنيفا و يسرق راحتي من يديا ..
4-
أ هذي أنت!؟.. أين دموعك تركتها .. أين اكتئابك المعتاد، و أمطارك المنتحبة في مقلتيك .. أين الضعف .. أين السواد..
5-
كيف تحولت بدوني من أين أتاك الربيع.. كيف استمررت بدوني و تداركت عمرا كاد يضيع..
-6
لماذا عدت؟... تهزئين من سكوني.. و تضرمين الحرائق في هدوئي و تسخر شموسك الدافئة من صقيع شجوني..
7-
ربيعك الجديد يخيفني يبهرني .. يصدمني .. يجذبني إليك .. و يبعدني عنك.. أقترب.. أخاف أدوس براعمك الجديدة، أخافك.. كيف تلونت بعطر الحب و تأنقت بحلي الصبا و تعطرت بغموض و دهشة القصيدة..
-8
يدفعني الحنين إليك لأدرك أنك لست أنت.. فحبيبتي.. تحميني مني، و تحملني فيها.. و كلما افتقدتني أتطلع في عينيها فأراني.. تجعلني بوقار حزنها و قوة ضعفها أدرك أني بها أصبح سيد زماني..
9-
لا لست أنت .. نادم عليها أنا جدا.. كلما رأيتك، أدركت فداحة ما اقترفت لما تركتك .. لما هجرتها لما قتلتها في عيوني و في أوراقي .. وعلى جثة حبه اقتيلا سقطت..
10-
لست أنت.. ربيعك مبهر، لكن خريفها دافئ.. وأنا اكتفيت من جموحي، فتخلصي من ثورة الربيع و عودي يا موسمي الهادئ