وأفلت شمس الصباح
راحت فى خيال تبنى اركان حياتها بنفسها فتتساقط منها دعائم الاساس
,لم يعوّدها شريك الحياة الرّاحل ان تتحمّل مسئوليّة شئ ,,فخمسة افدنة من الارض
الزراعية والمطلــّة على الطريق العام كانت كفيلة بتوفير القوت والملبس والعلاج
للأبناء التسعة والبيت الصغير الذى شهد مولدهم ومنذ ان تحوّلت بين جدرانه الشاهدة
على حلو الحياة ومرّها بكارة الام الى سـيّب وهو عندها بمثابة القصر المشيد
مات الأب وما ادركت الأم انّ اميّتها وجهلها بالقراءة والكتابة سيفقدها كل غال وثمين
وهاهى الورقة التى لعبها احد اقارب زوجها حين حصل منها على توقيع اسفل مكتوب مقتنعة انه عقد ايجار للارض بمبلغ سنوى ليس بالقليل وفاء منه(لعضم التربه)المرحوم زوجها
ساعده فى مخططه انه من موظفى الاصلاح الزراعى ويعرف جيدا كيف يجعل الاوراق رسمية
ظنّت انها قادرة على زواج البنت والولد فقامت بتحديد الزفاف بما يناسب تاريخ
قبضها لايجار الارض ومعها من الامل والطموح مايجعلها تعيش لحظات الجنّة
التى اختطفتها خلسة من وراء الدهر
فتاتيها لحظة محمّلة برمال المرار واتربة اليأس بعد ان اكتشفت ان المكتوب الذى
من أجله غمست الابهام الايمن فى صبغة الضياع لتوقع بسعادة عليه
انما هو عقد بيع وتنازل خالص الثمن يشمل البيت وآلة الرّى
ثم مطالبة فورية باخلاء البيت مدعّمة بقرارات المحكمة والشرطة لتعيش جنازة
دامية لوفاة الزوج بعد أعوام من دفنه فى معركة غير متكافئة الاطراف
بين مسكينة فقدت مجرد التعبير عن احاسيسها وطرفا أخر لديه من الذكاء والحيل والوساطة ماجعل الجميع يثنى عليه خيرا لمواقفه النبيلة مع ام الايتام داعين له الله
ان يخلف عليه بالحلال ويعوضه كل الخير