لست اديبا
لكنها قصة واقعيه لاحدى الجيران كتبتها زوجتى (ام مدحت)
وخشيت النقد الشديد التى راته فى غيرها فحملتنى على ان اضعها فى كنفى
يارب تعجبكم
فى ليلة مقمرة تحت هبّات النسيم العليل والذى يفاجئ اطراف الاشجار على فترات متقطعة
فيحدث صوتا مرعبا يعطى الليل وحشته وخلف دارها تجلس متاملة صورة النخيل المعكوسة
فى الماء الذى غطىّ فدّان الارض الزراعية الذى حملها صغيرة جدا ولعبا قبل بيعه لاحد
الجيران لتستطيع مواصلة مشوار علاج والدها من مرض الصرع المزمن والذى عكرّ صفو
العزبة باكملها لكن هذا المشهد حّرك فى الوجدان ماكان ساكنا ليعيد نوبة الهواجس والمطاردة
الدفينة التى تعيشها وحيدة بعد وفات الوالد قفزا من الطابق العلوى لعيادة الطبيب المعالج هربا
من الممسكين به لاجراء الكشف عليه فمات فى الحال
اعاد هذا الجو الكئيب لذاكرتها تلك الليلة المشؤمة حيث كانت فى السابعة من عمرها اول حبّات
عنقود الخلفة لخمسة اشقاء ينامون مع الامّ والابّ فى غرفة واحدة حيث المنزل الذى لايحوى
غيرها من الغرف فى معيشة ضيقة الحال واجواء مليئة بالرعب لاطفال تعودت لياليهم على ذلك
امّ عصبيّة سليطة اللسان واب ّ مريض بالصرع يظن انه اعقل اهل الارض ما ان يمسك باحد اطفاله
عند اقل الاخطاء الا ويترك به عاهة مستديمة ولا تهدأ له ثورة غضب مع الام فالمعارك مستمرّة
فلا كلمة بغير ضنك ولا معاشرة بدون اغتصاب
حتى استمرأ الاطفال هذه الحاله ولا يطول انتظارهم للنوم عقب فجيعة المعركة التى ايقظتهم جميعا
من عزّ النوم وكانها الحدّوته التى تهيئ اجسادهم النحيله للاستغراق فى النوم كل ّ ليلة
فى تلك الليلة استيقظت على معركة غير عاديّه الاب ثائر والأم لايسمع لها سوى التنفس المحبوس
الذى يدوّى بصوته الخافت ارجاء الغرفة المظلمة تماما
اغمضت عيناها متصنّعة استغراقها فى النوم خشية بطش الاب فأغرقتها الدموع فى بحر النوم
لتستيقظ لحظة طلوع الشمس وقد احاط البيت بعدد كبير من رجال القرية اتوا لتشييع جنازة الأم
وساعدها جهلها بان لاتلقى بالا بما راته ليلا ومرّ الحدث عليها وكان شيئا لم يكن
واخذ والدها لاستخدامها فى اعمال اليوميّة الشاقه عند الجيران لمساعدته فى اطعام اخوتها ومواصلة
علاجه حتى مات لتقوم بآداء رسالتها على اكمل وجه حتى تزوّجوا جميعا وظلت وحيدة
تناست نفسها فمضى قطار العمر بها لتواجه وحدها تلك الهواجس والكوابيس التى تطاردها
حيث تاتيها روح الام تطالبها بالثار من الاب وهما فى العالم الأخر ولم تبوح بسرّها لاحد