شاعرنا البهي فارس الكلمة المهندس
ثروت سليم
مساء الورد والقرنفل والكادي
كثيراً ما قرأت هذه القصيده وكررتها ، وأستمعت بل وأستمتعت إلى سماع هذه المعزوفة الخيالية الآسرة ، العبقةبسحر الحضور ورقي الحروف ، وكما قرأتها شعرت إنني في دوح مورق الأفنان ، ومونع الثمار ومخضر الأغضان ، دوح حب عذب ، وواحة وجد في أفياء هذا الروض الرطيب ، روض بهيج ومكان يفوح فيه الأريج ، ويكثر فيه اليمام والطيور والبلابل والزهور والورود ، لكني الآن رأيت في وسط هذا الروض ، عازف جميل عذب رقراق يعزف مقطوعة حب وهيام ، أسمها " أرجوك لاتتجملي "، أقتربت وأستمعت في تبتل وذهول ودهشة إلى هذا الترتيل الشعري الأنيق ، وهذا الهمس الرقيق ، مع تلاحق من المشاعر والصور والإحاسيس من نداء هذه الحبيبة والمعشوقة الجميلة ، والتي تطلب منها وترجوها ، أن لا تتجمل ، فهي جميلة وجمالها طبيعي ، ولفت أذني تكرار لفظي " ارجوك لاتتجملي "و" ارجوك لاتتعجلي " في النص ، في جمع بين المتناقضات بين التجمل والتعجل ،
وضعتنا في جو من الحلم منذ البيت الأول ، من صورة ضم الفؤاد كعصفور يرفرف ، إلى صوتها الذي عبرت عنه بصفير البلبل ، وإلى صورة الثغر وهذه اللوحة التي ترسمها بأناملك ، وإلى تشبيهك غيرتها كحب الفلفل، وهمسها الساحر كسحر بابلي ، وصورة الحب كتاج مخملي ، وري الشفاة كري قرنفل ،
أجمل الصور تأثيراً في روحي هذه
ودعي دموعك تستحم على فمي
وتسيل عزفاً
مثل عود موصلي
صورة رقراقة عذبة ، وتركيبة مجازية مدهشة ، من تصوير صورة الدموع التي تسيل وتتساقط مثل عود موصلي ،،
النص مفعم بتجليات الطبيعة في ( البلبل ، عصفور ، الفلفل ، القرنفل ، جدول ..) .
تجليات لونية رقراقة في صورة من الحب الشفيف في
جبينك ضوء صبح ينجلي
صورة متناغمة متمازجة رهيفة من تداخل الألوان وتمازج الضياء مع صورة جلاء الصبح ،،
لقد متعت بصري وروحي وفكري، بهذه اللوحة الشعرية الوجدانية الرقيقة ، التي طال مكوثي في أرجائها وظلالها ،،
فشكراً جزيلاً لهذه القطعة المخملية البديعة ، وهذا البوح الموشى بالجمال والبهاء ،
دمت شاعراً للحب والجمال
مع خالص التقدير