الصور الموسيقية هي مختلفة عن البرامج الغنائية ؛ وكانت سلسلة الصور الموسيقية يرعاها بالفكرة والتنفيذ اثنان من فناني الموسيقى والإذاعة : عبد العزيز محمد وعبد الوهاب يوسف ، وربما لا يرد ذكر لصاحب الكلمات ، وإن كنت أظن أن صاحب النزهة هو نفسه عبد الوهاب يوسف مخرجها الإذاعي .
ولقد سمعت هذه التحفة وأنا صغير وكلنت تتضمن مقدمة يلقيها عبد الوهاب يوسف عن عروسين متحابين قصدا الخروج إلى شاطئ النيل لقضاء وقت الأصيل في هذه النزهة الجميلة .لكن أعداء الفن الإذاعي من داخل الإذاعة استباحوا أن يمحوا هذه المقدمة التي تفيض بمشاعر الحب ، كما استباحوا حذف اسم الإذاعة المصرية من مطلع برنامج خوفو للعبقري نفسه ، وكان ذلك مع الوحدة بين مصر وسوريا ، وكأن ذكر اسم مصر خطيئة سياسية !! واستمعوا إلى الصورة الموسيقية الرائعة :
" السوق " التي كتبها أحمد فؤاد شومان ولحنها علي فراج صاحبا ما أحلاك يا ورد لشافية ، وأخرجها عيد الوهاب يوسف وتمتعوا بالقطععتين الأدبيتين في المقدمة والخاتمة عن السوق وما يجري فيها يلقيهما هو بصوته الفريد ولعلهما من كتابته . هكذا كانت الصور الموسيقية ، ومثلهما : الغروب ، وقد ضمنها بإلقائه أبياتا شعرية من نظم محمود حسن إسماعيل .
لكم أطيب التمنيات باستمتاع بالصور الموسيقية . 31/3/2007
البرنامج الغنائي ـ كما أتبينه من خبرة 57عاما من الاستماع ـ يقوم على حدوتة ، وتعتمد الحدوتة على الحوار والتمثيل ، من ذلك أشهر البرامج الغنائية : قِسَم ، عوف الأصيل ، ويتخلل ذلك عدد من الأغنيات التي تعبر عن المواقف . أما الصورة الموسيقية فالغرض الوحيد هو تقديم عمل موسيقي غنائي بلا حوار ولا تمثيل ، من ذلك : نزهة ، السوق ، الغروب ، الدندرمة . ولكن التغييرات التي حدثت في جهاز الإذاعة في بداية الستينيات 1961 قسمت الجهة المختصة بإنتاج البرامج الغنائية إلى : إدارة التمثيليات ، وإدارة الموسيقى والغناء ، فتنازعت الإدارتان إنتاج تلك البرامج ، وتوقف التعاون بين التمثيل والغناء والموسيقى ، فلجأ المؤلفون وعلى رأسهم عبد الفتاح مصطفى إلى صياغة برامج لا تحتاج إلى عناصر التمثيل ، لكنها تحمل فكرة الحدوتة فظهر : حورية ، وجزيرة السبع بنات وما يشبههما . ففقدنا تمثيل صلاح منصور ومحمد علوان ومحمد الطوخي وزوزو نبيل وبقية المبدعين في مجال التمثيل ، لكننا كسبنا غناء فايدة كامل وإبراهيم حمودة ، وأطلِق على هذا الإنتاج برامج غنائية ، ولا بأس بالتسمية ؛ فنحن نسعى وراء العمل الفني لا الاسم .
|