الملف الثالث في مقام السيكاه وهو تقسيم على الناي يُصاحبه خلفية صوتية بأصوات رجالية في طبقة القرار تقوم مقام الطنين bourdon في المصاحبة اللآلية
ومن المعلوم أن الموسيقى الصوفية بمدينة قونيا التركية تعتمد على آلة الناي التي لها مكانة رمزية ذات دلالة في التفكير الصوفي لمريدي جلال الدين الرومي، وكثيرا ما تصاحب هذه الآلة بنظيرتها التي ترافق اللّحن بهذا الطنين والذي يُعتبر من أحد أشكال التعدد الصوتي في الموسيقى الشرقية
وقد إستبدل في هذا التسجيل بذكر اللّه والثناء والصلاة على رسوله الكريم بدرجة صوتية تكاد تكون ثابتة وهي درجة السيكاه (أو درجة إرتكاز المقام) مع مراوحتها بالدرجة التالية لها أي الجهاركاه، بحيث تكون المسافة ثلاثة أرباع البعد
وقد إبتدا الناي التقسيم من الدرجة الحساسة (ري دياز) مرورا بالسيكاه ليطيل درجات الجهاركاه والحساسة ثم يستقر بعد الزخرفة المميزة والمرور على بعض الدرجات الثانوية على السيكاه، هذا مع ملاحظة فحيح الناي في طبقته الجهيرة إضافة إلى الإيقاع الذي يعطي صدى مميزا في طبقة القرار (الدم). كل هذا قبل أن يبدأ عملية الصعود التدريجي نحو الجواب ليستقر في النهاية على جواب السيكاه والتي يُنهي بها التقسيم تعقبها عبارة "يا حبيب اللّه" في جو روحاني مميز
كما يتوجب ملاحظة الزحلقة المميزة التي يُحدثها العازف وهي من تقاليد الزخرفة التي تشد الأذن العربية وتسحرها بجمال الأداء وخصوصيته