الأفضل الإستعانة بمدرس للآلة لتعلم كل ما يتعلق بتقنياتها إبتداء بقواعد الإمساك بالكمان وقوسه والتدرج في التدرب على سحب القوس ودفعه لإستخراج أصوات الأوتار المطلقة في البداية، يلي ذلك تعلم كيفية وضع أصابع اليد اليسرى على ملمس الآلة ومحاولة إتقان المسافات الفاصلة بينها ويحتاج ذلك إلى توجيهات الأستاذ في المسائل المتعلّقة بالتّنغيم السّليم وتصحيحه لما يصدر من المتعلم من أخطاء، إضافة إلى أهمية تحقيق المرونة التامة في التعامل مع الآلة ومقاومة كل أسباب التشنج التي من شأنها أن تُحد من مهارات الأداء. ولذا أنصحك أن تلتحق بإحدى المؤسسات التربوية المختصة، وإن تعذر عليك ذلك في الأرجنتين مقر إقامتك فيمكنك بالتالي أن تجد لنفسك بدائل مثل الدروس الخصوصية أو الإستعانة بأحد الأصدقاء الموسيقيين لتوجيهك لبعض مبادئ الأداء على الآلة، وعلى كل حال هنالك العديد من العصاميين الذين خوّل لهم إستعدادهم وموهبتهم تجاوز العديد من صعوبات هذه الآلة وإرتقوا في مسيرتهم هذه نحو مستويات تثير الإعجاب. فالإهتمام الكبير بالآلة ومحاولة التعرف على أسرارها بالإختلاط والمحاكاة هي من ضمن الوسائل المتبعة في كثير من البلدان التي لا يتوفر فيها العدد الكافي من المتخصصين.
لا شك في أن إلمامك بإحدى الآلات الموسيقية سيعينك في التعويل على الذّات على تعلم الكمان بخلاف من هم في بداية الطريق. ولذا سأبدأ بتوضيح طلبك حول تسوية أوتار الكمان:
أصل تسوية الكمان يعتمد على مسافة الخامسات بحيث يكون دوزان الآلة كما يلي : من الوتر الأول ناحية الجواب مي – لا – ري – صول (جواب البوسليك - حسيني – دوكاه – يكاه )
ونظرا لرغبة الموسيقيين في العالم العربي والإسلامي تطويع الكمان لمتطلّبات الأداء المقامي بدرجاته المميزة فقد وجدوا طرق تسوية مغايرة للدوزان الأوروبي نورد فيما يلي أهمها وأكثرها رواجا:
التسوية التركية وتعتمد تخفيض الوتر الأول فحسب بدرجة واحدة بحيث يصير الدوزان ري – لا – ري – صول (محير – حسيني – دوكاه – يكاه )
التسوية العربية الأكثر رواجا تخفض الوترين الأول والثاني بدرجة واحدة بحيث يصير الدوزان ري – صول – ري – صول (محير – نوى – دوكاه – يكاه)
كما هنالك من يخفض الوتر الأول بدرجتين بحيث تكون التسوية (دو – صول – ري – صول ) (كردان – نوى – دوكاه – يكاه)