أردت أن أبين فحسب أن عمليّة تقييم المُحترفين على الصعيد العالمي هو أمر يتجاوز إمكانيات ومؤهّلات أساتذة الموسيقى من صنفي، بالرغم من نشأتي على مناهج هذه المدارس. ولا يخفى عليك المناظرات الكبرى التي تُقام سنويا مثل مناظرة تشايكوفسكي Concours Tschaikowsky أو مناظرة الملكة أليزبث Concours Elisabeth وغيرها... والتي يتصدر لجانها كبار الفنانين في عمليّة التقييم وتصنيف المتبارين.
وفي العالم العربي عدة أسماء حازت على الشهرة في العزف على الآلات الموسيقية حسب المنهج الأوروبي من بينهم عازف الكمان السوري النجمي السكري،وعازف البيانو اللّبناني عبد الرّحمان الباشا (ابن توفيق الباشا) كما هناك قائدي فرق سمفونية نذكر من بينهم السوري نوري رحيباني. وكل هؤلاء يعيشون في المهجر مع الأسف ولا تستفيد بلدانهم من إمكانياتهم الهائلة إلا نادرا. كما أن وسائل الإعلام العربية لا تركز على إنجازاهم ولا تتابع أنشطتهم إلا بشكل إستثنائي.
ومحمد مقني التونسي هو عازف كمان بالأركستر السمفوني للكابيتول بتولوز Orchestre du capitole de Toulouse وقد سبق له إبان تخرجه في السبعينات الإلتحاق بأركستر الأوبرا بمدينة ليل الفرنسية بصفة رائد الكمان الأولٍViolon solo وهي مرتبة لم يبلغها أي تونسي لحد الآن. وهو كذلك ملحن متمرس من تقنيات التأليف السمفوني، مع حرصه الكبير على وضع بصمته المقامية العربية ضمنها. وله ما يزيد على الأربعمائة عمل من بينها ثلاث وعشرون سمفونية وهو عدد قلما بلغه الملحنين. ومع الأسف تستفيد من خبراته فرنسا بينما تضطره الظروف إلى البقاء هناك بدلا من الإسهام في تطوير هذا الجانب ببلاده. مع أجمل التحيّة وأطيب التّمنّيات