تأثير الأغنية الإذاعية الرمضانية على المستمعين
للأغنية الرمضانية تأثير على المتلقي حيث تعمل على تنامي مشاعر المستمع وفقاً للكلمات المغناة واللحن المصاحب له .. هذا ما أثبته بحث علمي عن تأثير الأغنية الإذاعية على المستمع في رمضان والذي أعده عازي الناي رضا بدير مستعيناً بنماذج من الأغنيات التي ارتبطت بالشهر الكريم .. في مقدمتها الابتهالات الإذاعية بصوت الشيخ النقشبندي والتي ارتبطنا بها وارتبطت بنا مع شهر رمضان منذ طفولتنا .. فهي تغمر المستمع إليها بالأجواء الروحانية . ومن بين الأغنيات التي تتأجج فيها المشاعر ونتواصل معها .. أغنية "رمضان جانا" لمحمد عبد المطلب والتي تضفي شعوراً بالبهجة والسمو الروحي والفرحة باستقبال شهر رمضان بعد شوق وانتظار وتزيد المستمع إليها شعوراً بالحب والعطاء للآخرين الذي يتجسد بشكل واضح في موائد الرحمن التي تنتشر في كل أنحاء مصر دون تمييز بين المناطق الشعبية البسيطة والمناطق الراقية .. وتبرز صورة العطاء بين القادر وغير القادر وبين من يملك ومن لا يملك .. بينما تترك أغنية "وحوي يا وحوي" التي يتغنى بها أحمد عبد القادر شعوراً بقبول خيرات رمضان والتقاء الأحبة في ليالي الشهر الكريم وتضفي البهجة على الأطفال لارتباطها بأضواء رمضان المتلألئة والتي يمسك بها الأطفال بين أيديهم من خلال الفانون الذي تحول من الإضاءة الساحرة البسيطة للشمعة إلى لمبة المصباح .. وهو تجسيد حقيقي للمتغيرات التي تحيط بنا . ثم استعداد رمضان للرحيل بعد أن مرت لياليه سريعة مما يترك فينا أثراً ورغبة وتمني بأن تكون كل أيام العام أياماً رمضانية وهو ما تعكسه أغنية "والله لسه البدر بدري يا شهر الصيام" والتي تتغنى بها شريفة فاضل .. حيث تضفي مشاعر الرغبة في الإبقاء على العيش في هذه الأجواء الروحانية وفي نفس الوقت هي تأهيل نفسي لاستقبال عيد الفطر المبارك .. ويتجسد ذلك بشكل واضح بأغنية أم كلثوم "يا ليلة العيد آنستينا" .. التي تغمرنا بالحنين لعيد الفطر المبارك ولياليه التي تعمها البهجة .. وتترك في مخيلتنا شريطاً من الذكريات التي تعم ليالي الشهر الكريم .. ففي الوقت الذي نودعه ننتظر قدوم رمضان جديد بما يصحبه من غذاء للنفس والروح .
سمير شحاتة
جريدة الاهرام فى 5 نوفمبر 2004
صفحة 14
تأثير الأغنية الإذاعية الرمضانية على المستمعين - بحث رضا بدير
العرض الشجري