وُلدت لين مونتي في الجزائر العاصمة في عائلة مولعة بالموسيقى سواء الموسيقى التقليدية أو الغربية. ولكنّ لين اتّجهت نحو نوع ثالث ألا وهو الأغنية الفرنسية.
بعد أن تلقّت دروسا في الغناء والإلقاء انطلقت وسرعان ما أثمر جهدها عن نجاح. فبفضل إلقائها الجيّد وصوتها الرخيم والذي كان تتخلّله لكنة تنطق الراء بعذوبة ممّا كان يبيّن لمعجبيها أصلها المتوسّطي، جدّدت النوع الغنائي ، نوع الغناء الواقعي أمثال دامية ومرجان.
حصلت على جائزة إيديث بياف وجائزة قاعة "الأولمبية" الأولى. فتتابعت الأغنيات الناجحة في الملاهي الموسيقية وفي ملاهي الأحياء الراقية.
ودافعت عن الأغنية الفرنسية في كلّ العالم : كندا وأمريكا حيث أدارت ملهى مشهورا طيلة عشر سنوات و أمريكا اللاّتينية وألمانيا وهولندا والشرق الأوسط.
في بلاد الأهرام حيث حقّقت نجاحا ملحوظا، لحنّ لها صديقها فريد الأطرش أغنية وتسابق المصريون الذين كانوا لا يعلمون بأنّها تنتمي أيضا إلى هذه الثقافة، إلى الاستماع إلى "الفرنسية التي تغنّي جيّدا بالعربية". وبالمناسبة حضر الحفل كلّ من محمّد عبد الوهاب وأمّ كلثوم.
وأخذ مسارها الفنّي طريقا مغايرا تماما حين اقترح عليها صديق أغنية "الشرقية" بالفرنسية والعربية والتي أعجبها فيها الميزات والطابع فسجّلتها وجعلت منها أغنية شعبية نالت شهرتها آنذاك إلى درجة أنّ مغنيين آخرين غنّوها.
شرع معجبوها في مطالبتها أكثر فأكثر بغناء الأغاني الشعبية الجزائرية وهي تمثل لهم عن طواعية. فغنّت أغان مشهورة أمثال : "اكتب لي شويّة"، "أنا الولية"...إلخ.
وبهذا ستحدّ لين مونتي من أغانيها الفرنسية وستغنّي بالتناوب الأغاني المستوحاة من الطرب الشعبي الجزائري والألحان الجديدة التي كتبت لها خصّيصا.
يزيد جمالها وحضورها العجيب الذي ورثته عن مدرسة الملاهي (في مهرجان الرقص بمونبلييه وعند غنائها هي التي أصبح من النادر رؤيتها في مكان عامّ، احتفظ الجمهور الحاضر بذكرى أثّرت فيه) إلى هذا الفولكلور لمحة هوليودية تواسي وناء المستمعين الغارق في الحنين والمنفى.